الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

السلفية وتهمة تفريق الأمة

A A

تمهيد:

لا يُمكن نفيُ أنَّ أيَّ طائفةٍ أو مَنهج يوجَد فيه الأصفياءُ والأدعياءُ، والحكمُ عليه بتصرُّفات أدعيائه ظلمٌ له وجَور في حقِّه. ومِن أكثرِ المناهجِ وقوعًا تحتَ نَير الظلم بنسبة أدعيائه إليه وتعميم أخطائهم المنهجية ومحاكمة المنهج إليها: المنهجُ السَّلفي، حتى صار أكبر مناقض للمنهج السلفي السمة التي يرمز له بها أولا وهي قضية تفريق الأمة.

الموقف الشرعي عند الاختلاف:

فمن المعلوم أنه عند الافتراق والاختلاف أرشدت النصوص إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم سلف الأمة، وجلعت ذلك الرجوعَ هو العصمة من الفتنة والهلاك، فرفع السَّلفيون شعار التمسُّك بالوحي والاقتداء بسلف الأمة في وجه الافتراق والضلال، وبدَل أن يُحْمَدَ لهم ذلك عمَد مخالفوهم إلى تعميم الظواهر السلبية عليهم، ومحاكمتهم إلى تصرفات العامة والدهماء، والابتعاد عن المعايير الموضوعية والعلمية في تقييم المناهج. ومن ناحية أخرى اعتبروا عدمَ تخلي السلفية عن منهجها لصالح المجموعات الأخرى نوعًا من التعصُّب والإصرار على إظهار المخالفة.

الجور على السلفية:

وهاهنا نسجل نقاطًا منهجية تبين حجمَ الجور الذي يقع فيه كثير من خصوم السلفية ومخالفيها في الحكم عليها، ومن هذه الأمور:

أولا: التمسك بالدين ليس فرقة ولا افتراقا:

أحيانًا تنتشر أقوالٌ مخالفة للشَّرع، ويتواطأ عليها الناس، ويتَّبعونها ويجتمعون عليها، فإذا أتى من يحاول ردَّهم إلى الوحي وإلزامهم بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يظنُّ الناس أنه قاصدٌ لمخالفتهم وتفريقِ كلمتهم، والحقيقةُ أن الاجتماعَ لا يكون محمودًا إلا إذا كان على الحقِّ، وذلك هو مصداق قول الله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]. أما الاجتماع على الباطل والسكوت عليه فذلك مذموم شرعًا؛ قال الله عز وجل: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [المائدة: 79].

ثانيا: المقصود بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

المقصود بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو جمع الناس على الخير وإبعادهم عن الباطل، وأن يكون المسلمون على خير حتى يجتمعوا على الإيمان ويعادوا الباطل، فأهل الملة رُحماء بينهم، يوالي بعضهم بعضًا في الله، ومقتضى هذه الولايةِ النصيحةُ والحسبة، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} [التوبة: 71]، بخلاف أهل النفاق الذين قال الله فيهم: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67].

وهذا الأمر الذي رتب الله عليه الرحمة شامل لمسائل المعتقد والفروع؛ ولذلك فسر السلف رحمهم الله الأمر بالمعروف في الآية بفعل الخير والنهي عن المنكر بالنهي عن الشرك([1]).

وعليه فلا يمكن لأهل الإسلام أن يسكتوا عما يخلُّ بالمعتقد، أو ما يُعَدّ معصيةً؛ فإن ذلك من خوف الناس في الله والرضوخ للَّائمين.

ثالثا: دعوة الناس إلى اتباع الصحابة:

الدعوةُ إلى اتباع الصحابة الكرام دعوةٌ للاجتماع، وليست دعوةً للافتراق؛ فإن الإسلام الذي رضيه الله وحمده وأقرَّ عليه الناس هو الذي وجد عند الصحابة عقيدةً وشريعة وسلوكًا، وهو الذي ينبغي أن يجتمِع الناس عليه، وجميع الأمة من أهل القبلة يعلمون أنَّ الخير التامَّ هو ما كان عند هؤلاء، فلا يمكِن أن يوجدَ في أصول الدين وفروعه شيءٌ يعدُّ خارجًا عن أقوالهم أو مخالفا لها([2])، “فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، فرضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحلُّ لأحد التوقُّف في أمرهم، أو الشكّ فيهم البتة”([3])، كما ميَّز النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية بمتابعتها لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال -لما سئل عن الفرقة الناجية: من هي يا رسول الله؟-: «ما أنا عليه وأصحابي»([4]).

رابعا: الافتراق يقع بسبب مخالفة الشرع وترك أوامره:

وهذا أمر معلومٌ، فكلّ ترك لما جاء به النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم يقع للأمة به من التفرُّق بقدر تلك المخالفة، ولا يمكن دفعه إلا بإرجاعها للمشرب الأول، وتبيين أن الولاء هو على أساس الكتب والسنة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وأما أهلُ السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله… وإنما الواجبُ أن يقدّم من قدمه الله ورسوله، ويؤخّر من أخره الله ورسوله، ويحبّ ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله؛ وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله؛ وأن يكون المسلمون يدًا واحدة، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلِّل غيره ويكفِّره وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة؟! ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كلُّ من أخطأ يكون كافرًا ولا فاسقًا، بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان، وقد قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] وثبت في الصحيح أن الله قال: «قد فعلت»([5]). وكيف يجوز التفريق بين الأمة بأسماء مبتدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟! وهذا التفريق الذي حصل من الأمة -علمائها ومشايخها وأمرائها وكبرائها- هو الذي أوجب تسلُّط الأعداء عليها؛ وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14]. فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملَكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب. وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”([6]).

النتيجة والخلاصة:

إذا تبيَّنت لك هذه القواعد فلك أن تستغربَ كيف يجلس الشّيعي الرافضي الذي يكفِّر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاتِه أمهات المؤمنين الطيبات الطاهرات مع الصوفي الحلولي مع الأشعري المؤول أو المفوِّض؛ ليقول هؤلاء: نحن نجمع كلمةَ الأمة وغيرنا يفرقها، ويرمونه بالتكفير، ويغفل الأشعريّ القريب من السنة أو يتغافل عن التكفير الذي عند الشيعي الرافضي لأجلَّاء الأمة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم، كما يغفل أو يتغافل أنه في مده يدَه للمتصوف الحلولي واتفاقِه معه مع مجاهرته بمخالفة للسلفي يرتكب خطأ منهجيًّا موضوعيًّا، وهو أنَّ قصارى ما يختلف فيه مع السلفي هو في التعامل مع ظاهر نصوص الصفات، وأن دعواه التجسيم عليه هي دعوى لا تثبت ولازم لا يلتزم به السلفي، لكن الصوفي يصرّح بالتشبيه الذي منه فرَّ الأشعري، كما أنَّ الشيعي الرافضي يضرب وحدةَ الأمة في العمق حين يخرج صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلِ النجاة.

والحقيقة أنَّ السلفيةَ في هذه القضية ظُلمت من ناحيتين؛ حيث حُسب عليها من تتبرَّأ منهم من الغلاة، وسُكت عن غلوِّ الشيعة، ونُسب للسلفية القتل رغم حمايتها لأهل السنة ودفاعها عنهم، بينما برِّئ الشيعة الذين احتلُّوا دولَ أهل السنة، ولم يفرِّقوا بين عالم وجاهل، ولا بين رجل وامرأة، وقتلوا الناس على هويتهم، كما أخرجها الأشاعرة من دائرة أهل السنة بحجة التجسيم والتشبيه، وهي دعوى لا تثبت، وسكتوا عن المتصوِّف الغالي القائل بوحدة الوجود، وأدخلوه معهم في عباءة السواد الأعظم، فمن الذي فرق بين الأمة حقًّا؟!

ثم إنَّ السلفيين حين يدعون لجمع كلمة الأمة يدعون إلى معيار معتبر ومقدَّس، ألا وهو موافقة الشرع وأخذه بقوّة، بينما غيرهم يجمع كلمته ويتحالف مع مخالفيه على باطل يعلم أنه باطل، فهذا إلى الهوى أقرب منه إلى الحق والصدق.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: تفسير البغوي (4/ 72).

([2]) ينظر: الاعتصام للشاطبي (3/ 140).

([3]) الفصل في الملل والنحل (3/ 320).

([4]) أخرجه الترمذي (2641).

([5]) صحيح مسلم (126).

([6]) مجموع الفتاوى (3/ 421) بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017