الثلاثاء - 03 رجب 1447 هـ - 23 ديسمبر 2025 م

أولويَّة العقيدة في حياةِ المسلم وعدَم مناقضتها للتآلف والتراحم

A A

 تمهيد: تصوير شبهة:

يتكلَّم الناسُ كثيرًا في التآلُف والتراحُم ونبذِ الفرقة والابتعادِ عن البغضاءِ والشحناء، ولا يزال الكلامُ بالمرء في هذه القضايا واستحسانها ونبذِ ما يناقضها حتى يوقعَه في شيءٍ منَ الشطَط والبعد عن الحقِّ؛ لأنه نظَر إليها من حيثُ حسنُها في نفسِها، ولم ينظر في مدَى مشروعيَّة وسيلته إليها إن صحَّ أنها وسِيلة.

وانقسم الناسُ في نظرتهم للتآلف أقسامًا هي بعدَد رمل عالج، وخفَضوا ورَفعوا في شأنها، فمنهم من جعل التآلفَ مقصدًا يعلو على جميع المقاصِد، وضحَّى بالقِيَم والأخلاق والدِّين من أجله، وكان همُّه أن ينشأَ مجتمعٌ يحترم الآراءَ والمعتقدات بغضِّ النظَر عن صحَّتها أو فسادها وبطلانها في ذاتها، وما تؤدِّي إليه من أفعال، ما لم تصل هذه الأفعال إلى الضَّرر الدنيويِّ. ولا يخفى ما في هذه النظرةِ من المادية والنزوح بالنفس البشرية عن الوحي والغيب إلى عالم المادة والواقع وإغفال ما سواهما.

وآخرون حاولوا الحفاظَ على القيَم لكن بقدرِ ما يسمح به مبدأ احترام الرأيِ، وجعلوا الشرعَ تابعًا للأهواء البشريَّة، فما رأى الناسُ أنه يمكن أن يتعايشوا معه استحسنوه من أمور المعتقد والأحكام، وما ليس كذلك ردُّوه وأبطلوه بحجَّة أنه يثير الخلاف.

وكان محصّلة هذين الرأيين النزول ببعض القضايا عن مرتبتها في الشرع إلى مرتبة الاحتياط والمحاذرة في التعامل معها، فَخَلَصُوا إلى عدم أولويَّة العقيدة في حياة الناس، وذلك من أجل عدم التفرقة وإشاعة الخلاف، وهذه الشبهة بدرجةٍ منَ الشهرة تُغني عن عَزوها؛ لأنها تتردَّد من أطيافٍ مختلفة عقديًّا وفكريًّا، لا تجمع بينها إلا هذه الخَصلة.

وللجواب على هذه الشبهة فإننا نبين أولوية العقيدة في حياة المسلم، وأنها لا تناقض الرحمةَ والتآلفَ؛ خلافَ ما يصوِّره بعض الناس، وذلك بضوابط منها:

أولًا: نبذ الخلاف ليس مقصودًا لذاته، كما أنَّ الاجتماع ليس مقصودًا لذاته؛ ولذا لم تمدَحِ الشريعة كلَّ اجتماع، ولم تذمَّ كل خلافٍ، فالاجتماع على الباطلِ ليس محمودًا، والباطل هو ما خالف الشرعَ بفعل محرَّم وترك واجبٍ، وأشدُّ ذلك ما تعلَّق بباب الاعتقاد، قال الله سبحانه: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “دخل في هذه الآية كلُّ محدثٍ في الدين، وكل مبتدِع إلى يوم القيامة”([1])، قال البغوي: “{إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} أي: إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزئون ورضيتم به فأنتم كفّار مثلهم، وإن خاضُوا في حديث غيره فلا بأس بالقعود معهم مع الكراهة”([2]). قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: “لا يحلُّ لأحدٍ أن يقيمَ بأرضٍ يُسبّ فيها السلف”([3]).

فليس كلُّ اجتماع يكون محمودًا شرعًا، بل العبرةُ بما يجتمع عليه المجتمعون، فإن كان خيرًا ندِب إليه، وإن كان شرًّا نهيِ عنه.

ومِن أمثلة الخير المندوب للاجتماع عليه البر والتقوى وجميع خصال الخير، قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. فالعبرة في الاجتماع بالبر والتقوى لا بالأشخاص، وعدمُ التعاون هو بسبب الإثم والعدوان لا غير، بغضِّ النظر هل الشخص موافقٌ في أصل النِّحلة أم لا، فمن دعَا إلى الخير أُعين عليه، ولو كان مشركًا أو فاجرا([4]). وانطلاقا من أصل التعاون أجاز العلماء الإكراهَ على الخير والإلزامَ به([5]).

ثانيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات أهل الإيمان، وأول ذلك الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، قال الله سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

قال ابن عطية: “وقوله: {بِالْمَعْرُوفِ} يريد بعبادةِ الله وتوحيده وكلّ ما أتبع ذلك، وقوله: {عَنِ الْمُنْكَرِ} يريد عن عبادة الأوثان وكلّ ما أتبع ذلك، وذكر الطبري عن أبي العالية أنه قال: كلُّ ما ذكر الله في القرآن من الأمر بالمعروف فهو دعاء من الشرك إلى الإسلام، وكل ما ذكَر من النهي عن المنكر فهو النهيُ عن عبادة الأوثان والشياطين”([6]).

فلا يكون الإيمان والولاية إلا بتحقُّق هذا المعنى، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه المعاني لا تأتي مع فساد المعتقَد.

ثالثًا: العقيدةُ الصحيحةُ لا تفرِّق الناس، بل هي الأصلُ الجامع لهم، وهي الحبل الذي أُمروا بالتمسك به، ولكن تفرقتهم تأتي من جهة تعمُّد مخالفتها وتنكُّب ما كان عليه النبي صلى الله عليه والسلم وأصحابه في الإيمان والعمل؛ ولذا أمر الله بالتمسك بالدين، وجعل تركه تفرقًا، وليس العكس، قال سبحانه: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: 13].

فالدين المأمور بإقامته هو: “توحيد الله وطاعته، والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء، وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلمًا”([7]). ويقابِل التوحيدَ الشركُ في العبادةِ، فهو التفرقة في الدين التي نهى الله عنها فقال سبحانه: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِين مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32].

ومردُّ هذا الاختلاف والتنازُع إلى اشتباه الحقِّ بالباطل وخفائه، وسبب ذلك عدَمُ العلم الذي يميِّز بين الحق والباطل([8]).

رابعًا: الاتِّباع قبل الاجتماع، فلو افترضنا أن رسول الله صلى الله عليه سلم حيٌّ بين أظهرنا يوحَى إليه ما كان لنا أن نختلِف، وإذا اختلفنا فإنَّ النار حظُّ العاصِي لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكذلك الأمر بعد وفاته، وعند اختلاف الناس فإن الفيصلَ بينهم في قضايا المعتقد هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله وما ترك عليه أصحابَه؛ ولذا قال: «فإنه من يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإنَّ كل محدثةٍ بدعةٌ، وكلّ بدعةٍ ضلالة»([9]).

فهل بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الناسَ بغير التوحيد؟! وهل دعاهم إلى غيره مع علمه بعدم استقرار المعتقد في قلوبهم؟! وقد يقول قائل: النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو المشركين فبدأهم بالتوحيد، وأنتم تريدون أن تبدؤوا المسلمين به!

والجواب على ذلك: أنَّ التركيزَ على تصحيح العقيدة أحيانًا يكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن خالفها وشذَّ عنها، وأحيانًا يكون من باب التذكير للغافل والتعليم للجاهل لا غير هذا، وأمور العقيدة واضحةٌ جليَّة ميسَّرةٌ، لا تحتاج لكبير عناء، ولا لذكاء خارق، فإذا وجد الناس عنتًا في فهمها ومشقَّة في تصوُّرها فإن تصوُّرهم لما سواها يكون أكثرَ إشكالًا وتعقيدًا.

خامسا: جماعة المسلمين إذا أطلقت فالصحابة عَلَم عليها، فلا بد من موافقتهم في المعتقد؛ لأنهم كانوا فيه على منهج واحدٍ، فلفظ الإيمان والإسلام والتقوى والحق والضلال كلها حقائق شرعية، وليست عرفيةً، وقد زكى القرآن هذه المعاني عند الصحابة، ووصفهم بها، فلا يمكن الخروج عما كانوا عليه أو مخالفته؛ لأنَّ ذلك مخالفةٌ للحق ومفارقة للجماعة الأم وهم الصحابة، ولا يتأتى هذا المعنى في حياة الناس بصورة ظاهرةٍ إلا بتفسير هذه المعاني وإعطائها حقَّها من التفسير والشرح، والمحافظة عليها، وضرورة الالتزام بها كما كانت عندهم، وقد نُزِّلَ في القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم أولوية المعتقَد -وخصوصًا باب العبادة- في دعوة الرسل وجمع الناس على ذلك، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون} [الأنبياء: 25].

وهذا الحدُّ متفَق عليه بين جميع الرسل في دعوتهم، فكيف لا تكون له الأولوية، قال عليه الصلاة والسلام: «أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّات؛ أمَّهاتهم شتَّى ودينهم واحدٌ»([10]). قال المناوي: “أي: أصل دينهم واحدٌ وهو التوحيد، وفروع شرائعهم مختلفةٌ، شبّه ما هو المقصود من بعثة جملة الأنبياء -وهو إرشاد الخلق- بالأب، وشبَّه شرائعَهم المتفاوتة في الصورة بأمَّهاتٍ”([11]).

سادسا: مسائل الاعتقاد التي لها الأولوية هي كلِّيَّات الدين وأصوله وما بني على غلبة الظنِّ مما لا يُتصوَّر مخالفة الشخص فيه بتأويل قريبٍ ولو كان من مسائل العمل، فهذه لا بدَّ أن تأخذ أولويةً في حياة المسلم؛ لأنه بتركها يأثم ويخالف الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؛ ولذا تجد العلماء ينصُّون على المتواتر من أحكام العمل في أبواب الاعتقاد كالصلاة خلف الإمام الفاجر وطاعة الإمام والصلاة في الخفّ وغير ذلك؛ لأن الفرقة الهالكة ليس بالضرورة أن تكون مخالفة فيما تعارف عليه أهل الكلام من أصول الدين، بل يشمل حتى مسائل العمل التي قوي دليلها، فكثرة المخالفة في الفروع ينتج عنها المخالفة في الأصول، فكلُّ من اقتدى بالصحابة في فهم القرآن وتنزيله وتقديم ما قدَّم فهو ناجٍ محسوب في جماعة المسلمين([12]).

سابعا: الفِرق الغالية التي استحلَّت دماءَ المسلمين وفارقت الجماعة ليست انعكاسًا لقضية أولوية العقيدة، بل هي نتاجُ مقرَّرات عقَدِيّة فاسدة ومجتزأة، فبعض الفرق لا تدرس العقيدة بشموليتها، وإنما تدرس فقط نواقض الإسلام وتقرِّرها في أبوابٍ معيَّنة مثل الحاكمية وغيرها، وهذا التقريرُ عادَة ما يخطئون فيه من ناحيتين:

الناحية الأولى: أن التقريرَ في نفسه يكون مخالفًا لعقيدة السلف، ومتخيّرا فيها لبعض الألفاظ المتشابهة التي توافق في ظاهرها الشهوة السياسية لبعض التوجُّهات الخاصّة لهذه المجموعات.

الناحية الثانية: الخطأ في التنزيل، فعادة ما ينزّلونها في غير محلّها، فيقومون بتطبيق بعض الأحكام التي لا يقوم بها إلا الخليفة أو نائبه من نحو اعتبار الأمان والذمة والعهد وتطبيق الحدود والحكم على الناس، فيفتاتون على الشرع وعلى الأمّة، ويقومون بأفعال لا يخوِّلهم الشرع إيَّاها لو كانوا أمراء، فضلا عن كونهم مجموعاتٍ منبوذةً لو جمعت من جميع أقطار الدنيا ما كانت تمثّل نسبة معتبرةَ في الأمة، مع غياب خيار الأمة -علماءَ وصلحاءَ وموجِّهين- عنهم ومخالفتهم لهم.

وهم في حقيقتهم نتاج واقع مركَّب من الظلم والجهل والبعد عن الشرع وعما كان عليه السلف، وليسوا نتاجَ طرح عقديٍّ منضبِط كما يصوِّره مناوِئو منهج السلف.

فإذا تبيَّن هذا فإنَّ الدعوةَ للعقيدة الصحيحة مقيَّدة بمعناها الوارد في الشرع، المصحوب بالحرص على الأمة والرحمة بها، ومراعاة الخلاف، واستحضار العذر لصاحبه، ومحاولة رد الناس إلى الحقّ وإلى الأصل، وليست تميُّزا عن الأمة، ولا تفريقا لها؛ لأنَّ الأمة الحقيقية هي الأمة المعتصمة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر، وليست هي الأمة المتخلِّيَة عن أعزِّ شيء عندها وهو عقيدتها؛ لتأتلَّف فيما بعد ذلك على أمور حياتيَّة زائلة لا قيمة لها في الحياة، فكيف بالشرع؟!

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: بحر العلوم (1/ 349)، الكشف والبيان (3/ 403).

([2]) تفسير البغوي (1/ 714).

([3]) ينظر: القبس (ص: 1154).

([4]) ينظر: زاد المعاد (3/ 253).

([5]) ينظر: عون المعبود مع حاشية ابن القيم (4/ 153).

([6]) المحرر الوجيز (3/ 58).

([7]) تفسير القرطبي (16/ 10).

([8]) ينظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ 197).

([9]) أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (43)، وأحمد (17144)، وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”، وصححه ابن حبان (5)، والحاكم (329)، وابن عبد البر في جامع البيان (2/ 1164)، وابن تيمية في منهاج السنة (4/ 164)، وغيرهم.

([10]) أخرجه البخاري (3259).

([11]) فيض القدير (3/ 47).

([12]) ينظر: الاعتصام للشاطبي (3/ 256).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017