الخميس - 29 جمادى الأول 1447 هـ - 20 نوفمبر 2025 م

الغَرائِز الفطرية ووُجود الله

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

ما تفسير الغرائز الكامنة في أغوار الكائنات الحية؟

هذا السؤال من أكبر الأسئلة التي حيرت العلماء الماديين، وحين يتأمله ذووا الفِطَر السليمة فإنه لن يقودهم إلا إلى حقيقة ضرورية يجدها الإنسان؛ إن الله الذي خلق الخلق أودع في خلقه ما يدلّ عليه عز وجل، ومنها الغرائز الفطرية، وهي دوافع وميول كامنة في النفس، موجودة منذ الولادة، تدفعها إلى أعمال وسلوكيات تصب في مصالحها.

كالطفل ينساق إلى ارتضاع ثدي أمّه، وامتصاص الحليب منه لنُموّه وسد جوعه دون تعليم ولا تدريب([1]).

وكيف يعيش الطفل لو كان يحتاج منذ ولادته إلى تعليمٍ لطريقة التقام الثدي وكيفية مصه وطريقة ازدراد للحليب؟! وبأي الوسائل سنعلمه ذلك؟!

ثم ارجع البصر وتأمل في غريزة الأمومة، تلك التي تبدأ بحمل الطفل في أحشائها تسعة أشهر، لا تكترث أن يؤلمها طفلها بحركاته، ويشاركها في طعامها، ويمنعها من نومها وراحتها، ثم بعد كل ذلك لا تمانع أن تفديه بحياتها حين ولادته؛ إذ تكون بين الحياة والموت، فإن خرج أقبلت عليه بكل قلبها، وأغدقت عليه ينابيع رعايتها وحبها، وآثرته بنفسها حتى يشبّ، واقرأ عجائب “قصص الأمهات مع أبنائهن:

ابن يطعن أمه فتسعى في الشفاعات ألا يعاقَب أو يؤذَى!

وآخر يهجر أمه، فلا تكون لها في الحياة أمنية إلا في الجلوس معه!

ابن مشلول، وأم عجوز تقوم على شأنه بعد أن بلغت من الكبر عتيا!”([2])

وليس هذا مقصورًا على الإنسان بل هي في البهائم أعجب، فتأمل تفاني البطريق في حماية صغيره؛ حيث يظل حاميا لفرخه بين ساقيه طيلة أربعة أشهر دون تناول طعام، بل تعجب من أمومة التماسيح المتوحشة، كيف تدفن بيضها حفاظا عليه، وعندما يخرج صغارها تضعهم في فمها حتى يشتد عودهم، ثم إذا واجه الصغير أية خطورته كان فيُّ أمه الملاذ الآمن، ثم انظر إلى أنثى اللبان كيف يتوجب عليها أن تأكل جيدًا لترضع صغارها، وفي ذات الوقت الذي ينمو فيه صغيرها يتقلص حجمها هي ولا تمانع([3])!

لا أدري كيف تنتظم الحياة إن لم توجد غريزة الأمومة هذه؟!

والغرائز كثيرة يطول بنا المقام إن أردنا استقصاءها، ولعلنا نعرِّج هنا إلى ما ذكره القرآن، ألا وهي مملكة النحل وغرائزها، كتعاونهم وتكاتفهم على العمل والإنجاز، وانضباطهم في العمل المؤسسي، وتصميمهم العجيب للخلية الذي يسبق تصاميم خبراء الهندسة والرياضيات، وتفانيهم في حماية الخلية بحراستها وطرد كل من يحاول اختراقها ثم وقايتها من التعفن([4]).

ومن الغرائز البشرية التي لا يحسن إغفالها غريزة التدين.

فإن الإنسان يجد من نفسه افتقارا إلى من يعبده ويخضع له، ويتلهف إلى معونته ومدده ويبتهل إليه، كما شهد به المؤرخ الإغريقي بلوتارك بقوله: “لقد وجدنا في التاريخ مدنا بلا مدارس، ووجدنا في التاريخ مدنا بلا حصون، ووجدنا في التاريخ مدنا بلا مستشفيات، ولكن ما وجدنا في التاريخ مدنا بلا معابد”([5]).

وتنجلي هذه الغريزة إذا ادلهمَّت الخطوب على الإنسان، وانقطع أمله من أمثاله من المخلوقات، فيتوجّه ضرورة إلى الخالق، كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22]([6])

وإذا كان الإنسان لا بد له من دين، والإله أهم أركان التدين، دلَّ ذلك على ضرورة وجود الله سبحانه وتعالى.

فهذه بعض الغرائز، وغيرها كثير لا يكاد يخلو حيوان منها([7])، فكيف نفسر وجود هذه الغرائز؟ ومن أودعها وأوجدها؟

قد أجاب القرآن عن هذا حين سأل فرعون -المتظاهر بإنكار الخالق- عن الإله الذي يستحق أن يعبد، فردّ عليه سبحانه وتعالى بهذه المسألة الظاهرة التي لا يملك إنكارها، فقال: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] “فهدى كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهداية العامة المشاهدة في جميع المخلوقات، فكل مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عنه… وهذا كقوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] … ولهذا لما لم يكن لفرعون أن يعاند هذا الدليل القاطع عدل إلى المشاغبة، وحاد عن المقصود فقال لموسى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه: 51]“([8])

وكما عجَزَ فرعون عن الإجابة عن تفسير هذه الغرائز، فلا زالت هذه المسألة مُؤرّقة ومرهقة لأمثاله من المنكرين لوجود الخالق سبحانه وتعالى، يقول جوردن تايلر أحد دعاة نظرية التطور: “لو تساءلنا عن كيفية ظهور أول سلوك غريزي، وعن كيفية توارث هذا السلوك الغريزي لما وجدنا أية إجابة”([9]).

ولا غرابة فقد اعترف كبيرهم داروين أن الغرائز من أكبر الأدلة المبطلة لنظريته بقوله: “الكثير من الغرائز بديعة إلى درجة أنه من المحتمل أن نشأتها سوف تظهر للقارئ صعوبة كافية للإطاحة بنظريتي بالكامل”([10])

ولكن بعض الملحدين المكابرين فسرها تفسيرًا ماديا، وادعى أنها راجعة إلى الجين الأناني([11])، ويقصد بذلك أن هناك جين في الأحياء يريد أن يستأثر بالبقاء! ويدفع إلى السلوكيات التي تؤدي إلى ذلك، فتعريض الكائنات الحية أنفسها للخطر لتحيا صغارها ليس تضحية وتفانيا من أجلهم، وإنما ذلك بسبب ضغط الجين الأناني!

ويكفي لردّ هذا القول أن نقول: إنه مجرد مصادرة لا دليل عليها.

ولو سلمنا جدلا برأيه، فمن أوجد هذا الجين نفسه إذن! ثم من علّم هذه الجينات الصمّاء أن تدفع إلى مثل هذا السلوك وهي غير قادرة على التفكير، فاقدة للذكاء والعقل!؟

ولكن ما عبّر عنه في الحقيقة هي إحدى الغرائز الفطرية في الحيوانات، وهي غريزة الحفاظ على النسل، التي تُعتبر منَّة من الله للحفاظ على الحياة.

ومن محاولات منظري التطورية لتفسير هذه الغرائز، دعوى أنها تنتقل مع عملية التطور لمصلحة إبقاء الكائن الحي!

وهذه مكابرة ومناقضة لما أكّده داروين أصلًا من قبل، ثم هي دعوى غير مقبولة علميا بحسب (جوردن تايلر)؛ لأنها وإن قبلتها بعض الكائنات لكن لا يمكن تعميمها؛ فعاملات النحل والنمل مثلا عقيمات، فكيف تتم عملية الانتقال مع أن غرائزها تتطلب عقلا وذكاء بارعا!! وكذلك بناء الطيور لأعشاشها، وإنشاء القندس للسدود، يقتضي وجود نوع من الأنماط السلوكية المعقّدة؛ كالتصميم والتخطيط للمستقبل، ولا يتلاءم طبيعة جهازها العصبي مع ذلك([12]).

وإن سلمنا بقولهم فإننا لا نرى الغرائز تتطور مع تطور البناء الحيوي([13])، وعلى سبيل المثال: السمكة تضع بيضها تحت أحجار قاع البحر، فكيف تتطور هذه الغريزة لتصبح السمكة حيواناً بريّاً تقوده غريزته إلى بناء أعشاش خاصة على أطراف الأشجار([14])!!

ثم وإن صحّت هذه النظرية، فسيبقى السؤال قائما: من أنشأها أول مرة؟([15])

فهذه الغرائز الفطرية الباهرة المتوائمة مع نظام الكون لا يمكن أن تنشأ من تلقاء نفسها، فلو رأيت جهازًا بشريًّا صُنع على أحدث التصاميم وبأدق القياسات وأحسن الميزات، هل لك أن تصدق أو تتخيل أنها نشأت من نفسها، أو وُجدت صدفة، أو لا مصمم لها.

هيهات!

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

([1]) ينظر: العقيدة الإسلامية وأسسها لـ د. عبد الرحمن حسن حبنكة (ص89)، شموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص72).

([2]) شموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص 73).

([3]) ينظر: الأفلام الوثائقية في كل ذلك، وهي موجودة على الشبكة.

([4]) حيث أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن هذا بقوله: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} [النحل: 68، 69]، وللاستزادة ينظر: مقال من عجائب المخلوقات القرآن وأمة النحل على شبكة الألوكة  http://www.alukah.net/culture/0/71891/، وشاهد أيضا وثائقي كيف يصنع النحل العسل؟ https://www.youtube.com/watch?v=DKBCUQ5DjsE.

([5]) ولذا تجد في تاريخ البشر تنوع هائل في أنواع المعبودات، حتى إن بعضهم يعبد الحجر والبقر والجرذان!

([6]) والدراسات الغربية الحديثة تعترف بهذا ولكن بلغة أخرى، فهناك كثير من الدراسات التي تجرى على هذه الغريزة حتى صار يُبحث عن جين موجود في نفس الإنسان مسؤول عن التدين!! ينظر: شموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص 32).

([7]) كغريزة التناسل، وميل كل من الجنسين إلى الآخر، وطلب العيش، وحب البقاء، وحب الكمال والجمال، وحب الولد، ومما لوحظ من الغرائز على البهائم خاصة: بناء المسكن، والدفاع عن النفس وتدابير الحذر من المخاطر، والهجرة الجماعية المنظمة، وغيرها من الغرائز الفطرية.

([8]) تفسير السعدي (ص: 507)

([9]) نقلا عن: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة، مقال: الغريزة ونظرية التطور http://quran-m.com/quran/printarticles/2170.

([10]) أصل الأنواع لتشارلز داروين، ترجمة: مجدي المليجي (ص394).

([11]) ومن أشهر من ادعاها داعية الإلحاد الشهير وعالم الأحياء الأمريكي ريتشارد دوكنز في كتابه الذي سماه (الجين الأناني).

([12]) سر التطور العظيم لجوردن تايلر (ص 222)، نقلا عن: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة، مقال: الغريزة ونظرية التطور http://quran-m.com/quran/printarticles/2170.

([13]) كما استشكله داروين نفسه في كتابه أصل الأنواع، ينظر: (ص98).

([14]) فهذا مناقض لزعم التطوريين الذين يزعمون أن الطيور نشأت من الزواحف وهي نشأت من الأسماك.

([15]) ينظر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مقال: الغريزة ونظرية التطور http://quran-m.com/quran/printarticles/2170، وشموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص 72).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017