الأربعاء - 23 ربيع الآخر 1447 هـ - 15 أكتوبر 2025 م

نبذة عن أثر النبوّة في تشكيل التاريخ الاجتماعي والحضاري

A A

التاريخُ هو السَّبيل إلى معرفة أخبار من مضَى من الأمم، وكيف حلَّ بالمعاند السّخط والغضب، فآل أمرُه إلى التلَف والعطَب، وكشف عورات الكاذبين، وتمييز حال الصادقين، ولولا التواريخ لماتت معرفةُ الدول بموتِ ملوكها، وخفِي عن الأواخر عرفان حالِ الأُوَل وسلوكها، وما وقع من الحوادث في كلّ حين، وما سطّر فيما كتب به من فعل الملوك، وإنه لم يخلُ من التواريخ كتابٌ من كتب الله المنزَّلة، فمنها ما ورد بأخباره المجمَلَة، ومنها ما ورد بأخباره المفصَّلَة([1]).

فهو عِلمٌ يُعنَى بدراسة المجتمعات الإنسانيّة وتطوُّراتها الفكريّة ومخلَّفاتها الحضارية وأحوالها الاقتصادية والسياسيّة، مما يفيد من التجارب الماضية في دراسة الحاضر([2]).

لَمّا كان الإنسان هو صانع التاريخ والحضارة، فلا بدّ لتفسير الحوادث والوقائع من تجلية ما يثير الإنسان ويدفعه نحو صناعة التاريخ وتشييد الحضارة.

وقد اهتمَّ الوحي بهذا الجانب، وحدَّث عن الأمم الماضية ما يُستَلهم منه الدروس والعبر، وجعل تاريخ البشرية مبتدِئًا بخلق الإنسان، ومنتهيًا بالحساب ويوم القيامة، ويمر بمراحل ومحطّات، أهمُّها تتابع الرسل والأنبياء من آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم.

أهمية العناية بتاريخ الأنبياء والرسل عليهم السلام:

وسبب التركيز على تاريخ الأنبياء -عليهم السلام- أنهم صفوةُ البشر، وحياتهم حياة الكُمَّل من الناس، وهم معصومون فيما يتعلَّق بالعقيدة وما أمروا بتبليغه، وفي حياتهم أكبرُ العِظات والعبر للدعاة إلى الله، وحاجَة الناس ماسَّة للاهتداء بنور هديهم.

كما أن في تاريخهم جوانب الحضارة المتمثلة في الممالك والصناعات وغيرها، فالرسل والأنبياء عليهم السلام دعاة حضارة إنسانية لا تحد بزمان أو مكان، فالمجتمع الإسلامي لا يحقّر الإنتاج المادي والصناعي، ولا فن العمارة؛ لكنه يتعامل مع كل منتج حضاري وفق ما أراده الله، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} [الحج: 41].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس في الأرضِ مملكة قائمةٌ إلا بنبوّة أو أثر نبوّة، وإنَّ كلَّ خير في الأرض فمن آثار النبوات، ولا يستريبنَّ العاقل في هذا الباب الذين درست النبوة فيهم مثل البراهمة والصابئة والمجوس ونحوهم، فلاسفَتهم وعامَّتهم قد أعرضوا عن الله وتوحيدِه، وأقبلوا على عبادة الكواكب والنيران والأصنام وغير ذلك من الأوثان والطواغيت، فلم يبق بأيديهم لا توحيد ولا غيره)([3]).

وقال ابن القيّم: (لولا النبوات لم يكن في العالم عِلم نافع البتة، ولا عمل صالح، ولا صلاحٌ في معيشة، ولا قوام لمملكة، ولكان الناس بمنزلة البهائم والسباع العادية والكلاب الضارية التي يعدو بعضها على بعض. وكل زين في العالم فمن آثار النبوة، وكل شين وقع في العالم أو سيقع فبسبب خفاء آثار النبوة ودروسها؛ فالعالم حينئذ جسد روحه النبوة، ولا قيام للجسد بدون روحه)([4]).

وقال ابن خلدون: (الفصل الرابع في أن الدول العامة الاستيلاء العظيمة الملك.. أصلها الدين؛ إما من نبوة أو دعوة حق..)([5]).

وحين يبتعد البشر عن آثار النبوة وما جاءت به تفسد الأرض، وتستخدم الصناعات للإضرار بالناس والبيئة والمجتمعات، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41].

طريقة كتابة التاريخ بين المسلمين والغرب:

وقد دأب كثيرٌ منَ المؤرِّخين الأوائل على كتابة التاريخ انطلاقًا من الزمان، ثم ابتداء الخلق وعدد أيامه وخلق آدم، ثم تدوين تاريخ الرسل والأنبياء على وفق التسلسل الزمني لرسالاتهم، وذلك كما فعل الدينوري واليعقوبي والطبري والمسعودي.

وبدأت البشرية بآدم وذريته مسيرتَها التاريخية، فبعث الله الرسل مبشِّرين ومنذرين ليذكِّروا الناس بالرسالة الواحدة، وبطبيعة المهمَّة التي أرادها الله للإنسان في الحياة الدنيا.

وقد دأب الغرب في دراسة تطور حياة البشرية بنظرية (أوغست كونت) الذي يرى أن المجتمعات تمر بثلاث مراحل: دينية، وفلسفية (الغيبية)، وعلمية أو وضعية (الاكتشافات والاختراعات)([6]).

وهذا يعني أنه لا يمكن دراسة التاريخ الاجتماعيّ بين هذه المراحل من خلال مجموعة الأحداث الترابطية والعلل الغائية التي شاركت في تشكُّل الوعي الاجتماعي.

بينما نجد في قصص الأنبياء عليهم السلام -مع تفاوت الفترات التاريخية- انسجامًا واتفاقًا على أهداف رئيسة، والقراءة المتأنِّية للأديان تُشعر أنَّ هناك اتفاقًا مُسبقًا تمّ في مكان ما بين موسى وعيسى ومحمد، أو بتعبير النجاشي: (إِنَّ هذا -واللهِ- والَّذِي جَاءَ بِهِ موسى لَيَخْرُجُ من مِشْكَاةٍ واحِدَةٍ)([7]).

فدعوة الأنبيـاء عليهم واحدةٌ، ومنهجهم واحد، وسبيلهم واحِد: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} [فصلت: 43]، وغاية دعوتهم أن: {اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59].

كما أن نظرية كُونت التاريخية تشوِّه الإنسان وتقضي عليه، فمنذ متى كان الإنسان مؤمنًا أو دينيًّا وحَسب، أو كان مفكّرًا وكفى، أو عالِمًا لا غير!

إنَّ تقسيم الإنسانِ على أساس تجزئته إلى روح ومادّة، ونفس وجسَد، وفكر وعمل، يعني أنه يمكن تقسيمه كذلك إلى دين ودنيا، وانفصال الدنيا عن الآخرة.

إلَّا أنَ هذا التقسيم -وللأسف- صار كأنه الحقيقةُ بفعل تمركُز الغرب في الوعي وتوجيهه للفكر، والحقيقة أنَّ هذه النظرية دعوى لم يقم عليها برهانٌ صحيح، بل هي في اعتمادها على التاريخ تحرّف التاريخ، وفي ادِّعائها الاعتماد على الواقع تصادِم الواقعَ.

خطأ التقسيم التاريخي في نظرية (أوغست كونت):

إنّ تاريخ الأنبياء -عليهم السلام- يبيِّن لنا خطأَ هذا التقسيم وبناء التاريخ على هذه النظرية من أساسه.

فنبيُّ الله داود وابنه سليمان -عليهما السلام- قد جاء من أخبارهما أنهما كانا في عصر ازدهار الحضارة المدنية بتعبير اليوم، فجمع الله لهما بين الملك والنبوة، وبين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في سبط آخر، قال ابن كثير: (وقد كان داود -عليه السلام- هو المقتدى به في ذلك الوقت في العدل وكثرة العبادة وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من آناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلا ونهارا)([8]).

ومع هذا لم تكن العبادات وإدارة أمور الملك تشغل داود -عليه السلام- عن المخترعات، فكان يقوم بصناعة الدروع الحديدية بطريقة تحمي المقاتل ولا تعيق حركته في آن واحد، قد علَّمه الله تعالى كيفيَّة صناعتها، كما قال: {وَعَلَّمْناه صَنعةَ لَبوسٍ لَكُمْ لِتُحصِنَكُمْ مِن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء: 80].

ثم ماذا يقول كونت وأنصاره عن عصر ازدِهار الحضارة الإسلاميّة الذي اجتمع فيه الدين والعقل والعلم؟! تنمو وتزدهر وترتقي كلها جنبًا إلى جنب، فتجد الفقهاء والمفسرين والمحدثين والمتصوّفة، وبجوارهم الفلاسفة والمتكلمين، وأيضًا العلماء من الأطباء والكيميائيين والفلكيين والفيزيائيين والرياضيين، بل ربما تجد الواحد يجمع النواحي الثلاثة في شخصه، كما يتَّضح ذلك في سيرة ابن رشد صاحب “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” في الفقه الإسلامي المقارن، وهو أكبر شارح لفلسفة أرسطو في تلك العصور، وصاحب كتاب “الكليات” في الطبّ.

فالواقع أن الحالات الثلاث التي صوَّرها كونت لا تمثِّل أدوارًا تاريخيَّة متعاقبة، بل تمثِّل نزعات وتياراتٍ متعاصرة في كل الشعوب، وليست متناقضة ولا متضادَّة بحيث إذا وجدت إحداها تنتفي الأخرى.

إن كونت وأنصاره جعلوا من نظريته قانونًا يستوعِب التاريخ كلَّه شوطًا واحدًا، قطعت الإنسانية ثلثيه بالفعل، ونفضت يدَها منهما إلى غير رجعة، فلن تعود إليهما إلا أن يعود الكهل إلى شبابه وطفولته، ولو أنهم جعلوا منه سِلسِلة دورية، كلما ختمت البشرية شوطًا رجعت عودًا، لكان الخطأ في هذه النظرية أقلَّ شناعةً، وربما كان تاريخ المعرفة في الغرب يؤيد ذلك([9]).

ختامًا: إنَّ تاريخ الأمم السابقة لا يمكن أن نتأكَّد من صحته إلا من طريق الوحي؛ لأنه من علم الغيب، وليس دونه إلا تكهُّنات وأساطير، لا زمام لها ولا خطام، قال الله تعالى بعد ذكر قصة مريم عليها السلام: {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44]، وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة نوح: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 48، 49]، وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة يوسف: {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102].

وإذا ثبتت الأحداث التاريخية عن طريق الوحي كما في قصص الأنبياء -عليهم السلام- صح أن نستنبط منها التاريخ الحضاري والاجتماعي للأمم، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخبار الدول وآثار الأول، للقرماني (1/ 5، 6).

([2]) المدخل إلى علم التاريخ، محمد صامل السلمي (ص: 32).

([3]) الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 250).

([4]) مفتاح دار السعادة (2/ 1155-1156).

([5]) تاريخ ابن خلدون (1/ 157).

([6]) انظر: العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم (ص: 79).

([7]) أخرجه أحمد (3/ 180)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ١١٥) (79). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير [محمد بن] إسحاق وقد صرح بالسماع. مجمع الزوائد (6/ 27). ووقع في مجمع الزوائد (إسحاق) فقط وهو خطأ.

([8]) البداية والنهاية (2/ 18).

([9]) انظر: التغير الاجتماعي بين نظرة الاجتماعيين والنظرة الإسلامية، د. محمد عبد الله العتيبي، الموقع الرسمي، على الرابط:

http://m-alotaibi.com/site/?p=24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017