الثلاثاء - 20 محرّم 1447 هـ - 15 يوليو 2025 م

تعظيم الأئمة الأربعة للسنة ونبذهم التّعصّب

A A

تمهيد:

“كلُّ أمَّةٍ -قبل مبعَث نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم- فعلماؤها شِرارُها، إلا المسلمين فإنَّ علماءَهم خيارُهم؛ ذلك لأنهم خلفاءُ الرسول صلى الله عليه وسلم في أمَّته، والمحيون لما مات من سنَّته، بهم قام الكتابُ وبه قاموا، وبهم نطَق الكتابُ وبه نطقوا”([1])، فكانوا شهودَ عدلٍ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلمَ مِن كلِّ خلفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»([2]).

ومع وضوح هذا الأمر واتِّفاق جماهير الأمَّة عليه؛ إلا أنَّ بعضَ المخالفين ([3]) يأبَون الاعترافَ للأئمَّة الأربعة -أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد- بهذا الفضل، فنصبوا لهم العداءَ، وألصَقوا بهم التُّهم والدعاوى، وأثاروا حولهم الشبهاتِ والأراجيف([4])؛ ليتوصَّلوا بذلك إلى تحقيق مآربهم ومقاصدهم.

وفي هذه المقالةِ بيانُ ما جاء عنِ الأئمة المرضيّين والمقبولين قبولًا عامًّا لدى المسلمين من أقوالهم وأفعالهم في تعظيم السنَّة، وتقديمها على غيرها من أقوال الرجال، وأنهم لم يكونوا يتعمَّدون مخالفةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنَّته في دقيقٍ ولا جليل، وهذا الحالُ يشترك فيه جميع علماء الأمّة الأخيار؛ ولهذا يقول الحافظ ابن عبد البر: “ليس أحدٌ من علماء الأمة يثبت حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يردُّه دون ادِّعاء نسخِ ذلك بأثرٍ مثله، أو بإجماع، أو بعمل يجب على أصله الانقيادُ إليه، أو طعن في سندِه، ولو فعل ذلك أحدٌ سقطت عدالته فضلًا عن أن يُتَّخذ إمامًا، ولزمه اسمُ الفسق، ولقد عافاهم الله عز وجل من ذلك”([5]).

وسيكون الكلام عن هذا الأمر من جهتين:

الجهة الأولى: قطوف من نصوص الأئمَّة في تعظيم السنة.

الجهة الثانية: إجمال الأسباب في وقوع بعضهم في مخالفة السنة.

أولًا: قطوف من نصوص الأئمة في تعظيم السنة:

لقد ثبت عن الأئمة الأربعة -بما لا يدعُ مجالًا للشكِّ- أنهم كانوا لا يقدِّمون على السنة النبوية شيئًا، وأنَّ استدلالهم بالسنة مقدَّم على الرأي والقياس، وفيما يلي جملة صالحة من أقوالهم في هذا:

1- تعظيم الإمام أبي حنيفة للسُّنَّة:

يمكن تلخيص ما جاء في تعظيم الإمام أبي حنيفة رحمه الله للسنة النبوية في عدة نقاط كالآتي:

  • سعيُه الحثيث للوصول إلى الحديثِ الصحيح؛ ليكون مذهبًا له، بل جعل مذهبه تابعًا لصحه الحديث؛ حيث ثبت عنه قوله: “إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي”([6]).
  • لا يقدِّم على السنة شيئًا من الأقوال والآراء والأقيسة؛ وفي هذا المعنى يقول عبد الله بن المبارك: سمعت أبا حنيفة يقول: “إذا جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم”([7]).
  • بلَغ من دينه ووفور ورعه أنه أمر بترك قوله عند مخالفته للكتاب والسنة، وفي هذا دليلٌ على عدم تعصُّبه لرأيه؛ فإنه لما سُئل: إذا قلتَ قولًا وكتاب الله يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لكتاب الله، فقيل: إذا كان خبر الرسول صلى الله عليه وسلم يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم([8]).
  • نهيه عن تقليده، ولم يجعل في حلٍّ من يُفتي بقوله ولم يعلَم حجَّته؛ فعن إبراهيم بن يوسف عن أبي حنيفة أنه قال: “لا يحلُّ لأحدٍ أن يفتيَ بقولنا ما لم يعلم من أين قلنا”([9]).
  • وقد بنى بعض فقهاء المذهب الحنفي على هذا: أنه إذا صحَّ الحديث وكان على خلاف المذهب عُمل بالحديث، ويكون ذلك مذهبه، ولا يخرج مقلِّده عن كونه حنفيًّا بالعمل به، فقد صح عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي… ولا يخفى أنَّ ذلك لمن كان أهلًا للنظر في النصوص ومعرفة محكمها من منسوخها([10]).

2- تعظيم الإمام مالك للسّنَّة:

لقد نُقل إلينا عن الإمام مالكِ بن أنس رحمه الله بعضُ أقواله في تعظيمه للسّنة، وإهداره لرأيه عند مخالفتها؛ ومما أثر عنه في ذلك ما يأتي:

  • نفيه العصمة عن قوله، وحثُّه على النظر في أقواله، وعرضِها على الكتاب والسنة، فما وافقهما أخذ، وما خالفهما ترك، فعن مَعن بن عيسى قال: سمعت مالك بن أنس يقول: “إنما أنا بشر أخطِئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكلّ ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكلّ ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه”([11]). وفي هذا أبلغ الردِّ على من سَعى إلى تعميق هوَّة الخلافات بين العلماء، ووصفها بالدموية([12]).
  • ثبت عنه ذمُّه للقول في دين الله تعالى بالرأي والظن والقياس على غير أصل؛ فعن إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: قال مالك: “قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ هذا الأمرُ واستكمل، فإنما ينبغي أن تُتَّبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُتَّبع الرأي؛ فإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخَر أقوى في الرأي منك فاتبعتَه، فأنت كلما جاء رجل غلبَك اتبعتَه، أرى هذا لا يتم”([13]). وهذا يقوله الإمام مالك بالرغم من أنه درس الفقهَ على شيخه ربيعة بن عبد الرحمن -واشتهر لكثرة استدلاله بالرأي بربيعة الرأي-، ومع ذلك فإن مالكًا كره الرأي، وحث على اتباع الحديث والأثر.
  • أعلنها صريحةً فيما اشتهر عنه من قوله: “ليس أحدٌ بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخَذ من قوله ويترك، إلا النبي صلى الله عليه وسلم”([14]).
  • أثِر عنه ندَمه على ما صدَر منه من الرأي؛ يقول عبد الله بن مسلمة القَعنبيُّ: دخلت على مالك فوجدته باكيًا، فسلمت عليه، فردَّ عليَّ ثم سكت عني يبكي، فقلت له: يا أبا عبد الله، ما الذي يبكيك؟ قال لي: “يا ابن قعنب، إنا لله على ما فرط مني، ليتني جُلِدت بكلِّ كلمة تكلَّمت بها في هذا الأمر بسَوط، ولم يكن فرَط مني ما فرط من هذا الرأي وهذه المسائل، وقد كان لي سعة فيما سبقت إليه”([15]).

3- تعظيم الإمام الشافعيِّ للسُّنَّة:

كثرت أقوال الإمام الشافعي رحمه الله الدالةُ على حُسن اعتقاده في متابعة السنة ومجانبة البدعة، ومن ذلك:

  • ما جاء من فزعه وشدَّة خوفه من مخالفة السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعوُّذه من ذلك؛ فعن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي -وسأله رجل عن مسألة- فقال: يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا، فقال له السائل: يا أبا عبد الله، أتقول هذا؟ فارتعد الشافعيُّ واصفرَّ وحال لونه، وقال: ويحك! أيُّ أرض تُقلُّني، وأيُّ سماء تظِلُّني، إذا رويتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم أقل به؟! نعم، على الرأس والعينين، على الرأس والعينين([16]).
  • تنصيصه على أن السنةَ لا يحيط بها أحدٌ، ورجوعه عن قوله المخالِف للسنة، والتزامه بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول الربيع: وسمعت الشافعي يقول: “ما من أحدٍ إلا وتذهَب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعزب عنه، فمهما قلتُ من قول، أو أصَّلْتُ من أصل، فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلتُ، فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قولي”، قال: وجعل يردِّد هذا الكلام([17]).
  • تمسُّكه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولو لم يصِله؛ فعن أبي ثور قال: سمعت الشافعي يقول: “كلّ حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني”([18]).
  • شدَّة تحريه للسنة واستفراغ طاقته في البحث عنها والعمل بها؛ يقول أحمد بن حنبل: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: “يا أبا عبد الله، أنتَ أعلم بالأخبار الصِّحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني؛ حتى أذهب إليه، كوفيًّا كان أو بصريًّا أو شاميًّا”([19]). وفيه دلالة واضحة على أنَّ الأئمة الأربعة كانوا يسعون جاهدين للوصول إلى الحديث الصحيح الثابت، ولم يكونوا يستدلّون بالحديث الضعيف المردود؛ خلاف ما يدَّعيه بعضهم([20]).

4- تعظيم الإمام أحمد للسّنّة:

لقد كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من أكثر الأئمَّة اشتغالًا بالسنّة؛ حتى إنه كان يكره وضعَ الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي، ويحبّ التمسك بالأثر([21]).

  • وكان يحثُّ كبار أصحابه الذين بلغوا رتبةً في العلم والحفظ والفهم على الاجتهاد في فهم الكتاب والسنة والعمل بهما؛ فيقول لهم: “لا تقلِّدني، ولا تقلِّد مالكًا، ولا الثوريَّ، ولا الأوزاعيَّ، وخذ من حيث أخذوا”([22]).
  • كما أعلنها صريحةً في أنَّ الحجَّة والبرهان إنما تؤخَذ من الآثار؛ فعن سلمة بن شبيب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: “رأي الأوزاعيِّ ورأي مالك ورأي سفيان كلُّه رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار”([23]).
  • كما أوضح أنَّ من ردَّ السنة فإنما يعرِّض نفسَه للهلاك؛ فعن الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول: “من ردَّ حديث رسول الله فهو على شفا هلكة”([24]).

ثانيًا: إجمال الأسبابِ في وقوع بعضِهم في مخالفة السنة:

القاسم المشترك بين النصوص الواردة عن الأئمّة في تعظيم السنة يدلُّ على أنهم لم يكونوا يتعمَّدون مخالفة السنة بأهوائهم أو تبعًا لأغراضهم، وإنما يتَّبعون ما ثبت عندهم من السنة، وقد يغيب عن أحدهم بعضُها، كما أنهم لم يدْعوا إلى التعصُّب لآرائهم وأقوالهم، وقد يكون لأحدهم بعض الأعذار التي توجب تركَ الأخذ بالحديث؛ وجماعُها ثلاثة أصناف([25]):

أوّلها: عدَم اعتقاده أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قاله، وذلك بناءً على ما قرَّره من الشروط في قبول الأخبار.

والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول؛ يعني: تنوَّعت الأنظار في فهم المراد بالحديث، وما يستنبط منه من أحكام شرعية.

والثالث: اعتقاده أنَّ ذلك الحكم منسوخ، فلا يعمل به.

وبهذا يُردُّ على من طعَن في الأئمّة([26])، ولا يدَّعى لهم العصمة؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ثم إنَّنا مع العلم بأنَّ التارك الموصوف معذور، بل مأجور، لا يمنعنا أن نتَّبع الأحاديث الصحيحةَ التي لا نعلَم لها معارضًا يدفعها، وأن نعتقدَ وجوبَ العمل على الأمَّة، ووجوب تبليغها، وهذا مما لا يختلف العلماء فيه”([27]).

اللّهم احفظ ألسنتنا من الوقيعة في علمائنا وأئمتنا، واجزهم عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء؛ امتثالًا لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مقتبس من رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية (ص: 8).

([2]) أخرجه ابن وضاح في البدع (1/ 25)، والآجري في الشريعة (1/ 268)، من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، وصححه الإمام أحمد كما في شرف أصحاب الحديث (2/ 35) للخطيب، وصححه أيضًا العلائي في بغية الملتمس (ص: 3-4).

([3]) ينظر بعض كلامهم في موسوعة الفرق في موقع الدرر السنية:

https://dorar.net/firq/1427/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D8%A9:

([4]) ودونك مقطعًا من كلام بعضهم:

https://www.youtube.com/watch?v=Bwfn1u_n4to

وفي هذا الرابط أيضا:

http://ahmedabdomaher.com/2019/06/20/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9/

([5]) جامع بيان العلم وفضله (2/ 1080-1081).

([6]) ينظر: حاشية ابن عابدين على الدر المختار (1/ 67).

([7]) ينظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص: 111).

([8]) ينظر: إيقاظ همم أولي الأبصار للاقتداء بسيد المهاجرين والأنصار للفلاني المالكي (ص: 62).

([9]) ينظر: إعلام الموقعين لابن القيم (3/ 488)، وإيقاظ همم أولي الأبصار (ص: 51).

([10]) ينظر: حاشية ابن عابدين على الدر المختار (1/ 67-68).

([11]) جامع بيان العلم وفضله (1/ 775)، وإيقاظ همم أولي الأبصار (ص: 72).

([12]) كما يزعم بعض جهلتهم، ودونك مقطعًا من كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=uZ96OG9udLM

([13]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 1069).

([14]) ينظر: فتاوى السبكي (1/ 138)، نقلها تقي الدين السبكي عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم قال: “وأخذ هذه الكلمة من ابن عباس مجاهد، وأخذها منهما مالك رضي الله عنه، واشتهرت عنه”.

([15]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 1072).

([16]) ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (9/ 106)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (51/ 389).

([17]) ينظر: مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 475).

([18]) ينظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (51/ 389).

([19]) ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 170)، ومناقب الشافعي (1/ 476).

([20]) هكذا يزعم جهول منهم، ودونك مقطعًا من كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=Bwfn1u_n4to

([21]) ينظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص: 263).

([22]) ينظر: إعلام الموقعين (3/ 469).

([23]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 1082).

([24]) ينظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص: 249).

([25]) ينظر: رفع الملام عن الأئمة الأعلام (ص: 9).

([26]) كما فعل بحيري، ودونك بعض كلامه فيهم:

https://www.youtube.com/watch?v=8Wy_vc2LjEs

([27]) رفع الملام عن الأئمة الأعلام (ص: 45).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017