الخميس - 18 رمضان 1445 هـ - 28 مارس 2024 م

صفحات مشرقة من حياة العلامة أبي شعيب الدُّكَّالِي المغربي (ت1356)

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

 

 

مما يؤجر عليه الإنسان في هذه الدنيا ويكون له ذخرًا يوم القيامة أن يوَطِّن نفسه لنشر العلم النافع وبثه بين الناس، حتى تنجلي الظلمات عن طريقهم إلى الله تعالى، ويتضح لهم الصراط الذي أمر الله تعالى باتباعه بقوله تعالى: ]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ [الأنعام: 153]. فكان أول سالك لهذا الصراط في هذه الأمة المرحومة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممتثلًا قوله تعالى: ]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[.

فكل من نهج سبيله صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا الثناء، وممن نحسب أنه سلك هذا السبيل واقتفى أثره: عالم المغرب الأقصى ومحدثه، الشيخ العلامة أبوشعيب الدُّكَّالِي -رحمه الله- الذي سنسلط الضوء في هذه الصفحات -كحلقة في بحر زاخر بالدرر- على جزء يسير من حياته: نسبه ومولده، ونشأته العلمية ورحلاته، وشيوخه، وعقيدته ومنهجه، وتلامذته، والمناصب التي شغلها، وجهوده العلمية والدعوية، ثم وفاته رحمه الله.


 

نسب الشيخ أبي شعيب([1]) الدُّكَّالِي ومولده([2]):

هو شيخ الإسلام، وحافظ المغرب ومحدثه، العلامة المقرئ، الفقيه القاضي، أبو شعيب بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الدُّكَّالِي([3]) الصّْدِيقِي([4]) نسبًا، المجاور بمكة المكرمة، يكنى أبا زيد وأبا مدين، ينحدر من بيت مجدٍ اشتهر بالعلم والفضل والصلاح، فجده الشيخ عبد العزيز، وعماه: أبو شعيب ومحمد كلهم كانوا من علماء المغرب النجباء.

ولد الشيخ الدُّكَّالِي يوم الخميس 25 من ذي القَعدة عام (1295هـ/1878م)، في عهد السلطان العلوي مولاي الحسن الأول.

نشأته العلمية ورحلاته:

ما إن وصل الشيخ الدُّكَّالِي سن التعلم حتى اختار له أبوه فقيهًا خاصًّا به يتولى رعايته وتعليمه، وهو الشيخ محمد بن الـمْعَاشي، الذي حفظ على يديه القرآن الكريم بالقراءات السبع، ولما توفي أبوه وهو في الخامسة من عمره كفله عمه الشيخ محمد بن عبد العزيز الصديقي، حيث كان له الفضل في تعليمه وتلقينه، كما أخذ عن ولد عمه محمد بن عَزُّوز، وولد عمه الشيخ الطاهر قاضي مراكش، وكلهم كانوا من أهل العلم والخير والمروءة، هذا الطابع العلمي والجو المشحون بالحفظ والمدارسة جعل الشيخ الدُّكَّالِي على صغر سنه يُقبل على المتون العلمية المعروفة في ذلك العهد، يحفظها حفظًا متقنًا في وقت يسير، وكأنه يلتهمها التهامًا، مسجلًا في قوة الحفظ وسرعته مضربًا للمثل بين أقرانه وزملائه، فحفظ الآجروميةَ في النحو في يوم واحد، وألفيةَ ابن مالك في عشرة أيام بمعدل مائة بيت يوميًا، ومختصر خليل -رغم صعوبته- في أربعة أشهر، ثم حفظ لكل بيت من الألفية عشرةَ شواهد عليه من شعر العرب المحتج به عند أربابه، يعرف قائله ومناسبته.

وقبل أن يكمل الشيخ الدُّكَّالِي الثالثة عشر من عمره رحل إلى مراكش لتكون هذه الرحلة مناخًا ليُبرز فيه نابغة زمانه قوةَ حفظه؛ حيث أجريت مباراة لحفاظ متن مختصر خليل في الفقه المالكي بأمر من سلطان المغرب المولى الحسن الأول، فتقدم نخبة من طلبة العلم وحفاظ المتون، فكان الفوز من نصيب الشيخ الصغير، فأعجب به السلطان أيما إعجاب، بعد ما علم حفظه للقراءات السبع، وتمكنه من قواعد اللغة العربية وآدابها، مع ما يمتاز به من الذكاء الحاد والعارضة القوية في أدب وحسن أخلاق، وأمر له بصلتين وكسوتين قائلًا: “يضاعف لأبي شعيب لصغر سنِّه، وكبر فنِّه”.

وبعد هذه المكرمة الملكية توجه الشيخ الدُّكَّالِي لدراسة “مختصر خليل” وفك ألغازه على يد الفقيه عبدالسلام بن المعطي السّرغيني، بمقتضى ظهير حسني مؤرخ عام 1308هـ، إلى جانب حضوره مجالس العالم الجهبذ محمد بن إبراهيم السّبَاعي الإدريسي في مسجد ابن يوسف، ثم بعد مدة من هذا التكريم رحل أبو شعيب الدُّكَّالِي إلى مدينة فاس العامرة بالعلم والعلماء من أجل الاغتراف من حياض جامعة القرويين العتيدة وجامعها الكبير، فمكث فيها ثمانية أشهر، وبعدها رحل إلى الريف المغربي، وبقي هناك مدة سنتين، يزاول دروس القراءات، والحديث، والفقه.

وبعد هذا التحصيل العلمي والاستفادة من علماء المغرب الأجلّاء تشوّف الشيخ الدُّكَّالِي إلى الرحلة خارج بلده المغرب اقتداء بالسلف الصالح في الاستزادة من العلم الشرعي وتحصيله، فعزم على السفر إلى مصر ولم يتجاوز سنه العشرين، فمكث فيها طالبًا بالأزهر الشريف مدة ست سنوات كانت من أخصب سنين حياته الدراسية، أخذ خلالها عن عدد من جِلَّة علماء الأزهر وغيرهم ممن قدموا لمصر، وحصل على على شهادة الأزهر.

ثم رحل إلى مكة المكرمة خطيبًا ومعلمًا ومفتيًا، فكانت له فرصة ذهبية ليتزود من العلم وينهل من علوم العلماء الذين يقصدون بيت الله الحرام من شتى الأمصار، وسيأتي ذكر سبب رحلته إلى مكة المكرمة.

شيوخه:

ساهمت رحلات الشيخ الدُّكَّالِي العلمية في تعدد شيوخه وتنوع فنونه، خاصة عند مكوثه في بلاد الحرمين ولقائه بقاصدي الحج من خيرة العلماء وكبارهم، وتنقله بين الأمصار، وفي هذا السياق قال رحمه الله تعالى: “وأجازني الكثير لـمَّا جَاورت بمكة من وفُود الله من أهل اليمن، وأهل الشام، وأهل العراق، وأهل الهند”([5]).

وسنكتفي بذكر أشهر شيوخه وأبرزهم الذين نهل من علومهم وتربى على أيديهم:

– عمه الفقيه محمد بن عبدالعزيز الصديقي، وهو الذي كفله وتولى رعايته بعد وفاة أبيه عند سن الخامسة، فكان له الفضل في تعليمه وتلقينه.

– الشيخ محمد بن الـمْعَاشي، الذي حفظ على يديه القرآن الكريم بالقراءات السبع.

– الشيخ عبدالرحمن بن الفقيه الصديقي ابن عم أبيه (ت 1317هـ).

– ولد عمه الشيخ الطاهر بن حمو الصديقي قاضي الجماعة بمراكش وعالمها (ت1336هـ).

– ابن عمه الشيخ محمد بن عَزُّوز بن محمد الصديقي.

– الشيخ أبو حامد العربي بن محمد بن العربي البوزيدي الدكالي.

– الفقيه علي البُولاقي.

– العالم الجهبذ محمد بن إبراهيم السباعي الإدريسي (ت 1332هـ).

– الشيخ عبدالسلام بن المعطي (ت 1350هـ).

– شيخ الأزهر الفقيه المالكي سليم البشري (1248هـ – 1335هـ).

– الشيخ محمد عبده (1266هـ – 1323هـ)، درس عليه في الأزهر.

-شيخ الأزهر علي بن محمد الببلاوي الإدريسي الحسني المالكي (1251هـ- 1323 هـ).

– الشيخ المحدث أحمد الرِّفَاعي المالكي، من كبار علماء الأزهر (ت 1325هـ).

– محمد الطيمُومِي (ت 1314هـ).

– العلامة المحدث الأديب والمؤرخ عبدالرزاق البَيْطَار الدمشقي (ت 1335هـ).

– محمد بدر الدين الدمشقي (ت 1354هـ).

– الشيخ أحمد بن عيسى النَّجْدي (ت 1329هـ).

– العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي (1271 هـ – 1354 هـ).

– الشيخ محمد محمود التركزي الشنقيطي النسابة اللغوي، الشهير بولد التلاميذ (1245 هـ – 1322 هـ).

عقيدته ومنهجه:

كان الشيخ الدُّكَّالِي منافحًا عن منهج سلف هذه الأمة، محاربًا للبدع والخرافات، وبهذا شهد له القريب والبعيد، كما أن هذا المنهج الذي ارتضاه هو ما رشَّحه ليكون خطيبًا ومعلمًا في المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما سيأتي في ذكره في (ص 11).

وفي هذا الصدد ما سطره علال الفاسي -رحمه الله- في رثاء شيخه أبي شعيب -رحمه الله- قائلًا: “كان الفقيد في الرعيل الأول من أشياخنا الذين نعوا على التقليد وحاربوا الجمود ودعوا إلى التحرُّر من قيود العصور الأخيرة المنحطَّة، والسمو بالفكر إلى مستوى السلفية الأولى التي تعبد الله خالصًا له الدين، توحي بالعقل في الفهم والتفهيم، وترجع إلى القرآن والسنة في البرهنة والتدليل”.

وقد تشرب علال الفاسي السلفية من شيخه حتى كانت همه الوحيد وشغله الشاغل في إنجاح مسيرته الدعوية فقال: “إن مستقبل الإسلام إنما هو في نجاح السلفية الصحيحة، أي في أن يقتنع المسلمون بضرورة العمل بكتاب الله وسنة رسوله…” ([6]).

ومما يدل على منهج الشيخ الدُّكَّالِي وتشبعه بما كان عليه السلف الصالح ما وقع من مناظرة بينه وبين العلامة محمد العربي العلوي الذي كان صوفيًّا تيجانيًّا فرجع إلى المنهج السلفي والعقيدة الصحيحة، بل أصبح العلامة العلوي مناظرًا بالطريقة نفسها التي اقتبسها من شيخه العلامة الدُّكَّالِي وكانت سببًا في هدايته، فأتت أكلها مع العلامة النبيه تقي الدين الهلالي الذي كان قبل المناظرة صوفيًّا تيجانيًّا، وبهذا تكون توبة الهلالي إلى المنهج السلفي من حسنات العلامة العربي العلوي، كما أن توبة العلوي من حسنات العلامة الدُّكَّالِي، وكان من منن الله تعالى على الدكالي يوم كان في مكة المكرمة أن انكب على حفظ الأحاديث النبوية، حيث وجد العلماء بها على خلاف ما بمصر؛ إذ العالم في مكة من يعي كتاب الله، ويحفظ الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم([7]).

والذي ساعد العلامة الدكالي أيضًا في تكوين منهجه وتمكينه ما أنعم الله عليه به أن حفظ الموطأ منذ صغره وأكثر من مطالعة التمهيد لابن عبدالبر الذي مهد له المكانة السامية بين العلماء بمكة وغيرها([8]).

ولعله من المناسب أن نورد شهادات لبعض أعلام المغرب يتضح من خلالها جليًّا منهج العلامة الدُّكَّالِي:

– قال عنه عبدالله الجراري: “ففي سنة خمس([9]) وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة قدم إلى المغرب ويمم فاس، وحظي بالتجلة والإكرام عند السلطان المرحوم المولى عبد الحفيظ، وقد حصل له من الشفوف والحظوة لديه ما عزّ نظيره، وتهافت عليه علماء فاس وطلبتها وأعيانها، وأقبلوا عليه باعتناء كبير، في هذا الظرف شمّر عن ساعد الجدّ لمحاربة البدع ونصر السنة، ومقاومة الخرافات والأباطيل”([10]).

– وقال أيضًا: “كان ينادي بردّ الناس إلى الكتاب والسنة، ويحضّهم على اتباع مذهب السلف الصالح، ونبذ ما يؤدّي إلى الخلاف وما ينشأ عنه من الحيرة والدوران في منعرجات الطرق؛ لأن الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ولا أمتًا؛ هو طريق السنة والكتاب”([11]).

– وقال عنه عبدالسلام ابن سودة: “الشيخ الإمام علم الأعلام، المحدّث المفسّر الرّاوية على طريق أيمة الاجتهاد، آخر الحفاظ بالديار المغربية ومحدثها ومفسرها من غير منازع ولا معارض”([12]).

– وقال عنه عبد الحفيظ الفاسي: “إمام في علوم الحديث والسنة… متظاهر بالعمل بالحديث، والتمذهب به قولًا وعملًا، داعية إليه، ناصر له”([13]).

– وقال عبدالله كنون: “قام الشيخ أبو شعيب الدُّكَّالِي بدعوته التي كان لها غايتان شريفتان: الأولى إحياء علم الحديث ونشره على نطاق واسع.. والثانية -وهي بيت القصيد- الأخذ بالسنة والعلم بها في العقائد والعبادات؛ فقد جهر في ذلك بدعوة الحق، ودل على النهج القويم، والصراط المستقيم، بالبرهان الساطع والحجة الناصعة، وندد بالخرافات والأوهام، وأطاح بالدعاوي الباطلة والأقوال الواهية، وبيَّن وجه الصواب في كل مسألة من مسائل الخلاف الفقهي، وأقنع خصوم الدعوة قبل أنصارها بما لم يجدوا فيه دفعًا ولا له ردًّا، وهكذا حدث تحول كبير في مفهوم الاجتهاد والتقليد بالنسبة إلى أدلة الفقه، وتخفف العلماء من التقيد بالنصوص المذهبية، ومالوا إلى الترجيح والعمل بالسنة عند ثبوتها ونبذ ما خالفها. وكذلك ضعف الاعتقاد في المشايخ وتقديس الأموات، والغلو في الطرقية، والتعلق بتعاليمها التي ما أنزل الله بها من سلطان”([14]).

– وقال محمد السائح عن الشيخ أبي شعيب: “وقد اتصل صدى حركة الإصلاح التي كان يقوم بها الشيخ بالقصر؛ فصدرت بها ظهائر شريفة([15]) تؤيد تلك الحركة، منها ظهير في منع ما يقوم به بعض أرباب الزوايا، مما يعد قذى في عين الدين وبهقا في غرّة محاسنه”([16]).

– وقال الرحالي الفاروقي: “فقد كان هذا الشيخ -رحمه الله- علمًا من أعلام المغرب الشاهقة، وفذًّا من الأفذاذ الذين يُفتخر بهم في ميادين المعرفة والإصلاح، وفي خدمة الكتاب والسنة، ورفع رايتهما، ونشر معانيهما، وإقامة أحكامهما؛ بل كان يُعتبر من الرعيل الأول في المغرب الذين أخذوا على أنفسهم إحياء العقيدة السلفية، وبعث الروح الإسلامية الصحيحة في النفوس؛ باعتماد وحي الكتاب العزيز، ووحي سنة الذي لا ينطق عن الهوى، ونبذ ما سوى ذلك من الأقوال الموهومة، والعقائد المشبوهة، والخرافات المدسوسة، التي أخّرت سير المسلمين، وشوهت سمعة الإسلام”([17]).

وقد كان الشيخ الدُّكَّالِي -رحمه الله تعالى- مع شدة اللين التي يتمتع به آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وفي هذا الصدد يقول عبدالله الجراري: “والشيخ الدُّكَّالِي -رحمة الله عليه- عمد إلى شجرة كانت بباب لبيبة جوار ضريح سيدي المنكود المجاور للسور الأندلسيّ وقطعها؛ إذ كان النساء يعقدن بها تمائم وحروزًا وشعورًا وخرقًا رجاء دفع ما كان يجول في خواطرهن من هواجس وأوهام سببها الجهل، ولا غرابة! ما دام الشيخ من رواد السلفيّة الصادقة ومحاربة كل ما يمتُّ بصلة إلى الخرف والشعوذة؛ تنقية للأفكار وتطهيرها من آثار الخرافات والوثنية”([18]).

تلامذته:

من الصعب جدًّا أن يُحصر طلاب شيخ مثل الشيخ الدُّكَّالِي لكثرة تنقلاته ورحلاته العلمية داخل المغرب وخارجه، فما إن ذاع صيته وانتشر خبره وهو بمكة حتى شُدَّت الرحال للنيل من بحر علومه، وتوافد عليه الجمُّ الغفير من طلبة العلم، من أهل المغرب، ومصر، والشام، وأهل العراق، واليمن، والحجاز، وبلاد الحرمين، والهند، وجَاوة، وبُخَارى، وقَازان، والتُّرك، وإنْدونيسيَا، وغيرها من البلاد، ممن حج أو اعتمر أو جاور بمكة، لذا سنقتصر على ذكر أبرز من تتلمذ على يديه، ولم تذكر المصادر التي اطلعت عليها تلامذة الشيخ من غير المغرب إلا المحدث عمر بن حمدان رحمه الله:

– شيخ الإسلام العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي (ت: 1384هـ).

– الشيخ هِدايَةُ الله الفارسي الهندي (ت: 1335هـ).

– الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نزيل الزبير بالبصرة (ت: 1351هـ).

– المحدث الحافظ أبو حامد البطَاوْرِي الرباطي (ت: 1355هـ).

– العلامة القاضي الأديب أحمد سكيرج الفاسي (ت: 1363هـ).

– الشيخ العلامة الحاج سيدي مسعود بن أحمد الوَفْقَاوِي السُّوسي (ت: 1366هـ) لازم الشيخ في الحرمين.

– العلامة المؤرخ أبو عبدالله محمد بن عبدالسلام السايح الأندلسي الرباطي (ت: 1367ﻫ).

– الشيخ المحدث عمر بن حمْدان المحْرسي التونسي نزيل الحرم (ت: 1368هـ).

– الشيخ محمد الحجُّوجي الفاسي الحسني الدّمْنَاتي (ت: 1370هـ).

– الفقيه المفسر محمد بن الحسن الحَجْوي الثعالبي الفاسي (ت: 1376هـ).

– القاضي المحدث الفقيه الأديب الشريف محمد الـمَدَني بن الغازي ابن الـحسنِي العَلَمي (ت: 1378هـ).

– المؤرخ الفقيه محمد المختار السوسي (1383هـ).

– العلامة المشارك القاضي عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي الفهري (ت1383هـ).

– والشاعر الأديب محمد الجزولي (ت: 1393هـ).

– العلامة المناضل علال الفاسي (ت: 1394هـ).

– العلامة محمد العابد الفاسي (ت: 1395هـ).

– العلامة المؤرخ الكبير عبدالسلام بن عبدالقادر ابن سودة المري (ت: 1400هـ).

– العلامة الأديب عبدالله الـجراري (ت: 1402هـ).

– العلامة المؤرخ محمد بن داود التطواني (ت: 1404هـ).

– العلامة المقرئ الفقيه المكي بن أحمد بربيش، شيخ قراء الرباط في المغرب، كان من كبار تلاميذته وكان هو القارئ لكتب العلم التي يدرسها الشيخ الدُّكَّالِي.

– الشيخ المحدث الرَّحّالي الفَارُوقي السّرغِيني (ت: 1405هـ).

-العلامة الأديب عبدالله كَنون (ت: 1409هـ).

– الأستاذ البحاثة إبراهيم بن محمد الكتاني (ت: 1411هـ).

– العلامة المفسر محمد المكي الناصري (ت: 1414هـ).

المناصب التي شغلها:

خلال تواجد الشيخ الدُّكَّالِي بمصر بعث أمير مكة الشريف عون الرفيق إلى مشيخة الأزهر يطلب منهم أن يوجهوا إليه إمامًا ومفتيًا وخطيبًا للحرم المكي يكون عالمًا متضلعًا مطلعًا على الكتاب والسنة، وذلك بسبب قوة ظهور الدعوة السلفية في نجد والتي وصلت إلى الحجاز، فرشح شيخُ الأزهر الشيخ سليم البشري أبا شعيب الدُّكَّالِي رغم أنه لم يتجاوز 28 من عمره([19])، فلما وصل الشيخ الدكالي إلى مكة قام من غده يمارس وظائفه التي أسندت إليه، من دروس علمية، وخطابة في الحرم المكي، إلى الإفتاء على المذاهب الأربعة، فاشتهر أمره، وذاع صيته.

قال الدكتور محمد رياض: (فبالرغم من الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب التي بدأت في زمن متقدم في رحاب نجد وما جاورها، وكانت هذه الدعوة تتعلق أساسًا بإصلاح العقيدة وما علق بها من شوائب. إلا أن آثار هذه الحركة لم تكن انتشرت في ربوع الحجاز جميعها؛ لأن الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هم آل سعود وعلى رأسهم الأمير عبدالعزيز رحمه الله، وكانت الحجاز آنذاك لم تدخل في نطاق ولايتهم.

وكانت أصداء هذه الحركة تصل إلى رحاب مكة والمدينة وغيرها من أراضي الحجاز عن طريق العلماء الذين كانوا يأتون من نجد لزيارة الحرمين الشريفين، إما بالحج أو العمرة.

وكانت تلك الدعوة المنبعثة في ظل المذهب الحنبلي تنحو منحى المطالبة بالدليل في جميع الأحكام الشرعية، فضلا عن نقاء العقيدة على ما كان عليه لسلف قبل دخول الأهواء وتعدد الآراء.

وهذا الموقف هو الذي حدا بالشريف الرفيق عون أن يبعث إلى الأزهر لإرسال عالم مطلع على الكتاب والسنة والعلوم الشرعية عموما يتولى الخطابة والتدريس والإفتاء في ظل الحرمين الشريفين، وكان من رشح لهذه المهمة هو الشيخ أبو شعيب الدُّكَّالي رحمه الله)([20]).

حظي الشيخ الدُّكَّالِي خلال مكوثه بمكة بمنزلة حسنة عند أميرها: عون الرفيق باشا، فأكرمه وبالغ في احترامه وتعظيمه، وقدَّمه في مجالس العلماء، وخطب له ابنة أحد وزرائه لتكون زوجة له، رزق منها أولادًا في طليعتهم الشاعر الأديب الشيخ عبدالرحمن الدُّكَّالِي (1327 هـ- 1404 هـ)، وخلال هذه المجاورة للبيت العتيق أجازه عدد من علماء المسلمين الوافدين على بيت الله الحرام من اليمن والشام والعراق والهند، فتم له بذلك ما لم يجتمع لغيره، وصار بحق وجدارة فريد زمانه، والمتفوق على أقرانه.

وفي سنة (1328هـ/1910م) قفل الشيخ راجعًا إلى المغرب بدعوة مُلِحَّة من السلطان المولى عبدالحفيظ، بعدما انتشر صيته واشتهر أمره في المشرق والمغرب، فحظي بالإجلال والاحترام عند السلطان المولى عبدالحفيظ فولاه رئاسة الدروس الحديثية العليا التي كانت تُلقى بحضرته بفاس، وولاه سنة (1329هـ) منصب القضاء بمدينة مراكش، فانتهزها فرصة ذهبية تصدى خلالها لنشر العلم وتدريسه بكلية القرويين، وعقد المجالس لطلاب العلم في شتى الفنون، كما نذر نفسه لمهمة الإصلاح، فعكف على تصحيح العقائد الفاسدة والعبادات المبتدعة، مقاومًا الخرافات والأباطيل بالحجج الدامغة والأدلة الناصعة، مع ما حباه الله به من سلامة الصدر، والسعي في إيصال الخير لكافة الناس، والتواضع وحسن الأخلاق، حتى أعطى ثمارًا يانعة ممن تخرج على يده ولازم دروسه من علماء المغرب.

ولما بُويع السلطان المولى يوسف ولاه وزارة العدل والمعارف سنة (1330هـ)، كما أسند له رئاسة مجلس الاستئناف الشرعي لما أحدثه سنة (1332هـ)، وأبلى في ذلك البلاء الحسن، إلى أن استعفى سنة (1342هـ) لأسباب صحية، فمنح لقب وزير شرفي.

جهوده العلمية والدعوية:

لم تثن أبا شعيب المناصبُ التي شغلها عن التدريس والخطابة والوعظ والدعوة ونشر العلم، متنقلًا بين المدن داخل المغرب وخارجه، فكان إذا استقر بمدينته الرباط يلقي ثلاثة دروس يوميًا؛ بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب.

وكان لأبي شعيب الفضل بعد الله تعالى في إحياء تدريس فنٍّ من أعظم الفنون وأجل العلوم، ألا وهو تفسير القرآن الكريم، الذي كان ممنوعًا بسبب خرافة انتشرت عند بعض الجهلاء وانخدع بها كثير من العلماء والحكام بدعوى: أنه إذا فُسر القرآن مات السلطان، إذ حدث في عهد السلطان سليمان العلوي (ت 1238هـ) أن دخل إلى بعض المساجد في فاس الصوفي أحمد التيجاني (ت 1230هـ) -وكان السلطان يعظمه- فوجد الشيخَ الطيب بن كيران (ت 1227هـ) يُدرِّس التفسير فقال للسلطان مستغربًا ومستنكرًا: “مثل هذا العالِم يُدرِّس التفسير؟! سيكون ذلك وَبالًا وخرابًا على الأمة والسلطان”، فتوقفت دراسة التفسير في المغرب منذ ذلك الوقت، أي قرابة قرن من الزمن، وأصبح يُقرأ تلاوةً وسردًا للتبرك به، وليس دراسة علمية، حتى جاء أبو شعيب الدُّكَّالِي -رحمه الله- فأحيا دراسته وتعليمه، وقال قولته المشهورة: “بسم الله نُفسِّر القرآن، ولا يموت السلطان”. ففسّر القرآن وعاش السلطان.

وكان يُدرِّس طلابه تفسير النسفي، كما قام بتدريس السنة النبوية وعلومها وشرح كتب الحديث، بعد أن كانت تقرأ متون الأحاديث فقط على سبيل التبرُّك، دون التمعُّن في معانيها أو الاستفادة من مراميها، يُدرِّس أمهات الكتب الحديثية بأسانيده المتصلة ويختمها، وعلى رأس القائمة الكتب الستة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، وكتاب الشفا للقاضي عياض.

استطاع الدُّكَّالِي -رحمه الله- بهذا المنهج أن ينشر الوعي العلمي في المغرب، باعتبار القرآن الكريم والسنة النبوية المصدرين الأساسيين في مسيرة التصحيح والتقويم، للرجوع بالأمة الإسلامية إلى الطريق السليم والمنهج القويم، بعيدًا عن الشركيات والخرافات والبدع، وبمنأى عن مظاهر الشعوذة التي كانت شائعة حينئذ، وبهذا الجهد الجبار حصلت في المغرب نهضة علمية سلفية كبيرة.

ولم يكتف العلامة الدُّكَّالِي بما سبق ذكره، بل خصص للفقه درسًا يبث بين الطلاب ما تعلمه جالبًا لذلك الأدلة، فشرح مختصرَ خليل المعتمدَ عند المالكية في المغرب بإرجاع كل مسألة إلى دليلها.

كما درّس الدُّكَّالِي -رحمه الله- علومًا جمة: كالقراءات والناسخ والمنسوخ والمصطلح والنحو والصرف والبلاغة والأدب والشعر…

وفاته رحمه الله:

توفي شيخ الإسلام أبو شعيب الدُّكَّالِي -رحمه الله- يوم الجمعة السابع من جمادى الأولى عام (1356هـ) الموافق لـ 16/7/1937م، بعد مرض لازم فيه الفراش، فحضر جنازته العلماء والأشراف، والوزراء، وسائر طبقات الناس، ودُفن يوم السبت بمدينة الرباط، فرحمه الله رحمة واسعة على ما قدم للإسلام والمسلمين، وأسكنه أعلى جناته.

([1]) هذه التسمية مشهورة في المغرب وتنطق باللهجة الدارجة هكذا: (بُوشْعَيْب).

([2]) مصادر ترجمة:

– “إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع”، لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، ت: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1997م.

– “أعلام المغرب العربي”، لعبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية بالرباط، 1399هـ/1979م.

– “الحركة السلفية الإسلامية بالمغرب ونزول الشيخ أبي شعيب الدكالي بالرباط”، لمحمد بن عبدالسلام السائح، مجلة دعوة الحق، السنة 12، العدد 2.

– “الشيخ أبو شعيب الدكالي: أكاديمية علمية تسير على رجليها، وتغير معها مجرى التاريخ”، لعبدالحكيم بركاش، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط ط1، 1989م.

– الشيخ المبدع محمد بن عبدالسلام السائح: عبدالله الجراري، ضمن شخصيات مغربية 4، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 1399هـ/1979م.

– “المجالس العلمية السلطانية على عهد الدولة العلوية الشريفة”، لآسية البلغيثي، ط/ وزراة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، 1416هـ/1996م.

– “المحدث الحافظ أبو شعيب الدكالي”، لعبدالله الجراري، ضمن سلسلة شخصيات مغربية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1396هـ /1976م.

– “ترجمة شيخنا العلامة المحدث أبي شعيب الدكالي”، لتلميذه جعفر بن خالد الناصري ت: بن عزوز ، المركز التراث الثقافي ، الدار البيضاء، و دار ابن حزم، لبنان، ط1، ، 2005م.

– “سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال”، لعبدالسلام بن عبدالقادر ابن سودة المري، ت: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ط1 ، 1997م.

– “شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية، مع ذكر ثلة من تلاميذه وآثاره”، د.محمد رياض، ط1، 1426هـ/2005م.

– “مختصر العروة الوثقى في مشيخة أهل العلم والتقى”، لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي، ت: د. محمد بن عزوز، دار ابن حزم، ط1، 1324هـ/2003م.

– “من أعلام المغرب العربي في القرن الرابع عشر: لعبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، دار البيارق، ط1، 2001م.

– “نظم الدرر واللآلي في ترجمة أبي شعيب الدكالي”، مقال لمحمد عز الدين الإدريسي، نشر في مجلة دعوة الحق، العدد 294 جمادى 1-جمادى 2/ نونبر-دجنبر 1992م.

([3]) نسبة إلى دُكَّالَة، وهي منطقة تاريخية تقع بين مدينة الدار البيضاء شمالًا ومراكش شرقًا وعبدة جنوبًا والمحيط الأطلسي غربًا، وعاصمتها هي مدينة الجديدة.

([4]) نسبة إلى قرية الصّْدِيقَاتِ (تنطق باللهجة المغربية بتسكين الصاد وقلب القاف كافًا معقوفة: الصديگات) بمدينة الغربية القدسمة المسماة بمشتراية التابعة لمنطقة دكالة. انظر “شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي”، لمحمد رياض.

([5]) نظم الدرر واللآلي في ترجمة أبي شعيب الدكالي: مقال لمحمد عز الدين المعيار الإدريسي، منشور في مجلة دعوة الحق، العدد 294 جمادى 1-جمادى 2/ نونبر-دجنبر 1992م.

([6]) “المحدث الحافظ أبو شعيب الدكالي” (ص 9)

([7]) انظر “شيخ الإسلام أبو شعيب” (ص 176).

([8]) المرجع السابق.

([9]) ذكر الدكتور محمد رياض أن الشيخ أبا شعيب رجع للمغرب سنة 1328 هـ وعلل ذلك بأنه أدرك مدة قصيرة من إمارة الشريف حسين بن علي آخر من حكم مكة من الأشراف. (ص 171).

([10]) “شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي” (ص 419)

([11]) “المحدث الحافظ” (ص80).

([12]) “سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال” (ص 82).

([13]) “معجم الشيوخ” المسمى: “رياض الجنة” أو “المدهش المطرب” 2/142.

([14]) مجلة “دعوة الحق” التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، العدد 7 سنة 1969م (ص 8)

([15]) الظهير الشريف أو الظهير الملكي هو مرسوم يقوم بإصداره ملك المغرب

([16]) مجلة “دعوة الحق، العدد 2 سنة 1969م (ص39)

([17]) “شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي” (ص51-52).

([18]) “المحدث الحافظ” (ص30-31).

([19]) قال الشيخ سليم البشري للملك عباس الخديوي حاكم مصر آنذاك: إن لدينا بالأزهر الشريف شابًّا مغربيا نابغة، وحافظًا للقرآن الكريم بقراءاته كلها، وواعيا للسنة النبوية، سأخاطبه في هذا الشأن، فإن قبل فهو أهل لذلك. “شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي” (ص 169).

([20]) شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي” (ص 172).

ردان على “صفحات مشرقة من حياة العلامة أبي شعيب الدُّكَّالِي المغربي (ت1356)”

  1. يقول د/ محمد المعتمد يوسف الرياض كليات الفارابي:

    بارك الله لكم جهودكم ووفقكم لنشر تلك الكنوز الغائبة ليعرف طلبة العلم ما غاب عنهم من أعلام

  2. يقول عبد الله:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لعل أعلم الناس له من الأحياء الشيخ محمد الأمين بو خبزة.
    فلو راجعتموه.. لعل عنده ما يحملكم على مراجعة شيء مما تفضلتم به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

دعاوى المابعدية ومُتكلِّمة التيميَّة ..حول التراث التيمي وشروح المعاصرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في السنوات الأخيرة الماضية وإزاء الانفتاح الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي والتلاقح الفكري بين المدارس أُفرِز ما يُمكن أن نسمِّيه حراكًا معرفيًّا يقوم على التنقيح وعدم الجمود والتقليد، أبان هذا الحراك عن جانبه الإيجابي من نهضة علمية ونموّ معرفي أدى إلى انشغال الشباب بالعلوم الشرعية والتأصيل المدرسي وعلوم […]

وثيقة تراثية في خبر محنة ابن تيمية (تتضمَّن إبطالَ ابنِ تيمية لحكمِ ابن مخلوف بحبسه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمةً للعالمين، وبعد: هذا تحقيقٌ لنصٍّ وردت فيه الأجوبة التي أجاب بها شيخ الإسلام ابن تيمية على الحكم القضائيّ بالحبس الذي أصدره قاضي القضاة بالديار المصرية في العهد المملوكي زين الدين ابن مخلوف المالكي. والشيخ كان قد أشار إلى هذه […]

ترجمة الشيخ المسند إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق بن سفر علي بن أكبر علي المكي. ويعُرف بمولوي إعزاز الحق. مولده ونشأته: ولد رحمه الله في عام 1365هـ في قرية (ميرانغلوا)، من إقليم أراكان غرب بورما. وقد نشأ يتيمًا، فقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فنشأ […]

عرض وتعريف بكتاب: “قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: (قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية). اسـم المؤلف: الدكتور سلطان بن علي الفيفي. الطبعة: الأولى. سنة الطبع: 1445هـ- 2024م. عدد الصفحات: (503) صفحة، في مجلد واحد. الناشر: مسك للنشر والتوزيع – الأردن. أصل الكتاب: رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف […]

دفع الإشكال عن حديث: «وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من أصول أهل السنّة التي يذكرونها في عقائدهم: السمعُ والطاعة لولاة أمور المسلمين، وعدم الخروج عليهم بفسقهم أو ظلمهم، وذلك لما يترتب على هذا الخروج من مفاسد أعظم في الدماء والأموال والأعراض كما هو معلوم. وقد دأب كثير من الخارجين عن السنة في هذا الباب -من الخوارج ومن سار […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017