الاثنين - 02 شوّال 1446 هـ - 31 مارس 2025 م

الآية الباهرة في السيرة النبوية الطاهرة

A A

لماذا حفظ الله تعالى سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم؟

مِنَ المعلوماتِ اليقينيَّةِ التي لا جِدال ولا نقاشَ فيها أنَّ سيرةَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أطولُ سيرةٍ صحيحةٍ منذ فجرِ التاريخ وحتى العصر الحاضِر، فلا يوجد نبيٌّ من الأنبياء ولا رسولٌ من الرسُل يملِك له من يَدَّعون اتِّباعه اليومَ سيرةً بالتفصيل أو الإجمال بحجم سيرةِ نبيِّنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

وهي بكلِّ تفاصيلها الدقيقةِ وبكلِّ خطوطِها العريضةِ عبارةٌ عن لوحاتٍ منَ الجمال والسمو والعلياء، لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ سيرةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم بخطوطها العريضة إلا وتملَّكه الشوقُ ليقرأَ تفاصيلها، وما من باب تريدُ الدخولَ إليه في هذه السيرة العظيمة إلا وتجدُه متاحًا لا يمكن أن يخفى منه شيء.

فالتفاصيلُ الدقيقةُ لسيرتِه صلى الله عليه وسلم في دعوته واضحَةٌ، يمكن للجميع الاطِّلاعُ عليها، وليس فيها ما يُحذَر فيُطلَب إخفاؤه، والأمر كذلك في سيرته مع أصحابه، ومع رعيته، وفي إدارة مدينته، وفي حربه وسِلمِه، وفي حِلِّه وترحاله، وبمعية زوجاته وفي أموره الخاصة، حياةٌ عجيبةٌ له صلى الله عليه وسلم ليس فيها خصوصية.

أيُّ إنسانٍ في هذه الدنيا من أوَّل الدهر حتى نهايته ليس له خصوصيَّة؟!

شخصٌ واحد، لا يمكِن أن يكونَ سوى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم ليس له خصوصية لأنه ليس لديه ما يخفيه، فظاهره كباطنه، وسريرتُه كعلانيَّتِه، وما يقوله في الخفاء يقوله في العلَن، وما يفعلُه عند خواصِّ أصدقائه لا يستحي من فعله عند عموم الناس.

لذلك لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ شيئًا من سيرته حتى يحبَّه، فسيرته صلى الله عليه وسلم تُشعرُك أنك أمامَ نبيٍّ حيٍّ، فمن يتحسَّر على أنه فاته شرفُ صحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو لم يقرأ سيرتَه؛ لأنَّه لو قرأ سيرتَه من ولادته حتى وفاته لوَجَد طَعمَ الصحبة، ولشَعَر أنه أقربُ إليه من أولئك الذين نالوا شرف الصحبة لساعات أو لسنوات، ولم يتمكنوا من الوقوف على تفاصيل حياته الشريفة كما نقف عليها نحن اليوم ونحن نقرأ سيرتَه العظيمة.

نعم، إنَّ من أعظم معجزات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بل لعلَها أعظمُ معجزاته-: أنَّ من يقرأ سيرتَه يشعُر أنه حيٌّ، ويشعر أن هذا النبيَّ الذي يقرأ تفاصيل حياته معه في كل وقت وحين، يوجِّهه ويربِّيه ويُرشدُه ويعلِّمه ويزكِّيه.

مشكلة المسلمين اليومَ والتي توقِعهم في كثيرٍ ممَّا هم فيه من مصائب الدنيا: أنهم لا يشعرون بهذه الحياه النبويَّة بينهم، فهم بين اثنين:

 أصحابُ خرافاتٍ يزعمون أنَّ النبيَّ حيٌّ بينهم بجسَدِه حقيقةً، ويخرجون بذلك عن مقتضَى النصِّ الإلهيّ، فلا يُفلِحون في شيء.

 وآخرون جفاةٌ بَعيدون عن سيرتِه صلى الله عليه وسلم التي هي حياتُه المعجزةُ بعد موتِه الحقيقيِّ الذي كتبه الله له.

حين نقرأ سيرتَه في جميع جوانب الحياة فلا شكَّ أننا سنجِد فيها جوانبَ تَعنينا وتعالج لنا أزماتِنا، فحين تُقبل علينا الدنيا سنَجِد في سيرته العظيمة هذه الدنيا، وكيف أقبلت عليه، وكيف وقَف منها، وحين تُدبر عنا الدنيا، سنجد في سيرته كيف أَدبرت عنه، وكيف كان معَها، وحينما نذوق نعمةَ الولد نجِد في حياته تلك النعمةَ، وكيف تعاطى معها، وحين نُبتَلى بفقدِ الولد نجد حياتَه صلى الله عليه وسلم مليئةً بمثل هذه المشاهد، وكيف تجاوزها، وحين نُبتلى بالأعداء أو الأصدقاء، وحين تَضيق بنا ذاتُ اليد، وحين يُقبل الناس إلينا ظانّين فينا حلَّ مشكلاتهم، وحين يُدبر الناس عنا قانِطين من نفعِنا، وحين وحين وحين

كل مشكلاتنا في هذه الحياة دواؤُها سيرتُه صلى الله عليه وسلم، لا يمكِنُك أن تقرأَها ثم لا تجد نفسَك في الكثير من زواياها، وتجد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنك تحسُّ بيديه الشريفَتَين الحانِيتَين يربت على كتفك ويهديك سواءَ السبيل.

سيرةٌ عظيمة كلَّما قلتَ عن شيء: إنه أعظمُ شيء فيها؛ لن تلبث حتى تكذِّب نفسَك.

جرِّب أن تقول: أعظمُ شيء في سيرته هو الحبُّ، فكلُّ حياته منذ ولد إلى أن مات كانت حبًّا، أحبَّ المؤمنين، وأحب الخير للكافرين، حتى في حربه لأعداء دين الله كان محبًّا الخيرَ لهم وهدايتَهم ونجاتهم، أحبَّ من عاشوا معَه ومن ماتوا قبلَه، وأحبَّ حتى من لم يأت بعدُ من أمَّته، وأوصى بالجميع خيرًا؛ لكنك لا تكاد تستقرُّ على القول بأن الحبَّ هو أعظمُ عناوين تلك السيرة حتى تَظهر لك الرحمةُ في كلِّ سطرٍ تقرؤه، وفي كلِّ حدث، وفي كلِّ كلمةٍ يرويها الرواة عنه صلى الله عليه وسلم، فهو حقًّا كما قال مولاه:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

إنها سيرة الأخلاقِ التي تَنقُص المسلمين لأنَّهم مفرِّطون في قراءةِ هذه السيرة العطِرة التي ما حفظها الله تعالى لنا إلا لحكمةٍ بالغةٍ، وهي أن نتقمَّصَها ونجعلَ كلَّ ما فيها نبراسًا لنا.

الأمَّة اليومَ تحبُّ نبيَّها ولله الحمدُ، وهكذا نسأل الله أن يكونَ، لكن كلُّ هذا الحبِّ الذي ندَّعيه هو من ذلك الشيء اليسير جدًّا الذي معنا من سيرته العظيمة، فكيف لو كانت سيرته ملءَ قلوبنا وحديثَ أسمارنا وعطرَ مجالسنا؟! كيف لو كان ذلك؟!

لو كان كذلك لكنُّا بحبِّه صلى الله عليه وسلم أسلمَ الناس وأعظمَ الناس وأنبلَ الناس.

لا تعجب حين أقول لك: إنَّ اتباعَك إياه في سيرته سيحلُّ لك جميعَ مشاكل دنياك، لا تقل لي: وهل سيحلُّ البطالةَ مثلًا، والفقر، والعنوسة، وصراعات الأمة؟!

لا تقل ذلك لأني سأقول: نعم؛ فلا يوجد لدينا مشكلة فردية أو مجتمعية أو دولية إلا وسببها تفريطُنا في سيرته منذ أزمان طويلة، لكن المشكلة أننا لا نريد أن نجرِّب.

نعم، يغضَب منا كلُّ مِفصل وكلُّ قطرة دمٍ وكل منبَت شعر حين يُمَسُّ جنابه الشريف بأذى، تغضب قلوبُنا، وتتقرَّح أكبادنا، وتُزمجِر ضمائرنا، ونمتلئ غيظًا وغضبًا على من نال مقامه الشريف بأدنى كلمة، نعم نفعل ذلك وأكثر مع عِلمنا أنَّ العالم بأسره لو شتَمه بلسان واحدٍ فلن يضرَّه ولن يضرَّ دينه، وقد قال له ربه: ﴿إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ﴾ [الحجر: 95]، فمن كفاه ربه فلن يضره كيدُ الكائدين قلُّوا أم كثروا.

نعم نغضب ولكننا لا نجعل من أجسادنا وأرواحنا آلة بيد ردات فعل مجردة لا تقيس مدى النفع ومدى الضرر ، بل نغضب ونستبقي على أبداننا أردية الحكمة والتأني والحلم كما علمتنا سيرة نبينا الذي نغضب لأجله.

فنحنُ لا نغضبُ لأنه في حاجَةٍ لغضبنا؛ بل نغضبُ لأننا نحن في حاجة لأن نغضبَ له، فليس الرسول صلى الله عليه وسلم عندَنا شخصيةً تاريخيَّة، ولا قائدًا قوميًّا، ولا رمزًا وطنيًّا، كلُّ هذه الأوصافِ تكون عظيمة حين يتقلَّدها رجال آخرون، أما عند النبيّ فهي ألقاب تافِهة، لا أقول: إنها لا تليق به، وإنما أقول: لا يليق بلسانٍ أنعم الله عليه بحاسَّة النطقِ أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.

فالرسولُ صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرجنا الله به من عالمِ البهيميَّة إلى حقيقة الإنسانية؛ فليس الإنسانُ دون نعمة الإسلام إلا واحدٌ من البهائم مهمَا اخترع وابتكَر وعَمر وشيَّد، ﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾ [الفرقان: 44]هذه حقيقةٌ يتجاهلها الكثيرون في غضون الحديثِ عن تقارب الإنسانية ووحدة بني البشر، لكن أنَّى لنا أن نخجَل منها وقد أَطلقها القرآن الكريم غيرَ عابئ أكثرَ من مرةٍ، فلماذا نستحي منها؟! فكل من ليس على دين محمَّد صلى الله عليه وسلم هو كالأنعام بل أضلُّ، وإن قلنا بالتعاونِ معه أو التعايُش معه أو العيش بسلام معه، فكل ذلك لا يحرمنا شرفَ الانتساب إلى الإنسانية الحقَّة بانتمائنا للإسلام، ولا يرفع سوانا عن البهيمية التي وضعهم خالقُهم في نطاقها ببعدِهم عن الإسلام، ﴿وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ﴾ [الأعراف: ١٧٩].

والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أنقذَنا الله به من مصير العذاب الأبدي؛ إذ لولاه لكنا جميعًا لا يحول بيننا وبين الخلود في نار جهنم إلا أن تأتيَنا سكراتُ الموت، فنحن باستجابتِنا له صلى الله عليه وسلم أصبَحنا من أهل الحياة النعيميَّة الأبديَّة التي تحرم على غيرنا، وغَيرنا بمعصيتهم له هم أهل حياة البهيميَّة والشقاوة الأبدية، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾ [البقرة: ٢٥٧].

لا يسخَرُ من غضبنا له صلى الله عليه وسلم إلا من لا يؤمن بالرسول كإيماننا به، ولا ينتظِر من الرسول صلى الله عليه وسلم ما ننتظر منه.

نعم، لا نزال ننتظرُ منه صلى الله عليه وسلم الشيءَ الكثيرَ والشيءَ الأعظم، ومن يلومنا في غضبِنا لا يؤمِن بهذا الذي ننتظره كما نؤمِن.

ننتظر في عرصات يوم القيامة شربةً من كفِّه الحبيبة لا نظمَأ بعدها أبدًا، في يوم كان مقداره خمسين ألفَ سنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً لا يبقى منَّا أحد بعدها إلا دخلَ الجنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً يُعلي الله بها درجاتنا في جنَّة الخلد.

فاللهم املأ قلوبَنا من محبَّة رسولك صلى الله عليه وسلم، واجعل عيوننا وقلوبنا وجلودَنا وعروقَ دمائنا وأسماعَنا وأبصارَنا تفيض منها حتى تكونَ هي المهيمن على طباعنا وجميع حواسّنا، وارزقنا بها أجر المحسنين.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017