تغريدات في التعريف بكتاب من شبهات الحداثيين حول الصحيحين
1- لم يترك الحداثيون شيئا من ثوابت الإسلام إلا وخاضوا فيه تغييرا وتبديلًا، ولم يتركوا مصدرًا من مصادر التشريع في الدين إلا ومارسوا عليه مناهجهم النقدية، وتجديدهم المزعوم، وفي هذه التغريدات سنتعرف على كتاب مهم تناول موقفهم من الصحيحين.
2-اسم الكتاب: من شبهات الحداثيين حول الصحيحين (عرض ونقد).
موضوعه: يتناول الكتاب موقف الحداثيين من الصحيحين، وشبهاتهم حولهما، ولا شك أن الصحيحين لهما مكانتهما العظمى عند المسلمين، وتدار حولهما رحى الشبهات لأن الطعن فيهما هو البوابة للطعن في السنة كلها.
3-ذكر المؤلف أن الحداثة ليس لها تعريف دقيق؛ لكنها تدل على من يجتمع فيهم التقرب والتقمص لكل فكر غربي معاصر خاصة لو كان معاديًا للدين، والتنصل من كل موروث حضاري إسلامي، وقطع الصلة بالثوابت، والدعوة إلى قراءات معاصرة للدين.
4- يقوم المنهج الحداثي على الفردية في التعامل مع الكتاب والسنة، فكل أحد ينظر إلى الوحي كما يحلو له، ونتيجة ذلك: فوضوية القراءة للنص الديني والخروج بآلاف التأويلات للنص الواحد حسب هوى كل من يقرؤه قراءة معاصرة!
5- هذا الكتاب قسمه المؤلف إلى تمهيد، ومقدمة، وأربعة مباحث وخاتمة.
وقد ذكر تعريف الحداثة في التمهيد لغة واصطلاحا، وبين أسباب نشأتها وأن من أهم تلك الأسباب أن الحداثة كانت ردة فعل للطغيان الكنسي في المجتمع الغربي، وأن ركنه الركين هو تقديس العقل والتمحور عليه والتمرد على الثوابت.
6- من أسباب ظهور الحداثة في المشرق العربي والإسلامي:
1/ الشعور بالدونية أمام الفكر الغربي.
2/ الانهزامية أمام الحضارة الغربية والخلط بين الحضارة المادية والفكر.
3/ ضحالة الثقافة الإسلامية.
7- بدأ المؤلف بسرد الشبهات التي تعلق بها الحداثيون للطعن في الصحيحين، وقسمها إلى مسارات كبيرة، وداخل كل مسار ذكر موقف الحداثيين من الصحيحين وإجراءاتهم وقراءتهم لهما، فكان المبحث الأول في البعد عن التجرد والموضوعية.
8- من أمثلة بعد الحداثيين عن التجرد والموضوعية أنهم ينطلقون من أحكام مسبقة، فيكذبون الروايات بناء على تلك الأحكام وليس بناء على الرواية نفسها وطريقة الوصول إليها وعدالة راويها وما إلى ذلك، وممن فعل هذا: سامر الإسلامبولي في عدة أحاديث من الصحيحين.
9- ومن أمثلة عدم الموضوعية: التعنت في فهم الروايات وإخضاعها للدوافع النفسية، فكل حديث لا يتماشى مع المزاج الحداثي، فإنهم يرون أنه وضع لدوافع من أحد الرواة في السند، ولكن ما هو الدافع؟ وكيف نتحقق منه وهو أمر نفسي؟ وكيف نفعل بالحديث من الطرق الأخرى؟ كل هذه لا جواب عنها!
10- ذكر المؤلف في المبحث الثاني مسارا آخر من مسارات الحداثيين وهو: مخالفة الأمانة العلمية، ويتبدى ذلك في بتر النصوص لتدعيم موقفهم كما فعله جمال البنا مثلا مع حديث (أمرت أن أقاتل الناس) فذكر أن أسانيده مليئة بالمدلسين، وقد تغاضى عن أسانيد البخاري ومسلم للحديث وليس فيها مدلس واحد!
11- ومن أمثلة مخالفة الأمانة العلمية عند الحداثيين: عدم الأمانة في نقل النصوص ونسبتها إلى مصادرها، وذلك كما يفعله بعض الحداثيين من إحداث شروط للصحيحين يزعمون أنها شروط البخاري ومسلم ليخرجوا بعض الأحاديث، وهي ليست من شروطهما.
12- في المبحث الثالث تحدث المؤلف عن مسار آخر، وهو: تبني المغالطات والدعاوي وتعميم الأحكام، ومن أمثلة ذلك: تبني المغالطات التاريخية واللغوية لإثبات آرائهم، كأن يكذبوا بعض أحاديث أبي هريرة ويقدحوا فيه فقط لتأخر إسلامه إلى سنة 7هـ، ولا ندري كيف يصبح هذا مطعنًا في صدقه وعدالته.
13- ومن أمثلة المغالطات والدعاوى، تبنيهم لدعاوى بلا دليل صحيح، كما فعل سامر الإسلامبولي مع حديث (البيعان كل واحد منهما بالخيار) فقد رد الحديث بتهمة أن الراوي تورط في بيع لم يستطع أن يتخلص منه إلا بهذه الرواية!
14- ومن أمثلة هذا المسار: تعميم الأحكام، أو تزييفها! فمثلا يدعي سامر الإسلامبولي أن البخاري يرفض أحاديث مسلم، ومسلم يرفض أحاديث البخاري لعدم تطابق الشروط، وهذا غير صحيح، فكون الحديث ليس من شرط أحدهما لا يعني رفض الحديث!
15- في المبحث الرابع ذكر المؤلف مسارا آخر وهو: تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه، ومن ذلك إنكار بعض الحقائق الغيبية الواردة في الروايات، ورد الروايات بدعوى مخالفتها للعقل، ويحق لنا أن نسألهم: أي عقل يكون حاكمًا على الأحاديث؟ أهو عقل الإسلامبولي أم حنفي أم البنا أم شحرور؟
16- الكتاب مهم في بابه، ويبين كيف تعامل الحداثيون مع الصحيحين وكيف تحاملوا عليهما، ومارسوا منهجية الفوضى في ردهما! وقد اقتصر الكاتب على سامر الإسلامبولي وجمال البنا؛ لكنهما يعطيان تصورا عن منهج الحداثيين بلا شك.
17- في مركز سلف سلسلة بعنوان: (دفع الشبه الغوية عن أحاديث خير البرية) تهتم برد الشبهات المثارة على الأحاديث النبوية من قبل الحداثيين وغيرهم، بتناول كل حديث أثيرت حوله شبهة وبيان حقيقة هذه الشبهة ومدى صدقها ثم تفنيدها.
18- كما أن في المركز عدة مقالات عن موقف الحداثيين من السنة منها:
تطرف التيار العقلاني الحداثي في الموقف من الكتاب والسنة
و: عقلنة النص.
عقلَنةُ النَّص (اعتراضُ الصَّحابة على بعض الأحاديث وتوظيف الحداثيِّين)
و: حينَ ينتقِدُ الحداثيّون صحيحَ البخاري (حسن حنفي أنموذجًا)