الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

دلائل إلهيّة النص القرآني | وإشكالية خلوّ المصحف الإمام من النقط والشكل

A A

 

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

من الأمور المستقرّة عند عامة المسلمين التي لا يختلفون فيها: تصديقهم بكتاب الله العظيم، وجزمهم بحفظه من التبديل والتغيير والزيادة والنقصان، ومع كون هذا الجزم واليقين لا يتخالجه شكّ بحمد الله تعالى، إلا أنه ينبغي للمسلم المتبصّر أن يستزيد من الأدلة التي تورثه الطُّمأنينة، وتمكّنه من الجواب على أسئلة من يشكّك في يقينه، خاصة في زمننا الذي تطاول فيه المشككون في كل ثوابت الدين ومنه القرآن ونصوصه، وأصبحت للباطل منابر تصل إلى المخدّرات في بيوتهن..!

فإليك جملة من الدلائل على إلهية النص القرآني([1]):

أولها: لا يمكن القول بأن القرآن من وضع البشر، ولا من وضع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن سياقه ومادته تنفي ذلك، فلو كان من وضع النبي صلى الله عليه وسلم لبثّ فيه حياته الشخصية، ولما عاتب نفسه {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِين} [سورة التوبة:43]. وكشف سره للآخرين، مثل آية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [سورة الأحزاب:37]، وغيرها من الآيات القرآنية.

الثاني: أن الله سبحانه وتعالى نفى الريب والشك عن القرآن: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} [سورة البقرة:2]، ولو كان من وضع البشر لما خلا منه، ولا استطاع التحدي به، ونفي الريب والشك يتضمن نفي التحريف وما في معناه فتأمل.

ثالثا: وجّه الله تعالى كل من زعم بشرية القرآن أن ينظر في مضمونه ليعرف إلهيته، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُون} [سورة السجدة:3].

رابعا: ومن أساليب القرآن مع من زعم بشريته: التحدّي، فقد تحدى القرآن جميع المخلوقات من الإنس والجن، أن يأتوا بمثله أو ببعضه، وهذا التحدي وقع على ألفاظه وتراكيبه اللغوية، وما تحمله من قيمة علمية، فكل ذلك محفوظ إلى قيام الساعة، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين} [سورة هود:13] وقال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [سورة الإسراء:88].

خامسا: إحالة القرآن من زعم بشريته إلى معطيات واقعية ملموسة كالاعتبار بكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب حتى يكون بإمكانه أن يأتي بمثل هذه المعلومات في الدقة والسعة {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون} [سورة العنكبوت:48].

سادسا: عدم وجود الاختلاف فيه دليل على إلهيته، قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [سورة النساء:82]. فعدم وجود التضارب في الأحكام والأخبار دليل على أنه حق وصدق وليس من عند غير الله، ولو كان من وضع بشر لجهل أو نسي أو كذب.

سابعا: أن كثيرًا من معلومات القرآن لم تكن موجودة عند العرب؛ وبذا تحدى القرآن أهل ذلك الزمان كقوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين} [سورة هود:49].

ثامنا: أخبر الله تعالى أن لغة القرآن لغة معجزة لايستطيعها البشر، بل تحدّاهم على الاتيان بمثله، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين} [سورة النحل:103].

وكل هذه الأمور كان بإمكان أهل ذلك الزمن أن يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم بها، وهذه المعطيات الواقعية لاتزال قائمة، هذا بالإضافة إلى ما تناوله القرآن من تفصيل في شأن الكون وأصله، وتفصيل في الإنسان ومبدئه، وغير ذلك من الأمور التي تناولها أهل العلم التجريبي، ولم يستطيعوا تكذيب ما في القرآن، وإن حاولوا ذلك فإن الدليل السالم من المعارض يعجزهم.

ومع هذه الأدلة القطعية الشاهدة بحفظ القرآن وكونه من عند الله، وعجز البشر عن مجاراته، أو الاتيان بمثله أو بعضه، فإن الواقع العملي للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله شاهد أن هذا القرآن لا يمكن تحريفه، ولا وقوع الغلط فيه، وذلك راجع إلى أن المسلمين بعد جمع المصحف كان اعتمادهم على الحفظ لا على الخط، وكانت كل جهة وُجِّهَ إليها المصحف فيها من الصحابة من يُقْرئها، فكان زيد بن ثابت يُقرئ أهل المدينة، وكان عبد الله بن السائب يُقرأ أهل مكة، والمغيرة بن شهاب يُقرأ أهل الشام، وكان أبو عبد الرحمن السلمي يقرأ أهل الكوفة، وعامر بن عبد القيس يقرأ أهل البصرة([2]) ، وكان خط المصحف قد كُتب بحيث يحتمل ما صح نقله، وثبتت روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها خلت من النقط والتشكيل.

وما زعم بعض المستشرقين([3]) من إمكانية وقوع الغلط في القرآن بسبب ذلك، فإنه بعيد جدا، وجهل بضوابط القراءة عند المسلمين، وبطبيعة تداول القرآن بينهم، ومن الدلائل التي تبطل قولهم:

أولا: ما يتعلق بالنقط: فلو كانت القراءة تابعة للرسم كما يقول هؤلاء لصحت كل قراءة يحتملها الرسم، فإن بعض ما يحتمله الرسم لم يُقرأ به، ورُدَّه أهل العلم بالقراءة، مثل: قراءة حماد بن سلمة بن دينار([4]): {مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُون} [سورة الأعراف:48]. فإنه قرأها “تستكثرون” ولم ترد هذه القراءة في السبع، ولا العشر، ولا الأربع عشرة([5]).  “فإذا احتمل الرسم قراءة غير مروية، ولا ثابتة، ولا مسندة إسنادًا صحيحًا، رُدَّت، وكُذّبت، وكُفِّر متعمّدها”([6]).

ثانيا: ما يتعلق بالشكل: فتجرد المصحف عن الشكل جعله يحتمل عدة قراءات ومع ذلك لم يُقرأ بها، مثل قراءة المعتزلة: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء:164]. فإنهم نصبوا اسم الجلالة على المفعولية بدل رفعه على الفاعلية، ومع أن خلو المصحف من الشكل محتمل للقراءتين، لم يقرأ بها أحد من القراء، ولم ينسبها أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت القراءة بها كفرا وبهتانا، بل قد وقعت وقائع أن قرأ أناس بقراءات يحتملها الرسم ولم ترو عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسْتُتِيبَ أصحابها([7]).

ثالثا: ما احتمل من الرسم وجها صحيحا في اللغة: من المعلوم أنه توجد أحرف في القرآن برسم واحد لا يختلف في السور التي ورد فيها، ومع ذلك يختلف القراء في قراءته في بعض المواضع ويتفقون في بعض المواضع، فقد اتفقوا على قراءة {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [سورة الفاتحة:2]. مع أنه يجوز فيها رفع لام الجر من اسم الجلالة فتقول “الحمدُ لُله” ولم يقرأ أحد منهم بهذه القراءة مع أنه وجه عربي معروف عند اللغة خصوصا أهل البادية ويحتمله الرسم([8]). ومنه ما تجيز اللغة وقواعد النحو نطقه بأوجه مختلفة، ومع هذا لم يقرأه القراء إلا بوجه واحد. وهذا من أوضح الأدلة على أن القراءة لم يكن المعتمد فيها الرسم وحده، ولا على أوجه اللغة، ومن أمثلته إجماع القراء على ضم الميم من مُكث في قوله: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا} [سورة الإسراء:106]. مع أن اللغة تُجوِّزِ في الميم من مُكْثٍ الضم، والفتح، والكسر([9]).

ومع كل ما سبق فإن من عرف الشروط المتبعة عند علماء القراءة في قبولها عَلِمَ عِلْم يقين أنه لا يمكن أن يقع في القرآن سقط، أو تحريف، أو غلط، وهذه الشروط هي:

  1. تواتر القراءة، ويقصدون بالتواتر: ما وراه جماعة عن جماعة إلى منتهاه بحيث يفيد العلم من غير تعيين عدد.
  2. موافقة أحد المصاحف العثمانية التي أرسلها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار.
  3. موافقة وجه عربي من الأوجه التي عهدت عند العرب في خطابهم([10]).

فالتواتر وحده كشرط يعصم من الغلط والزلل، فكيف إذا انضاف إليه اشتراط موافقة خط المصحف العثماني، وموافقة الوجه العربي.

فهذه جملة من الأدلة القطعية على إلهية النص القرآني، تدل دلالة واضحة على نفي وقوع التحريف، والغلط في القرآن، ولو كتب بغير نقط وتشكيل، وشروط علماء القراءات في قبول القراءة أكبر دليل على استبعاد وجود غلط منشؤه التصحيف أو التحريف أو تعدد الأوجه في الكتابة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1])  يراجع كتاب «النبأ العظيم» لدراز فإنه كتاب عظيم في تثبيت هذه المعانى.

([2]) مناهل العرفان (1/413) للزرقاني.

([3]) ينظر: المذاهب الإسلامية(ص4) للمستشرق جولد زيهر

([4]) سير أعلام النبلاء (5/445).

([5]) ينظر إتحاف فضلاء البشر: (ص225) للبنا الدمياطي.

([6])منجد المقرئين ومرشد الطالبين (ص17) لابن الجزري.

([7]) طبقات القراء (2/198) لابن الجزري.

([8]) المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (1/38)

([9]) البحر المحيط (4/144) لأبي حيان.

([10]) منجد المقرئين ومرشد الطالبين (ص18) لابن الجزري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017