الثلاثاء - 07 ذو الحجة 1446 هـ - 03 يونيو 2025 م

القدوةُ وأثرها إسقاطًا وإبرازًا

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

هل غابت القدوات في زماننا الحاضر؟ أو غُيِّبت وهُمشت؟ أو أعطيت أماكنهم للتافهين كي يقودوا الأمة إلى ما لا تحمد عاقبته من شبهات وشهوات؟

سؤال لا يحتاج الجواب عليه إلى كثير نظر ولا إلى إعمال فكر!

ثم ما هي الآثار المترتبة على المجتمع عند إسقاط القدوات الحقيقية أو تغييبها؟

لا يخفى أن حاجة النشء للقدوة في الزمن الحاضر ملحة وضرورية، ورغبة الشباب في رؤية الأسوة شديدة، ممن يحث هممهم ويرفع مستوى اعتزازهم بدينهم وانتمائهم لأمتهم، ويُفترض أن للعلماء والدعاة والمبدعين والناجحين الحظَّ الأوفر والنصيب الأكبر في الظفر بهذه المكانة؛ لأنهم صمام أمان للشباب من الغواية والتردي إلى الاقتداء بمن يروج لهم فَسَدَةُ الإعلام، فهم أنصار الشرع وقادة النجاح لعالم الإبداع، يبينون للناس الحق من الباطل، والهدى من الضلال، ففي كل زمان يظهر في هذه الأمة من علماء ورواد حضارة ونهضة وفكر واستقامة وصلاح، مَن هم شامة في جبينها، وتاج على مفرقها، يحق للأمة إلى اليوم أن تفخر بهم، وتستهدي بهم، وتسعى لترميزهم.

ورغم ما تواجهه الأمة من عقبات كبيرة تحول بينها وبين معرفة قدواتها الـمُصلِحة، ورغم ما تعانيه من محاولات لقطع صلة الأمة بماضيها التليد؛ إلا أن الله يمن على هذه الأمة بمن يجدد لها أمر دينها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»([1]).

وعند حديثنا عن القدوة والأسوة تشخص بنا الأبصار إلى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم؛ قال الله سبحانه وتعالى: ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[ [الأحزاب: 21]. ثم إلى الاقتداء بصحابته الكرام؛ لما لهم من الفضائل والمكارم التي تميزهم عن بقية الناس؛ فهم عايشوا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدوا نزول الوحي، وأثنى عليهم ربنا تعالى في كتابه العزيز في غير ما آية، وحثنا النبي عليه الصلاة والسلام على اتِّباعهم والاقتداء بسلوكهم، كما قال عليه الصلاة والسلام: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «… فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ …»([3]). ثم يأتي من بعدهم علماء التابعين ومن تبعهم بإحسان.

والعلماء في الجملة لم يَغيبوا عن قضايا الواقع ومجريات الأحداث، ولم يغفلوا عن مستجدات العصر وما يحل بالأمة من مدلهمات، بل كان لهم دور في معالجة المستجدات والنوازل والعناية بها، وذلك بمعرفة أسبابها، والعمل على إيجاد حلول لها، وأجوبة على ملابساتها، ونظر في مآلاتها وعواقبها، بما حباهم الله به من علم وفهم وبيان، وحجج مستمدة من نصوص الكتاب والسنة كما كان أسلافهم الأوائل. وكل ذلك متفاوت بتفاوت الزمان والمكان، وما وهبه الله لكل منهم من قدرات وقوى..

فهل يُشَكُّ أن من لا يريدون بالأمة خيرا قد علموا هذه المكانة التي يتبوؤها العلماء عند المسلمين، فعملوا جاهدين في تصويب سهامهم نحو هؤلاء القدوات؟ ثم عملوا جاهدين لإسقاطهم من مكانتهم، وإحلال سَقَطِ المتاع مكانهم؟ فكلما برز عالم أو مصلح أو مبدع، وكثر طلابه ومُحبُّوه، استشاط غضبا من لا يريدون لشبابنا النجاح والفلاح، فيتصيدون له الأخطاء، ويتتبعون له الزلات، فإن وجدوا شيئا طاروا به، وإن لم يجدوا اختلقوا وزوروا، فيتولى الجهلةُ الزمام بعد ذلك لقيادة الأمة إلى حيث عطبها، وإلى حيث يريد أعداؤها، فلا يكاد يجد العامةُ قدوةً راشدة مرشدة، ولا علماء يثقون فيهم وفي علمهم وديانتهم، فيلهث النشء وراء قدوات مصطنعة مزيفة، لمعها إعلام فاسد وروَّج لها، وبذلك يتحول الشباب من مؤسسين لحصون تَقِي الأمةَ الشرورَ إلى هادمين مخربين متبعين للشبهات، ومن نافعين لمجتمعهم منتجين إلى تافهين فارغين يتسارعون وراء الشهوات.

ومن المخاطر الحقيقية التي تواجه المجتمع: إسقاط من يبث العلم الصحيح المنبعث من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والوعي السليم، والطريقة المعتدلة، ويبين للناس الطريق الصحيح المستقيم ويدُلُّـهم عليه.

فكم هي المعاناة التي ستعيشها الأمة جرَّاء التمرد على من يسعى جاهدا لجمع شمل الأمة، وتوحيد كلمتها ضد أعدائها، والالتفاف حول قياداتها، والاهتداء بهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام، واتباع سبيل المؤمنين من الصحابة ومن تبعهم بإحسان؟!

وكيف يُتصور المجتمعُ إذا غُيِّبَ عنه من يكشف مخططات الأعداء ومؤامراتهم، ويحذر من الأفكار الهدامة والشهوات المهلكة، ويقود الشباب إلى بر الأمان ليكونوا صالحين في أنفسهم مصلحين لأمتهم؟

فمهما تعددت الفتن من كل جانب وكثرت، واشتدت الظلمات، فإن تسليط الضوء على القدوات الصالحة في جميع مناحي الحياة واتخاذهم قدوة في الخير وإبراز مكانتهم، والرجوع إليهم واستشارتهم والالتفاف حولهم هو السبيل الأمثل والطريق الأسهل للخروج من الفتن، بتقديم الآراء السديدة، والنصائح المفيدة؛ لأن الفتن والشرور يراها العلماء وهي مقبلة، ولا يدركها العامة إلا وهي مدبرة، فنظرهم أسدّ، ورأيهم أحكم.

وسنعرض بعض ما يواجه المجتمع من مخاطر إذا ما أسقطت القدوات الحقيقية:

  • اتخاذ الرؤوس الجهال ممن يتجرأ على الفتاوى الخاصة والعامة، فيفتي في الدماء والأعراض والأموال، فيَهلَك ويُهلِك.
  • تعريض الأجيال إلى الانسياق وراء من يحسبونهم قدوة في البطولة والشجاعة والمواجهة من ممثلين ومغنيين وراقصين وماجنين.
  • الشعور بالتبعية للأعداء، وأننا لا قدوة لنا إلا ما كان في بطون الكتب مسطورًا نظريًّا لا تطبيق له في أرض الواقع، حتى نسمع من يقول: أنتم تأتوننا دائما بقدوات من الماضي، نريد قدوات من الحاضر.
  • التخبط بين الطرق والمناهج بحثًا عن سلوك السبيل القويم، والتأثر بالفرق الضالة غلوًّا وجفاءً، عقديًا ومنهجيًا وسلوكيًا.

ولكل داء دواء، ولكل مسألة حل، فلا بد للخروج من أزمة تغييب القدوات من حلول ناجعة ناجحة في عودتهم إلى الصدارة:

  • إبراز العلماء والمصلحين والمخترعين والمفكرين من هذه الأمة قديمًا وحديثًا وما أكثرهم، وتسليط الضوء عليهم في المجالس الخاصة والعامة، وعلى قدراتهم وكفاءاتهم العلمية ودورها في صناعة الحضارة الإنسانية حتى يكونوا نبراسًا للشباب الصاعد.
  • العمل على نشر الوعي في المجتمع، بأن القدوة تكون في الخير وفيما ينفع البلاد والعباد ويسعى لتحقيق المصالح الدنيوية والأخروية.
  • مساندة الإعلام الهادف الذي يُبقي الصورة الحقيقية للقدوات دون تشويه ولا خداع، والسعي الجاد لإنشاء قنوات إعلامية تفوق إعلام أعدائنا أو توازيه؛ فمن يواجهنا بالشاشة ويدخل بيوتنا ليُظهِر لنا القدوات المصطنعة المزيفة، لا بد أن نقتحم عليه أسوارَه وشاشاتِه لنُظهر له ما عندنا.
  • عقد مؤتمرات وندوات تهدف إلى إعادة الثقة في العلماء والمصلحين، والحث على احترام مكانتهم وتوقيرهم تعبدًا لله تعالى، مع التحذير الشديد من التفلت والتطاول على من وهبهم الله شرف حمل إرث النبوة.
  • ترغيب المسلمين في الجهود الفردية المثمرة ليصبحوا قدوة لغيرهم في نشر الخير، فيكون الآباء قدوة للأولاد، والمعلمون قدوة للطلاب، والمدراء قدوة للموظفين…

وخلاصة القول: إننا نحتاج في زماننا إلى معرفة القدوات، والسير على خطاهم، فبالاقتداء بهم ستستعيد الأمة -بإذن الله تعالى- مجدها ومكانتها وعزها، مُشكِّلةً بوحدتِـها واجتماعها قوةً داخلية وخارجية، ومحافظةً على قيمها ومبادئها.

 

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

([1])  رواه أبو داود في سننه (4293)، والحاكم في مستدركه (8592)، والبيهقي في معرفة السنن (100)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.

([2])  رواه الترمذي في سننه (3662)، وأحمد في المسند (23293)، والحاكم (4451)، وغيرهم، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مرفوعا.

([3])  رواه أبو داود في سننه (4609)، والترمذي في سننه (2676)، وابن ماجه (42)، مرفوعا من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017