الأحد - 19 شوّال 1445 هـ - 28 ابريل 2024 م

السَّلفية ما هي؟ مناقشةٌ للكاتب اليمنيّ عصام القيسي  

A A

لا أعلمُ مصطلحًا يخوضُ فيه الجميع -من يعرفه ومن لا يعرفه- مثلَ مصطلح “السلفية”، وقدِ اطَّلعتُ حديثًا على مقالٍ مِن بين مقالاتٍ كثيرة على مدوَّنات الجزيرة، وهذا المقال حاول فيه صاحبُه تعريفَ السلفية وفقَ نظرةٍ عدائية للمفهوم حتى من الناحية اللّغوية، وقد عجِبتُ من نشره على موقع إعلاميٍّ يدَّعي القائمون عليه المصداقيةَ وهم من تحفَّظوا على عشرات المقالات لشخصيَّات سلفيةٍ علميَّة متَّزنة، في حين يرضَون بنَشر غُثاءٍ من الكلام لا يزن في الميزان العلميّ جناحَ بعوضة، ومن بينه مقال صاحبنا الذي نتحدَّث عنه، وليس الردُّ عليه لأنَّ له قيمةً عِلميّةً؛ فصاحبُه لم يوثِّق أيَّ فكرةٍ تفوَّه بها، ولا سعَى للاستدلال عليها بطريقةٍ موضوعيةٍ، وإنما دافِعُ الردِّ عليه هو سعةُ انتشاره، وكونُه ضمنَ سياقٍ عالميٍّ يهدِف إلى تشويهِ السَّلفية وإثارة أكبرِ قدرٍ ممكنٍ حولها من الشُّبهات، ونحن اخترناه لهذا المعنى، وليس من شرط الردِّ القيمةُ العلميَّة للمردود عليه، بل أحيانًا يكون باعثُه تأثيرَه وكونَ فكرتِه متداولةً عند خلقٍ كثير سواه، ومِن هذا الباب رَدُّ القرآنِ على أبي لهب وسمَّاه باسمِه، مع أنه لم يسجِّل التاريخُ له كبيرَ شأن، لا في علمٍ ولا في عملٍ، وقد تلخَّصت فكرةُ صاحب المقال حول السلفية في عدة نقاط:

أوَّلا: ينفي الكاتب كونَ السَّلفية مَذهبًا إسلاميًّا كما يُصوِّره مشايخُها على حدِّ زعمه، وينفي كونَها مرحلةً زمنيَّة مباركةً.

ثانيًا: يرى الكاتبُ أنَّ السلفيةَ جمودٌ في مقابلِ الحركية، وإسقاطٌ لعامل الزمن في التأثير، وهذا الإسقاطُ له تداعياتُه في النظرةِ للكون والحياة، من رجوع بالحياة إلى نقطة البداية، بدل السعي بها إلى نقطة النهاية والكمال، فهو فرارٌ من الضوء إلى الظلام، وابتعاد عن الحقيقة والجمال إلى الضلال والقبح والخيال.

ثالثًا: السَّلفية ليست رؤيةً دينيةً تخصُّ دينًا دون دينٍ، بل هي عامَّة يشارك فيها حتى الملحدون، إلا أنها في جانبها الديني تعدُّ خطرًا وكارثة على الكون والحياة؛ “لأن العقل السلفيَّ حين يعمِد إلى إسقاط الرؤية الديناميكية من إدراكه وتحليله للظاهرة الدينية، فإنما يوقع الدين نفسَه في لبس كبيرٍ، فالدين الذي لا يتَّسق مع حقائق الوجودِ لا يصلُح لتفسيره، والحقيقة الفيزيائية الأولى التي ينبغي للدين أن يتَّسقَ معها هي الحركة كما أسلفنا، وهي الحقيقة التي اعترف بتأثيرها القرآن في مثل قوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]”.

رابعًا: انجذاب العَقل السلفيِّ إلى القول بأنَّ الأحكامَ تبعٌ للعلَل لا للمقاصد، وقد نفَى السَّلفيّون من وجهة نظر الكاتب عاملَ تأثير الزمن في تغير الأحكام([1]).

فهذه هي خلاصَة نظرةِ الكاتب للسلفية، وهي تدلُّ على عدَم الوعيِ والتَّخلي عن الموضوعيَّة، واستغلال الأجواء الإعلاميَّة المشحونة ضدَّ السلفيَّة، ومحاولة مجاراتها، بغضِّ النظَر عن تداعيات ذلك على الشَّخص شرعًا وواقعًا.

والمقالُ عانَى منَ الخلَل في جميعِ تصوُّره عنِ السَّلفيةِ، والذي لخَّصناه في النقاط آنفةِ الذِّكر، وهذه وقفاتٌ مع أفكارِ المقالِ:

الوقفة الأولى: السَّلفية منهج إسلاميٌّ ومرحلة زمنية:

هذا الذي يقتضيه التعريفُ اللغويُّ والاصطلاحيُّ لها، والمصطلحاتُ ملكيَّة فكريَّة ليس لأحدٍ حقُّ التصرُّف فيها، فالسَّلفية والسلَف حين يُراد بهما الصَّحابة فهما بهذا المعنى مرحلة زمنيةٌ مباركَة لا تتكرَّر في التاريخ، فأصحاب النبيِّ والقرونُ المزكَّاة هم المقصُودون بالسَّلف أصالة، ولا شكَّ أن مَدح النبيِّ صلى الله عله وسلم لقَرنه والذي يليه والذي يليه هو تنبيهٌ على مرحلة زمنيَّة معيَّنة عاشَها أناسٌ معيَّنون، ففي الحديث: «خيركُم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، قال عمران: لا أدري أَذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة([2])، قال بدر الدين العيني: “والزمان الذي فيه الصحابةُ خيرٌ من الزمان الذي بعدَه؛ لقوله: «خيرُ القرون قرني»“([3]).

فهي بمعنى أنَّ الخيريَّة لآحاد الناس محصورةٌ في هذه الأزمنة المباركة التي عاش فيها الرسول صلى الله عله وسلم وأصحابه ومن تبعهم من التابعين رضي الله عنهم، وفي جانبٍ آخر مِن جوانبها تعني المذهبَ أو المنهَج المتَّبع في فهم الأدلَّة الشرعية عند هؤلاء القوم، فالسَّلفية أيضًا هي اتباعٌ لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المعتقد والسلوك، والتزام طرائقهم في التعامل مع الأدلة الشرعية، وهذا المعنى كان مفهومًا من النصوص حتى لدى الصحابةِ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر افتراقَ الفِرق في الحقِّ بيَّن أن الفرقةَ الناجية واحدةٌ، وعيَّنها بالمثال فقال: «ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعل بالنَّعلِ، حتى إن كان منهم من أتى أمَّه علانيةً لكان في أمتي من يصنَع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتَين وسبعين ملَّة، وتفترق أمَّتي على ثلاثٍ وسبعين ملَّة، كلُّهم في النار إلا ملَّة واحدة»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»([4]).

وقد كان الصحابةُ في إرشادهم للنَّاس يرشِدونهم إلى هذا المنهجِ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول: “مَن كان منكم متأسِّيًا فليتأَسَّ بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّهم أبرُّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقُها عِلمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، وأقومُها هديًا، وأحسنُها حالًا، قومًا اختارهم الله تعالى لصحبةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلَهم، واتَّبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدَى المستقيم”([5]).

قال ابن كثير رحمه الله: “فأهل الأديانِ قبلَنا اختلَفوا فيما بينهم على آراء ومِلَل باطِلةٍ، وكلّ فرقةٍ منهم تزعُم أنهم على شيءٍ، وهذه الأمَّةُ أيضًا اختلَفوا فيما بينهم على نحلٍ كلّها ضلالَة، إلا واحِدة وهم أهل السنةِ والجماعَة، المتمسِّكون بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه”([6]).

فالسلفيَّة بهذا المعنى رُجوعٌ بالأمَّة إلى الفَهم الصَّحيح للدِّين، الذي زكَّاه القرآنُ وارتضاه الله للمؤمِنين في التعبُّد والسّلوك، وهي بهذا المعنى يتبنَّاها أغلبُ الأمَّة وخِيارها، لا أحدَ يرضَى لنفسِه مفارقةَ ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والعمَل، وإن هو رضِي ذلك فقد حكم على نفسِه بالهلاك.

وحينَ نقولُ عن السَّلفية: إنَّها مذهبٌ لا نَعني بها المذهَبَ الذي هو اختيارٌ فقهيٌّ وفقَ أصولٍ محدَّدة منسوبةٍ لإمامٍ معيَّن، وإنما نقصد به المنهَج المتكامل، وهي بهذا المعنى لا تقابِل الإسلامَ، ولا يعني عدمُها عدمَ الانتساب إلى الإسلام، بل علاقتها بالإسلام علاقةُ عموم وخصوصٍ؛ لأن الإسلام يثبُت بما هو أعمُّ مما تثبت به السَّلفية؛ ولذا نُسِبت الفِرَق المنحرفة للأمَّة وللدّين ولم تُنسَب للصحابة ولا للسَّلف؛ لأنَّ هذا المعنى خاصٌّ، يعني الصفاءَ والنقاء من الشوائبِ المخالفة للمنهج الصحيح في الفَهم والاستدلال.

الوقفة الثانية: السلفية ليست رجوعًا إلى زمن البعير والسَّيف والرُّمح كما يريد الكاتب وغيره تصويرها:

فالخيريَّة التي نُثبت للسَّلف هي خيريَّة دينيَّةٌ، وليست دنيويَّةً، بمعنى أننا لا ندَّعي أن السلفَ توصَّلوا في العلوم الدنيوية إلى النهايات، فهي تطوَّرت بعدهم، وحالُ الناس فيها أحسنُ من حالهم، وهي مشتركٌ بشريٌّ، لكن التقدُّم في العلوم التجريبيَّة والصناعة والتجارة لا يعني تجاوزَ السلف دينيًّا، فالسلف قمَّة في المعاني الشرعية كالإيمان والإسلام والإحسان ومكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فلا يمكن الزيادةُ على ما عندهم، وهذه المعاني ليسَت مما يؤثِّر فيه الزمن، ولا مما يتغيَّر بحسب الأحوال، فهي من الحسَن لذاته الذي لا يتغيَّر بأي اعتبار، وما كان من ذلك قابلًا للتغير أرشَد إليه القرآن ودلَّت عليه السنة، كما هو الحال في العرُف والعادة وما يختلف من قوم إلى قوم([7]).

فالسلفيَّة ترى أن تحكمَ الدنيا بالدِّين، وأن وظيفةَ المجتهد تغطيةُ الحياة بالأحكام الشرعية وفقَ آلياتٍ شرعية معتبَرة، وهذه الآلياتُ هي الكتابُ والسنَّة والإجماعُ والقياس والقواعد الفقهيَّةُ والأدلَّة المعتبرة شرعًا([8]).

فجميع ما يتجدَّد على الناس في دينهم ودنياهم هو محكومٌ بالشرع، والسَّلفيُّ يستنبط الأحكامَ وفقًا لمنهج السلف الذي يعدُّ هو الأعلى والأمثل في التعامل مع النصوص وفهمها.

أمَّا النظر إلى السلفيَّة أنها رجوعٌ بالناس إلى بدايةِ الزمن فهي نظرية عدائيَّة تريدُ تبسيط المفهوم والحكَم عليه بالسذاجة، وفقًا للنظرة الحداثية المعاديَة للتراث المصطَدِمة بالنصوص، والتحاكمُ إليها غير موضوعيّ؛ لأنَّه يخرج بالسَّلفية عن مقوِّماتها المنهجيَّة والموضوعيَّة إلى مقومات ثانوية اخترعها خصومُها، ولم يكن اختراعهم لها عن تخصُّص، وإنما كان تعويضًا عن ضعف الآلات العلميَّة وتواضعها.

وجولَة في المواقع الإلكترونيَّة وفي البحوث الشرعية نجدُ السلفيةَ تتصدَّر قائمةً المستفيدين من العلوم التجريبيَّة الحديثة بجميع تشكيلاتها، مع المحافظة على الأصول والانضباط بالشرع، ولا شيءَ أخطَر على الدعوَى من مخالفتها للواقع، وهذه الوقفة فيها جوابٌ على الفكرة الثانية والثالثة من المقال.

الوقفة الثالثة: دعوةُ الكاتب لاستبدال العلل بالمقاصد:

هذه الفكرة مُصَرَّفَةٌ في الفكر الحداثي بعبارات شتّى، وهي احتيالٌ على النصوص وتبديل لها. والكاتب نتيجةً للمستوى العلميِّ ولطبيعة المقال لم يعرِّف المقاصدَ التي يريدها بديلًا عن العلَل؛ لأن المقاصدَ من أجل أن تنضبط لا بدَّ أن تُعرف، ومعرفتها لا تكون من جهة تعيين المكلَّف لها، وإنما من جهة اعتبار الشارع لها، واعتبار الشارع لها لا يكون بخرقها لعلَلِ الأحكام كما يريد الكاتب؛ لأن هذا يجعَل من الشريعة دينًا متضاربًا، فأحكامه تتعارض مع مقاصدِه وتعطِّلها، وقد نبَّه العلماء إلى خطر ممارسة العملية الاجتهادية ذات البُعد المقاصديِّ من غير المؤهَّلين؛ لأن هذا يجعلهم يتكلَّمون في كلِّيَّات لا يقرون بجزئياتها، ولا يعلمون أنها ما صارت كلية إلا باندراج الجزئيات الشرعية تحتها، وليس العكس، فهذا إمام المقاصد الشاطبي رحمه الله ينبِّه إلى خطر هذا المسلك فيقول: “فإنَّ ما يخرم قاعدةً شرعية أو حكمًا شرعيًّا ليس بحقٍّ في نفسه، بل هو إمَّا خيال أو وهم، وإما من إلقاء الشيطان، وقد يخالطه ما هو حقٌّ، وقد لا يخالطه، وجميع ذلك لا يصحُّ اعتباره من جهة معارضته لما هو ثابتٌ مشروع؛ وذلك أن التشريع الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم عامٌّ لا خاصّ، كما تقدَّم في المسألة قبل هذا، وأصلُه لا ينخَرم، ولا ينكسِر له اطِّراد، ولا يحاشَى من الدخول تحتَ حكمه مكلَّف، وإذا كان كذلك فكل ما جاء من هذا القبيل الذي نحن بصدَده مضادًّا لما تمهَّد في الشريعة فهو فاسد باطلٌ”([9]).

وخلاصةُ الأمر: أن السَّلفية التي يعاديها الكاتبُ ويحاول تعويمَها والتعميةَ في تعريفها هي التي تقِف في وجهِ العبَث بالنصوص وبدلالتها وتضبطها، وترى الواقعَ تابعًا للشرع لا العكس، وهذا ما يجعل المتحمِّسين للأفكار الوافدَة يرَون في السلفيةِ عدوُّا ومقاوِمًا شرسًا؛ لأنَّ عجلَتهم تمنعهم من التُّؤدة في الحكم على الأشياء، فتتحطَّم مشاريعهم الوهمية على صخرة السلفية، ويفاجَؤون بأنَّ السلفية تطالبهم بالرجوع إلى الأحكام الشرعيَّة وفقَ ضوابطَ محددةٍ تراعي الخصوصيةَ الدينية والثقافيةَ للأمة في التعامل مع كلِّ جديد، ولها معاييرها الخاصةُ في قبول الأشياء وردِّها، وهي ممتدَّة عبر الزمن، وترى أن تراثَ الأمة الديني تراثٌ لا يمكن تجاوزُه، ولا التشغيب عليه، كما أن تراثها الحضاريَّ والإنسانيَّ مِن أحسن ما أنتجت البشريةُ، فلا تقبل تتفيهَهُ، ولا الإزراء به وتسفيهَه.

فالسَّلفيةُ اعتزازٌ بالهويَّة، وتمسُّكٌ بالدّين، وتصفيةٌ له من شوائب البدع والمحدثات، وتطويرٌ للحياة، ورؤية شرعيَّةٌ لا تقبل قِطَع الغيار من الأفكار الأخرى.

وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مقال: السلفية ما هي؟ وهذا رابطه:

      https://blogs.aljazeera.net/blogs/2016/11/29/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A

([2]) أخرجه البخاري (2508).

([3]) عمدة القاري (24/ 175).

([4]) أخرجه الترمذي (2641) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: “هذا حديث مفسّر غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه”، وصحَّحه البغوي في شرح السنة (1/ 213).

([5]) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1810) من طريق قتادة عن ابن مسعود. وينظر: شرح السنة للبغوي (1/ 214).

([6]) تفسير ابن كثير (6/ 285).

([7]) ينظر: مقال: “العُرف وأهميته في الأحكام الشرعية”، وهذا رابطه:

      https://salafcenter.org/2691/

([8]) ينظر: السلفية وقضايا العصر (ص: 55).

([9]) الموافقات (2/ 454).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017