الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

نبذة عن أثر النبوّة في تشكيل التاريخ الاجتماعي والحضاري

A A

التاريخُ هو السَّبيل إلى معرفة أخبار من مضَى من الأمم، وكيف حلَّ بالمعاند السّخط والغضب، فآل أمرُه إلى التلَف والعطَب، وكشف عورات الكاذبين، وتمييز حال الصادقين، ولولا التواريخ لماتت معرفةُ الدول بموتِ ملوكها، وخفِي عن الأواخر عرفان حالِ الأُوَل وسلوكها، وما وقع من الحوادث في كلّ حين، وما سطّر فيما كتب به من فعل الملوك، وإنه لم يخلُ من التواريخ كتابٌ من كتب الله المنزَّلة، فمنها ما ورد بأخباره المجمَلَة، ومنها ما ورد بأخباره المفصَّلَة([1]).

فهو عِلمٌ يُعنَى بدراسة المجتمعات الإنسانيّة وتطوُّراتها الفكريّة ومخلَّفاتها الحضارية وأحوالها الاقتصادية والسياسيّة، مما يفيد من التجارب الماضية في دراسة الحاضر([2]).

لَمّا كان الإنسان هو صانع التاريخ والحضارة، فلا بدّ لتفسير الحوادث والوقائع من تجلية ما يثير الإنسان ويدفعه نحو صناعة التاريخ وتشييد الحضارة.

وقد اهتمَّ الوحي بهذا الجانب، وحدَّث عن الأمم الماضية ما يُستَلهم منه الدروس والعبر، وجعل تاريخ البشرية مبتدِئًا بخلق الإنسان، ومنتهيًا بالحساب ويوم القيامة، ويمر بمراحل ومحطّات، أهمُّها تتابع الرسل والأنبياء من آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم.

أهمية العناية بتاريخ الأنبياء والرسل عليهم السلام:

وسبب التركيز على تاريخ الأنبياء -عليهم السلام- أنهم صفوةُ البشر، وحياتهم حياة الكُمَّل من الناس، وهم معصومون فيما يتعلَّق بالعقيدة وما أمروا بتبليغه، وفي حياتهم أكبرُ العِظات والعبر للدعاة إلى الله، وحاجَة الناس ماسَّة للاهتداء بنور هديهم.

كما أن في تاريخهم جوانب الحضارة المتمثلة في الممالك والصناعات وغيرها، فالرسل والأنبياء عليهم السلام دعاة حضارة إنسانية لا تحد بزمان أو مكان، فالمجتمع الإسلامي لا يحقّر الإنتاج المادي والصناعي، ولا فن العمارة؛ لكنه يتعامل مع كل منتج حضاري وفق ما أراده الله، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} [الحج: 41].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس في الأرضِ مملكة قائمةٌ إلا بنبوّة أو أثر نبوّة، وإنَّ كلَّ خير في الأرض فمن آثار النبوات، ولا يستريبنَّ العاقل في هذا الباب الذين درست النبوة فيهم مثل البراهمة والصابئة والمجوس ونحوهم، فلاسفَتهم وعامَّتهم قد أعرضوا عن الله وتوحيدِه، وأقبلوا على عبادة الكواكب والنيران والأصنام وغير ذلك من الأوثان والطواغيت، فلم يبق بأيديهم لا توحيد ولا غيره)([3]).

وقال ابن القيّم: (لولا النبوات لم يكن في العالم عِلم نافع البتة، ولا عمل صالح، ولا صلاحٌ في معيشة، ولا قوام لمملكة، ولكان الناس بمنزلة البهائم والسباع العادية والكلاب الضارية التي يعدو بعضها على بعض. وكل زين في العالم فمن آثار النبوة، وكل شين وقع في العالم أو سيقع فبسبب خفاء آثار النبوة ودروسها؛ فالعالم حينئذ جسد روحه النبوة، ولا قيام للجسد بدون روحه)([4]).

وقال ابن خلدون: (الفصل الرابع في أن الدول العامة الاستيلاء العظيمة الملك.. أصلها الدين؛ إما من نبوة أو دعوة حق..)([5]).

وحين يبتعد البشر عن آثار النبوة وما جاءت به تفسد الأرض، وتستخدم الصناعات للإضرار بالناس والبيئة والمجتمعات، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41].

طريقة كتابة التاريخ بين المسلمين والغرب:

وقد دأب كثيرٌ منَ المؤرِّخين الأوائل على كتابة التاريخ انطلاقًا من الزمان، ثم ابتداء الخلق وعدد أيامه وخلق آدم، ثم تدوين تاريخ الرسل والأنبياء على وفق التسلسل الزمني لرسالاتهم، وذلك كما فعل الدينوري واليعقوبي والطبري والمسعودي.

وبدأت البشرية بآدم وذريته مسيرتَها التاريخية، فبعث الله الرسل مبشِّرين ومنذرين ليذكِّروا الناس بالرسالة الواحدة، وبطبيعة المهمَّة التي أرادها الله للإنسان في الحياة الدنيا.

وقد دأب الغرب في دراسة تطور حياة البشرية بنظرية (أوغست كونت) الذي يرى أن المجتمعات تمر بثلاث مراحل: دينية، وفلسفية (الغيبية)، وعلمية أو وضعية (الاكتشافات والاختراعات)([6]).

وهذا يعني أنه لا يمكن دراسة التاريخ الاجتماعيّ بين هذه المراحل من خلال مجموعة الأحداث الترابطية والعلل الغائية التي شاركت في تشكُّل الوعي الاجتماعي.

بينما نجد في قصص الأنبياء عليهم السلام -مع تفاوت الفترات التاريخية- انسجامًا واتفاقًا على أهداف رئيسة، والقراءة المتأنِّية للأديان تُشعر أنَّ هناك اتفاقًا مُسبقًا تمّ في مكان ما بين موسى وعيسى ومحمد، أو بتعبير النجاشي: (إِنَّ هذا -واللهِ- والَّذِي جَاءَ بِهِ موسى لَيَخْرُجُ من مِشْكَاةٍ واحِدَةٍ)([7]).

فدعوة الأنبيـاء عليهم واحدةٌ، ومنهجهم واحد، وسبيلهم واحِد: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} [فصلت: 43]، وغاية دعوتهم أن: {اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59].

كما أن نظرية كُونت التاريخية تشوِّه الإنسان وتقضي عليه، فمنذ متى كان الإنسان مؤمنًا أو دينيًّا وحَسب، أو كان مفكّرًا وكفى، أو عالِمًا لا غير!

إنَّ تقسيم الإنسانِ على أساس تجزئته إلى روح ومادّة، ونفس وجسَد، وفكر وعمل، يعني أنه يمكن تقسيمه كذلك إلى دين ودنيا، وانفصال الدنيا عن الآخرة.

إلَّا أنَ هذا التقسيم -وللأسف- صار كأنه الحقيقةُ بفعل تمركُز الغرب في الوعي وتوجيهه للفكر، والحقيقة أنَّ هذه النظرية دعوى لم يقم عليها برهانٌ صحيح، بل هي في اعتمادها على التاريخ تحرّف التاريخ، وفي ادِّعائها الاعتماد على الواقع تصادِم الواقعَ.

خطأ التقسيم التاريخي في نظرية (أوغست كونت):

إنّ تاريخ الأنبياء -عليهم السلام- يبيِّن لنا خطأَ هذا التقسيم وبناء التاريخ على هذه النظرية من أساسه.

فنبيُّ الله داود وابنه سليمان -عليهما السلام- قد جاء من أخبارهما أنهما كانا في عصر ازدهار الحضارة المدنية بتعبير اليوم، فجمع الله لهما بين الملك والنبوة، وبين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في سبط آخر، قال ابن كثير: (وقد كان داود -عليه السلام- هو المقتدى به في ذلك الوقت في العدل وكثرة العبادة وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من آناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلا ونهارا)([8]).

ومع هذا لم تكن العبادات وإدارة أمور الملك تشغل داود -عليه السلام- عن المخترعات، فكان يقوم بصناعة الدروع الحديدية بطريقة تحمي المقاتل ولا تعيق حركته في آن واحد، قد علَّمه الله تعالى كيفيَّة صناعتها، كما قال: {وَعَلَّمْناه صَنعةَ لَبوسٍ لَكُمْ لِتُحصِنَكُمْ مِن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء: 80].

ثم ماذا يقول كونت وأنصاره عن عصر ازدِهار الحضارة الإسلاميّة الذي اجتمع فيه الدين والعقل والعلم؟! تنمو وتزدهر وترتقي كلها جنبًا إلى جنب، فتجد الفقهاء والمفسرين والمحدثين والمتصوّفة، وبجوارهم الفلاسفة والمتكلمين، وأيضًا العلماء من الأطباء والكيميائيين والفلكيين والفيزيائيين والرياضيين، بل ربما تجد الواحد يجمع النواحي الثلاثة في شخصه، كما يتَّضح ذلك في سيرة ابن رشد صاحب “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” في الفقه الإسلامي المقارن، وهو أكبر شارح لفلسفة أرسطو في تلك العصور، وصاحب كتاب “الكليات” في الطبّ.

فالواقع أن الحالات الثلاث التي صوَّرها كونت لا تمثِّل أدوارًا تاريخيَّة متعاقبة، بل تمثِّل نزعات وتياراتٍ متعاصرة في كل الشعوب، وليست متناقضة ولا متضادَّة بحيث إذا وجدت إحداها تنتفي الأخرى.

إن كونت وأنصاره جعلوا من نظريته قانونًا يستوعِب التاريخ كلَّه شوطًا واحدًا، قطعت الإنسانية ثلثيه بالفعل، ونفضت يدَها منهما إلى غير رجعة، فلن تعود إليهما إلا أن يعود الكهل إلى شبابه وطفولته، ولو أنهم جعلوا منه سِلسِلة دورية، كلما ختمت البشرية شوطًا رجعت عودًا، لكان الخطأ في هذه النظرية أقلَّ شناعةً، وربما كان تاريخ المعرفة في الغرب يؤيد ذلك([9]).

ختامًا: إنَّ تاريخ الأمم السابقة لا يمكن أن نتأكَّد من صحته إلا من طريق الوحي؛ لأنه من علم الغيب، وليس دونه إلا تكهُّنات وأساطير، لا زمام لها ولا خطام، قال الله تعالى بعد ذكر قصة مريم عليها السلام: {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44]، وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة نوح: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 48، 49]، وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة يوسف: {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102].

وإذا ثبتت الأحداث التاريخية عن طريق الوحي كما في قصص الأنبياء -عليهم السلام- صح أن نستنبط منها التاريخ الحضاري والاجتماعي للأمم، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخبار الدول وآثار الأول، للقرماني (1/ 5، 6).

([2]) المدخل إلى علم التاريخ، محمد صامل السلمي (ص: 32).

([3]) الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 250).

([4]) مفتاح دار السعادة (2/ 1155-1156).

([5]) تاريخ ابن خلدون (1/ 157).

([6]) انظر: العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم (ص: 79).

([7]) أخرجه أحمد (3/ 180)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ١١٥) (79). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير [محمد بن] إسحاق وقد صرح بالسماع. مجمع الزوائد (6/ 27). ووقع في مجمع الزوائد (إسحاق) فقط وهو خطأ.

([8]) البداية والنهاية (2/ 18).

([9]) انظر: التغير الاجتماعي بين نظرة الاجتماعيين والنظرة الإسلامية، د. محمد عبد الله العتيبي، الموقع الرسمي، على الرابط:

http://m-alotaibi.com/site/?p=24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017