الثلاثاء - 09 رمضان 1445 هـ - 19 مارس 2024 م

ماذا خسر الغرب حينما كفر بنبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟

A A

جوانب ممَّا خسره الغرب:

إنَّ المجتمع الغربيَّ المتوغِل في الحضارة الماديةِ اليومَ خسر تحقيقَ السعادة للبشريةِ، السعادة التي لا غنى في تحقيقها عن الوحي الذي أنزل الله على أنبيائه ورسله، والذي يوضح للإنسان طريقَها، ويرسم له الخططَ الحكيمةَ في كلّ ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته([1]).

الحضارة دون الوحي قدّمت للإنسان الغربي الوسائل ولم تقدِّم له الغايات، قدمت له الرفاهية المادية وحرمته السكينة الروحيةَ، منحته المادة وسلبته الروح، أعطته العلمَ وحرمته الإيمان، ناهيك عما صنعه أهل هذه الحضارة بغيرهم من الشعوب، لقد قتل الغربُ الآخرين ليحيا، وصنع من جماجمهم حجارة لبناء رفاهيته، وزخرف أبنيته بدمائهم، حضارة لم تجن على الإنسان وحده، بل على البيئة من حوله، فلوَّثتها بدخانِ مصانعها، وفضلاتها، وآثارِ إشعاعها، ونفاياتها النووية، وتدخُّلاتها الكيماوية في النبات والحيوان([2]).

وقد حدَّد أنور الجندي مواطنَ الداء في هذه الحضارة فقال: (يكمن زيفُ الحضارة الغربية في مقاتلها الحقيقية وهي: قيامُها على الربا، ونسبيَّة الأخلاق، وموقفها الفاسد من المرأة والأسرة والمجتمع)([3]).

 

وأما واقع المرأة الغربية المزري فحدِّث ولا حرج: كم عدد المغتصَبات يوميًّا؟! ومنهن من يُغتصبن من قبل آبائهن! وكم طفلًا يموت سنويًّا بين إجهاض متعمَّد أو قتلٍ فور الولادة؟! وكم شابة تحمِل سفاحًا كلَّ أسبوع؟! وكم عدد الشاذِّين جِنسيًّا؟! وكم عدد الكلاب المدرَّبة على ممارسة الجنس مع النساء والرجال؟!وكم جريمة سَرِقة وسطوٍ مسلَّح؟! وكم عدد المتعاطين للمخدرات؟! الإحصائيات تثبت تورُّط الكثير من المجتمع الغربي في مثل هذه الجرائم، ولولا كثرة الإحصائيات وسهولة الوصول إليها لنقَلنا بَعضَها.

الضلالُ في مسألة العبودية:

أيضًا من إشكالية الغرب حين خسر الوحي ضلالُه في مسألة العبودية، فالمجتمع الغربي يعاني من ظاهرة الوثنية التي هي أحطُّ مستويات التخلُّف، وكثير من دعاة المدنية المادية لا ينتبه لظاهرة الوثنية في المجتمع الغربي؛ كونه يعتقد أن الوثنية هي السجود لصنم فقط، بينما مفهوم الوثنية في القرآن أوسع من ذلك نتيجة سعة مفهوم العبودية، فإن الانصياع التام للهوى الشخصي واللذة الخاصة عبادة للهوى؛ ولذلك قال سبحانه وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]. وتبعًا لتأليه الهوى فإن الإنسان الخاضع لمتطلبات المادة خضوعًا تامًّا جعله النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا للمال، فقال: «تَعِس عبد الدينار، تعِس عبد الدرهم»([4]).

وقدِ انبنى على هذا النقص في مفهوم الحضارة لدى الغرب أن عاش الإنسان الغربي حياةَ القلق والأرق، وهي غالبًا ما تكون نتيجتها الانتحار.

يقول الأديب القاصّ الدكتور نجيب الكيلاني عن الحضارة الغربيّة: (وفي ظل هذه الحضارة تضعضعتِ القِيَم الروحيةُ للإنسان، وعاش الإنسان قَلِقًا حزينًا، وهو الذي تقلَّب على فراش مِن حرير!)([5]).

وهذا جون فوستر دالاس -وزير الخارجية الأمريكي الشهير في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور وصاحب كتاب (حرب أم سلام)- خصص فصلًا من كتابه بعنوان: (حاجتنا الروحية) بيَّن فيه ما ينقص أمريكا، فقال: (إن الأمر لا يتعلق بالماديات، فلدينا أعظم إنتاج عالمي في الأشياء المادية، إنَّ ما ينقصنا هو إيمان صحيح قويٌّ، فبدونه يكون كل ما لدينا قليلًا. وهذا النقص لا يعوِّضه السياسيون مهما بلغَت قدرتهم، أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتُهم، أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم، أو القنابل مهما بلغت قوتها)([6]).

إن العدالة وحقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب لا يمكن أن تتحقَّق بدون مخاطبة الروح وتأنيب الضمير، فالإنسان القويّ بطبعه قد يعتدي على الضعيف دون رادع، وقد يُهلك الحرث والنسل، فالطغيان يفعل الأفاعيل، يقول د. طه جابر العلواني: “رغم أن الفكر الغربيَّ نجح في التقدم العلمي، فإنه قصّر في مخاطبة الجوانب الإنسانية في المجتمع، وأصبحت الحضارة الغربية قائمةً على صراع القوي ضد الضعيف”([7])، ويقول العلامة المجدد ابن باديس رحمه الله: “المدنيّة الغربية هي مدنيّة مادّيّة في نهجها وغايتها ونتائجها، فالقوة عندها فوق الحقِّ والعدل والرحمة والإحسان”([8]).

لذا لا يمكن وصف من ملك هذه القوة والترسانة الحربية والتقنية الذكية بالصلاح دون الإيمان، فأي صلاح دون الوحي؟! يقول أبو الحسن الندوي: “إن فتوحات العلم الحديث لا يسع أي إنسان إنكارها، ولكنه عاجز تمامًا عن إنشاء أفرادٍ صالحين مؤمنين، وهذا أكبر هزائم الحضارة الغربية”([9])، وقال علي عزت بيجوفيتش في كتابه (الإسلام بين الشرق والغرب): (المادية تؤكد دائمًا ما هو مشترك بين الحيوان والإنسان، بينما يؤكد الدين على ما يفرق بينهما)([10]).

ولعلّ من أكبر أسباب الخلل عندهم خطأهم في مفهوم السيادة: يقول مارسيل بوازار: (إن السيادة حسب المصطلح الغربي تعني: سلطة وحيدة لا يعلَى عليها، تجمع كل النـزعات والقوى داخل المجتمع، وأما في العقيدة الإسلامية فإن الله هو المصدر الأسمى لهذه السيادة، والتعبير عن إرادته ماثل في القرآن، وليس للنبي([11]) ولا خلفائه والرؤساء الدينين أي سلطة إلا بالتفويض. ولما كانت الشريعة مفروضةً على الجميع فإن كل مؤمن هو خليفة الله في الأرض. وأولو الأمر في المجالين الروحي والزمني -الديني والدنيوي- لا يملكون سلطة مطلقة، وإنما هي في خدمة الجماعة لتنفيذ أحكام الشريعة، وليس في وسعهم أن يدَّعوا أي عِصمة في تفسير التوجيهات الإلهية؛ لأن هذه العصمة تكمن في إجماع الأمّة. إن الجماعة المسلمة لم تنشِئ أبدًا -لا نظريًّا ولا عمليًّا- حكومة دينية ثيوقراطية، كما زعموا ذلك في أكثر الأحيان بغير حق في الغرب. إن المصطلح ذاته -حكومة دينية- فيه مفارقة، فالخليفة ليس رئيسًا دينيًّا، وفوق هذا لم يحدث أبدًا أن حكمت المجتمع الإسلامي طبقة كهنوتيّة؛ لسبب واضح وهو أن الكنيسة مؤسسة غريبة عن الإسلام. فالحكومة الإسلامية ليست حكومة دينية حيث إن صلاحيتها الوحيدة هي تطبيق الشريعة الموحى بها. وهكذا تتميز السلطة هنا عن النظام الديمقراطي الغربي بالمعنى المتعارف عليه بوجه عام؛ لأنها تفرض نظريًّا بعض المؤسسات، كما تفرض عمليًّا عددًا من المعايير الأخلاقية. بينما تسمح الديمقراطية ذات الطابع الغربي أن يختار الناس المؤسسات والمعايير حسب الاحتياجات والرغبات السائدة في عصرهم)([12]).

ومن أسباب ابتعادهم عن المعاني الروحيّة وانهماكهم في الماديّة توقّع معاداة الدّين للدنيا:

يقول الفيلسوف البريطاني برتراند رسل في مقال له بعنوان: كيف أعاقت الكنائس التقدم: (قد تظنُّ -أيها القارئ- أنني أذهب بعيدًا عن الواقع إذا قلت لك: إن هذا لا يزال واقعَ الحال، فهناك طرق كثيرة جدًّا تتبعها الكنيسة في الوقت الحاضر لإنـزال البلايا وصنوف من العذاب التي لا داعي لها بمختلف أنواع البشر، وذلك بإصرارها على ما قد اختارت أن تسمِّيَه: الأخلاقيات. وكما نعلم جميعًا، فإن الكنيسة لا تزال في أغلبها تعادِي التقدُّم وكلَّ ما من شأنه تخفيف معاناة العالم، فهي قدِ اعتادَت أن تطبعَ مجموعة من قواعد السلوك المتزمِّت والتي لا علاقة لها بسعادة الإنسان، بما تسميه: الأخلاقيات. يجب علينا أن ننهض ونتدَّبر واقعَ أمر العالم، إن العالم المليء بالخير يحتاج إلى المعرفةِ ورقّة العواطف والشجاعة، إنه يحتاج إلى نظرة جسورة وإلى عقلٍ حرّ، إنه يحتاج إلى أملٍ في المستقبل. لقد عارضت الكنيسة جاليليو، وفي الأيام التي بلغت فيها أعظم سلطانها فإنها ذهبت إلى أبعدِ مدى في معارضة حياة العقل والتفكير، فلقد كتب البابا جريجوري الكبير (590م-604م) إلى أحد أساقفته رسالة يقول فيها: لقد وصلَنا تقرير لا نستطيع تذكّره دون حمرة الوجه خجلًا: ذلك أنك تشرح قواعد اللغة –اللاتينية- إلى بعض الأصدقاء)([13]).

لماذا يتقدّمون على المسلمين إذًا؟

بقاء القيادة والريادة عندهم اليوم هو بسبب أن غيرهم لم يأخذ بأسباب السيادة والريادة، وهذا تفسير وتحليل في منتهى الدِّقة، وهو من مفهوم قول الله تعالى: {وَلَنْ يجْعلَ اللَّهُ لِلكافِرِينَ عَلَى الْمؤْمِنينَ سَبِيلًا} [النساء: 141].

فلم يتسلَّط الكفار في كثير من العقود على المسلمين إلا بسبب تقصيرهم، وقد استظهر العلامَة الطاهر بن عاشور رحمه الله ما يتبادر إلى الذهن من أوّل وهلة من تعارض هذه الآية مع واقع المسلمين اليوم، فقال رحمه الله: (فإن قلت: إذا كان وعدًا لم يجز تخلفه، ونحن نرى الكافرين ينتصرون على المؤمنين انتصارًا بيّنًا، وربما تملَّكوا بلادهم وطال ذلك، فكيف تأويل هذا الوعد؟! قلت: إن أريد بالكافرين والمؤمنين الطائفتان المعهودتان بقرينة القصة فالإشكال زائل؛ لأن الله جعل عاقبة النصر أيامئذ للمؤمنين، وقطع دابر القوم الذين ظلموا، فلم يلبثوا أن ثُقفوا وأخذوا وقتلوا تقتيلًا، ودخلت بقيتهم في الإسلام، فأصبحوا أنصارًا للدين. وإن أريد العموم فالمقصود من المؤمنين المؤمنون الخُلَّص الذين تلبسوا بالإيمان بسائر أحواله وأصوله وفروعه، ولو استقام المؤمنون على ذلك لما نال الكافرون منهم منالًا، ولدفعوا عن أنفسهم خيبة وخبالًا)([14]).

ختامًا: يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (ومعلوم أنَّ طغيان المادة على الروح يهدِّد العالم أجمع بخطر داهم وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن، وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السماوات والأرض; لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبدًا)([15]).

ومصداقًا لما قاله الشيخ رحمه الله ننقل عن حياة الغرب اليوم ونحن مع مطلع عام 2021م:

كتب أحد الفضلاء عن ظروف العيش في أمريكا عام 2020م بعد أن انتشرتِ المظاهراتُ الغَاضبةُ في جميعِ ولاياتِ أَمْريكا، وفقدان أكثر من 40 مليون أمريكي لوظائفهم، وأن أكثر من 2,5 مليون ونصف أمريكي تقدَّموا بطلبات معونةٍ من الحكومة الأمريكية في خلال أسبوعٍ واحدٍ، ناهيك عن حَجْمَ الخَرابِ والتدمير والتحريق والتكسير والنهب والسرقة والقتل والفساد والبلطجة، فيقول للمغترين بالغرب: تَعالَ لترى شَعْبًا قد أثقلتْهُ الديون، ويعيش على المعونات، تَعالَ لترَى حجْمَ المدْمنينَ والسّكَارى والمتسكِّعينَ، تعالَ لتقْعدَ مع القَاعدينَ، تعالَ لتعيشَ عالةً على مساعدات الحكومة. تعالَ لِترى طبيبًا ومهندسًا ومدرسًا وموظفًا محترمًا يعملون في المطاعم وبعض الحرف -ولا أحبُّ ذكرها حتى لا يَظُنَّ ظانٌّ أنني أعيبُ حِرْفةً ما- تعالَ لترى آلافًا من الأسر المسلمة تنتظر القيمة المالية في كارد الولفير والميديكيت كلَّ شهرٍ لشراء الاحتياجات اليومية.

لا تظُنَّنَّ أنَّ شهادتك الجامعيةَ ستُساعدُك على الحصول على وظيفةٍ ومرتبٍ كبيرٍ في غمضةِ عينٍ، لو كان الأمرُ كذلك لكانَ أبناءُ أمريكا أحقَّ بها وأَهْلَهَا.. تعالَ لترى عشراتِ الآلاف من خريجي الجامعات الأمريكية لا يجدونَ وظائفَ.

سَلْ مَنْ تعرفه ممَّنْ يعيشون في أمريكا عن راتبه الذي يتقاضاه وعن قيمة إيجارِ شقَّةٍ صغيرةٍ -غرفة واحدة وصالة فقط تبدأ من 1300$ إلى 1800$ في إيجار شهري ويعيش فيها 6 أفراد وأحيانًا أكثر من ذلك بكثير، وبعضهم يبيتُ في المطبخ أو يفترشُ الأرض في مدخل الشقة أو ينام بين السريرين- وقيمة فواتير الكهرباء والغاز والتليفون والتأمين ومصروفات أُخرى كطعام وغيره وكم يتبقى له من المرتب؟!

سلْ وابحثْ عن عدد مرضى الاكتئاب والأمراض النفسية بسبب ضيق المعاش وقلةِ المالِ؛ لترى حجمَ الكوارث التي يعيشُها أبناءُ أمريكا وأوروبا.

لا تَغْترَّ بما يُكْتَبُ في الجرائد عن ثراء تلك الدول… لا تنظرْ إلى زخارفها وزينتها… وسلْ أهلَها: كيف يعيشون؟!

إنها شُعوبٌ عاشتْ لشهواتها وملذَّاتها، يأكلون ويشربون كما تأكلُ وتشربُ الأنعامُ، وليس لهم همٌّ ولا مأْربٌ آخر؛ لأنهم لا يَعرفون رَبًّا ولا دِينًا([16]).

والحمد لله على نعمة الإسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/ 505).

([2]) الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة (ص: 101).

([3]) مقدمات العلوم والمناهج (4/ 224).

([4]) أخرجه البخاري (2887).

([5]) الإسلامية والقوى المضادة (ص: 50).

([6]) انظر: مقال: التاريخ تقرره الأفكار لا الأسلحة، د. حسين آل بكر، مجلة مقاربات، العدد (5).

([7]) مجلة المجلة، العدد (829)، عام 1996م.

([8]) ابن باديس.. حياته وآثاره، عمار الطالبي (1/ 356).

([9]) الإسلام والغرب (ص: 27).

([10]) موسوعة نور الحكمة، د. جهاد علي (ص: 295).

([11]) لا يصحّ قرن النبي صلى الله عليه وسلم بالخلفاء والرؤساء في هذا السياق؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يوحى إليه من ربه، وطاعته تابعة لطاعة الله تعالى، فله السلطة المطلقة بإرسال الله تعالى له.

([12]) M. Boisard: Ľ humanisme de l’ Islam, pp. 14 -150.

([13]) Bertrand Russel: why I am not A Christian? pp. 15-18.

([14]) التحرير والتنوير (5/ 238).

([15]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/ 505).

([16]) كتبه الشيخ محمد فاروق الحنبلي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 20 يونيو 2020م.

رد واحد على “ماذا خسر الغرب حينما كفر بنبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟”

  1. يقول أبو بشار:

    نفع الله بك وبعلمك وزادك علما وعملا وإيمانا وصعودا ورفع قدرك في الدنيا ورزقك من فيض نعيمه في الآخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

دعاوى المابعدية ومُتكلِّمة التيميَّة ..حول التراث التيمي وشروح المعاصرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في السنوات الأخيرة الماضية وإزاء الانفتاح الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي والتلاقح الفكري بين المدارس أُفرِز ما يُمكن أن نسمِّيه حراكًا معرفيًّا يقوم على التنقيح وعدم الجمود والتقليد، أبان هذا الحراك عن جانبه الإيجابي من نهضة علمية ونموّ معرفي أدى إلى انشغال الشباب بالعلوم الشرعية والتأصيل المدرسي وعلوم […]

وثيقة تراثية في خبر محنة ابن تيمية (تتضمَّن إبطالَ ابنِ تيمية لحكمِ ابن مخلوف بحبسه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمةً للعالمين، وبعد: هذا تحقيقٌ لنصٍّ وردت فيه الأجوبة التي أجاب بها شيخ الإسلام ابن تيمية على الحكم القضائيّ بالحبس الذي أصدره قاضي القضاة بالديار المصرية في العهد المملوكي زين الدين ابن مخلوف المالكي. والشيخ كان قد أشار إلى هذه […]

ترجمة الشيخ المسند إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق بن سفر علي بن أكبر علي المكي. ويعُرف بمولوي إعزاز الحق. مولده ونشأته: ولد رحمه الله في عام 1365هـ في قرية (ميرانغلوا)، من إقليم أراكان غرب بورما. وقد نشأ يتيمًا، فقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فنشأ […]

عرض وتعريف بكتاب: “قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: (قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية). اسـم المؤلف: الدكتور سلطان بن علي الفيفي. الطبعة: الأولى. سنة الطبع: 1445هـ- 2024م. عدد الصفحات: (503) صفحة، في مجلد واحد. الناشر: مسك للنشر والتوزيع – الأردن. أصل الكتاب: رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف […]

دفع الإشكال عن حديث: «وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من أصول أهل السنّة التي يذكرونها في عقائدهم: السمعُ والطاعة لولاة أمور المسلمين، وعدم الخروج عليهم بفسقهم أو ظلمهم، وذلك لما يترتب على هذا الخروج من مفاسد أعظم في الدماء والأموال والأعراض كما هو معلوم. وقد دأب كثير من الخارجين عن السنة في هذا الباب -من الخوارج ومن سار […]

مؤرخ العراق عبّاس العزّاوي ودفاعه عن السلفيّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المحامي الأديب عباس بن محمد بن ثامر العزاوي([1]) أحد مؤرِّخي العراق في العصر الحديث، في القرن الرابع عشر الهجري، ولد تقريبًا عام (1309هـ/ 1891م)([2])، ونشأ وترعرع في بغداد مع أمّه وأخيه الصغير عليّ غالب في كنف عمّه الحاج أشكح بعد أن قتل والده وهو ما يزال طفلا([3]). وتلقّى تعليمه […]

دفع الشبهات الغوية عن حديث الجونية

نص الحديث ورواياته: قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: بَابُ مَنْ طَلَّقَ، وَهَلْ يُوَاجِهُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ بِالطَّلَاقِ؟ حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَةَ الجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017