الأحد - 19 شوّال 1445 هـ - 28 ابريل 2024 م

الآية الباهرة في السيرة النبوية الطاهرة

A A

لماذا حفظ الله تعالى سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم؟

مِنَ المعلوماتِ اليقينيَّةِ التي لا جِدال ولا نقاشَ فيها أنَّ سيرةَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أطولُ سيرةٍ صحيحةٍ منذ فجرِ التاريخ وحتى العصر الحاضِر، فلا يوجد نبيٌّ من الأنبياء ولا رسولٌ من الرسُل يملِك له من يَدَّعون اتِّباعه اليومَ سيرةً بالتفصيل أو الإجمال بحجم سيرةِ نبيِّنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

وهي بكلِّ تفاصيلها الدقيقةِ وبكلِّ خطوطِها العريضةِ عبارةٌ عن لوحاتٍ منَ الجمال والسمو والعلياء، لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ سيرةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم بخطوطها العريضة إلا وتملَّكه الشوقُ ليقرأَ تفاصيلها، وما من باب تريدُ الدخولَ إليه في هذه السيرة العظيمة إلا وتجدُه متاحًا لا يمكن أن يخفى منه شيء.

فالتفاصيلُ الدقيقةُ لسيرتِه صلى الله عليه وسلم في دعوته واضحَةٌ، يمكن للجميع الاطِّلاعُ عليها، وليس فيها ما يُحذَر فيُطلَب إخفاؤه، والأمر كذلك في سيرته مع أصحابه، ومع رعيته، وفي إدارة مدينته، وفي حربه وسِلمِه، وفي حِلِّه وترحاله، وبمعية زوجاته وفي أموره الخاصة، حياةٌ عجيبةٌ له صلى الله عليه وسلم ليس فيها خصوصية.

أيُّ إنسانٍ في هذه الدنيا من أوَّل الدهر حتى نهايته ليس له خصوصيَّة؟!

شخصٌ واحد، لا يمكِن أن يكونَ سوى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم ليس له خصوصية لأنه ليس لديه ما يخفيه، فظاهره كباطنه، وسريرتُه كعلانيَّتِه، وما يقوله في الخفاء يقوله في العلَن، وما يفعلُه عند خواصِّ أصدقائه لا يستحي من فعله عند عموم الناس.

لذلك لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ شيئًا من سيرته حتى يحبَّه، فسيرته صلى الله عليه وسلم تُشعرُك أنك أمامَ نبيٍّ حيٍّ، فمن يتحسَّر على أنه فاته شرفُ صحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو لم يقرأ سيرتَه؛ لأنَّه لو قرأ سيرتَه من ولادته حتى وفاته لوَجَد طَعمَ الصحبة، ولشَعَر أنه أقربُ إليه من أولئك الذين نالوا شرف الصحبة لساعات أو لسنوات، ولم يتمكنوا من الوقوف على تفاصيل حياته الشريفة كما نقف عليها نحن اليوم ونحن نقرأ سيرتَه العظيمة.

نعم، إنَّ من أعظم معجزات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بل لعلَها أعظمُ معجزاته-: أنَّ من يقرأ سيرتَه يشعُر أنه حيٌّ، ويشعر أن هذا النبيَّ الذي يقرأ تفاصيل حياته معه في كل وقت وحين، يوجِّهه ويربِّيه ويُرشدُه ويعلِّمه ويزكِّيه.

مشكلة المسلمين اليومَ والتي توقِعهم في كثيرٍ ممَّا هم فيه من مصائب الدنيا: أنهم لا يشعرون بهذه الحياه النبويَّة بينهم، فهم بين اثنين:

 أصحابُ خرافاتٍ يزعمون أنَّ النبيَّ حيٌّ بينهم بجسَدِه حقيقةً، ويخرجون بذلك عن مقتضَى النصِّ الإلهيّ، فلا يُفلِحون في شيء.

 وآخرون جفاةٌ بَعيدون عن سيرتِه صلى الله عليه وسلم التي هي حياتُه المعجزةُ بعد موتِه الحقيقيِّ الذي كتبه الله له.

حين نقرأ سيرتَه في جميع جوانب الحياة فلا شكَّ أننا سنجِد فيها جوانبَ تَعنينا وتعالج لنا أزماتِنا، فحين تُقبل علينا الدنيا سنَجِد في سيرته العظيمة هذه الدنيا، وكيف أقبلت عليه، وكيف وقَف منها، وحين تُدبر عنا الدنيا، سنجد في سيرته كيف أَدبرت عنه، وكيف كان معَها، وحينما نذوق نعمةَ الولد نجِد في حياته تلك النعمةَ، وكيف تعاطى معها، وحين نُبتَلى بفقدِ الولد نجد حياتَه صلى الله عليه وسلم مليئةً بمثل هذه المشاهد، وكيف تجاوزها، وحين نُبتلى بالأعداء أو الأصدقاء، وحين تَضيق بنا ذاتُ اليد، وحين يُقبل الناس إلينا ظانّين فينا حلَّ مشكلاتهم، وحين يُدبر الناس عنا قانِطين من نفعِنا، وحين وحين وحين

كل مشكلاتنا في هذه الحياة دواؤُها سيرتُه صلى الله عليه وسلم، لا يمكِنُك أن تقرأَها ثم لا تجد نفسَك في الكثير من زواياها، وتجد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنك تحسُّ بيديه الشريفَتَين الحانِيتَين يربت على كتفك ويهديك سواءَ السبيل.

سيرةٌ عظيمة كلَّما قلتَ عن شيء: إنه أعظمُ شيء فيها؛ لن تلبث حتى تكذِّب نفسَك.

جرِّب أن تقول: أعظمُ شيء في سيرته هو الحبُّ، فكلُّ حياته منذ ولد إلى أن مات كانت حبًّا، أحبَّ المؤمنين، وأحب الخير للكافرين، حتى في حربه لأعداء دين الله كان محبًّا الخيرَ لهم وهدايتَهم ونجاتهم، أحبَّ من عاشوا معَه ومن ماتوا قبلَه، وأحبَّ حتى من لم يأت بعدُ من أمَّته، وأوصى بالجميع خيرًا؛ لكنك لا تكاد تستقرُّ على القول بأن الحبَّ هو أعظمُ عناوين تلك السيرة حتى تَظهر لك الرحمةُ في كلِّ سطرٍ تقرؤه، وفي كلِّ حدث، وفي كلِّ كلمةٍ يرويها الرواة عنه صلى الله عليه وسلم، فهو حقًّا كما قال مولاه:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

إنها سيرة الأخلاقِ التي تَنقُص المسلمين لأنَّهم مفرِّطون في قراءةِ هذه السيرة العطِرة التي ما حفظها الله تعالى لنا إلا لحكمةٍ بالغةٍ، وهي أن نتقمَّصَها ونجعلَ كلَّ ما فيها نبراسًا لنا.

الأمَّة اليومَ تحبُّ نبيَّها ولله الحمدُ، وهكذا نسأل الله أن يكونَ، لكن كلُّ هذا الحبِّ الذي ندَّعيه هو من ذلك الشيء اليسير جدًّا الذي معنا من سيرته العظيمة، فكيف لو كانت سيرته ملءَ قلوبنا وحديثَ أسمارنا وعطرَ مجالسنا؟! كيف لو كان ذلك؟!

لو كان كذلك لكنُّا بحبِّه صلى الله عليه وسلم أسلمَ الناس وأعظمَ الناس وأنبلَ الناس.

لا تعجب حين أقول لك: إنَّ اتباعَك إياه في سيرته سيحلُّ لك جميعَ مشاكل دنياك، لا تقل لي: وهل سيحلُّ البطالةَ مثلًا، والفقر، والعنوسة، وصراعات الأمة؟!

لا تقل ذلك لأني سأقول: نعم؛ فلا يوجد لدينا مشكلة فردية أو مجتمعية أو دولية إلا وسببها تفريطُنا في سيرته منذ أزمان طويلة، لكن المشكلة أننا لا نريد أن نجرِّب.

نعم، يغضَب منا كلُّ مِفصل وكلُّ قطرة دمٍ وكل منبَت شعر حين يُمَسُّ جنابه الشريف بأذى، تغضب قلوبُنا، وتتقرَّح أكبادنا، وتُزمجِر ضمائرنا، ونمتلئ غيظًا وغضبًا على من نال مقامه الشريف بأدنى كلمة، نعم نفعل ذلك وأكثر مع عِلمنا أنَّ العالم بأسره لو شتَمه بلسان واحدٍ فلن يضرَّه ولن يضرَّ دينه، وقد قال له ربه: ﴿إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ﴾ [الحجر: 95]، فمن كفاه ربه فلن يضره كيدُ الكائدين قلُّوا أم كثروا.

نعم نغضب ولكننا لا نجعل من أجسادنا وأرواحنا آلة بيد ردات فعل مجردة لا تقيس مدى النفع ومدى الضرر ، بل نغضب ونستبقي على أبداننا أردية الحكمة والتأني والحلم كما علمتنا سيرة نبينا الذي نغضب لأجله.

فنحنُ لا نغضبُ لأنه في حاجَةٍ لغضبنا؛ بل نغضبُ لأننا نحن في حاجة لأن نغضبَ له، فليس الرسول صلى الله عليه وسلم عندَنا شخصيةً تاريخيَّة، ولا قائدًا قوميًّا، ولا رمزًا وطنيًّا، كلُّ هذه الأوصافِ تكون عظيمة حين يتقلَّدها رجال آخرون، أما عند النبيّ فهي ألقاب تافِهة، لا أقول: إنها لا تليق به، وإنما أقول: لا يليق بلسانٍ أنعم الله عليه بحاسَّة النطقِ أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.

فالرسولُ صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرجنا الله به من عالمِ البهيميَّة إلى حقيقة الإنسانية؛ فليس الإنسانُ دون نعمة الإسلام إلا واحدٌ من البهائم مهمَا اخترع وابتكَر وعَمر وشيَّد، ﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾ [الفرقان: 44]هذه حقيقةٌ يتجاهلها الكثيرون في غضون الحديثِ عن تقارب الإنسانية ووحدة بني البشر، لكن أنَّى لنا أن نخجَل منها وقد أَطلقها القرآن الكريم غيرَ عابئ أكثرَ من مرةٍ، فلماذا نستحي منها؟! فكل من ليس على دين محمَّد صلى الله عليه وسلم هو كالأنعام بل أضلُّ، وإن قلنا بالتعاونِ معه أو التعايُش معه أو العيش بسلام معه، فكل ذلك لا يحرمنا شرفَ الانتساب إلى الإنسانية الحقَّة بانتمائنا للإسلام، ولا يرفع سوانا عن البهيمية التي وضعهم خالقُهم في نطاقها ببعدِهم عن الإسلام، ﴿وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ﴾ [الأعراف: ١٧٩].

والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أنقذَنا الله به من مصير العذاب الأبدي؛ إذ لولاه لكنا جميعًا لا يحول بيننا وبين الخلود في نار جهنم إلا أن تأتيَنا سكراتُ الموت، فنحن باستجابتِنا له صلى الله عليه وسلم أصبَحنا من أهل الحياة النعيميَّة الأبديَّة التي تحرم على غيرنا، وغَيرنا بمعصيتهم له هم أهل حياة البهيميَّة والشقاوة الأبدية، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾ [البقرة: ٢٥٧].

لا يسخَرُ من غضبنا له صلى الله عليه وسلم إلا من لا يؤمن بالرسول كإيماننا به، ولا ينتظِر من الرسول صلى الله عليه وسلم ما ننتظر منه.

نعم، لا نزال ننتظرُ منه صلى الله عليه وسلم الشيءَ الكثيرَ والشيءَ الأعظم، ومن يلومنا في غضبِنا لا يؤمِن بهذا الذي ننتظره كما نؤمِن.

ننتظر في عرصات يوم القيامة شربةً من كفِّه الحبيبة لا نظمَأ بعدها أبدًا، في يوم كان مقداره خمسين ألفَ سنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً لا يبقى منَّا أحد بعدها إلا دخلَ الجنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً يُعلي الله بها درجاتنا في جنَّة الخلد.

فاللهم املأ قلوبَنا من محبَّة رسولك صلى الله عليه وسلم، واجعل عيوننا وقلوبنا وجلودَنا وعروقَ دمائنا وأسماعَنا وأبصارَنا تفيض منها حتى تكونَ هي المهيمن على طباعنا وجميع حواسّنا، وارزقنا بها أجر المحسنين.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017