السبت - 19 جمادى الآخر 1446 هـ - 21 ديسمبر 2024 م

ماذا خسر الغرب حينما كفر بنبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟

A A

جوانب ممَّا خسره الغرب:

إنَّ المجتمع الغربيَّ المتوغِل في الحضارة الماديةِ اليومَ خسر تحقيقَ السعادة للبشريةِ، السعادة التي لا غنى في تحقيقها عن الوحي الذي أنزل الله على أنبيائه ورسله، والذي يوضح للإنسان طريقَها، ويرسم له الخططَ الحكيمةَ في كلّ ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته([1]).

الحضارة دون الوحي قدّمت للإنسان الغربي الوسائل ولم تقدِّم له الغايات، قدمت له الرفاهية المادية وحرمته السكينة الروحيةَ، منحته المادة وسلبته الروح، أعطته العلمَ وحرمته الإيمان، ناهيك عما صنعه أهل هذه الحضارة بغيرهم من الشعوب، لقد قتل الغربُ الآخرين ليحيا، وصنع من جماجمهم حجارة لبناء رفاهيته، وزخرف أبنيته بدمائهم، حضارة لم تجن على الإنسان وحده، بل على البيئة من حوله، فلوَّثتها بدخانِ مصانعها، وفضلاتها، وآثارِ إشعاعها، ونفاياتها النووية، وتدخُّلاتها الكيماوية في النبات والحيوان([2]).

وقد حدَّد أنور الجندي مواطنَ الداء في هذه الحضارة فقال: (يكمن زيفُ الحضارة الغربية في مقاتلها الحقيقية وهي: قيامُها على الربا، ونسبيَّة الأخلاق، وموقفها الفاسد من المرأة والأسرة والمجتمع)([3]).

 

وأما واقع المرأة الغربية المزري فحدِّث ولا حرج: كم عدد المغتصَبات يوميًّا؟! ومنهن من يُغتصبن من قبل آبائهن! وكم طفلًا يموت سنويًّا بين إجهاض متعمَّد أو قتلٍ فور الولادة؟! وكم شابة تحمِل سفاحًا كلَّ أسبوع؟! وكم عدد الشاذِّين جِنسيًّا؟! وكم عدد الكلاب المدرَّبة على ممارسة الجنس مع النساء والرجال؟!وكم جريمة سَرِقة وسطوٍ مسلَّح؟! وكم عدد المتعاطين للمخدرات؟! الإحصائيات تثبت تورُّط الكثير من المجتمع الغربي في مثل هذه الجرائم، ولولا كثرة الإحصائيات وسهولة الوصول إليها لنقَلنا بَعضَها.

الضلالُ في مسألة العبودية:

أيضًا من إشكالية الغرب حين خسر الوحي ضلالُه في مسألة العبودية، فالمجتمع الغربي يعاني من ظاهرة الوثنية التي هي أحطُّ مستويات التخلُّف، وكثير من دعاة المدنية المادية لا ينتبه لظاهرة الوثنية في المجتمع الغربي؛ كونه يعتقد أن الوثنية هي السجود لصنم فقط، بينما مفهوم الوثنية في القرآن أوسع من ذلك نتيجة سعة مفهوم العبودية، فإن الانصياع التام للهوى الشخصي واللذة الخاصة عبادة للهوى؛ ولذلك قال سبحانه وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]. وتبعًا لتأليه الهوى فإن الإنسان الخاضع لمتطلبات المادة خضوعًا تامًّا جعله النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا للمال، فقال: «تَعِس عبد الدينار، تعِس عبد الدرهم»([4]).

وقدِ انبنى على هذا النقص في مفهوم الحضارة لدى الغرب أن عاش الإنسان الغربي حياةَ القلق والأرق، وهي غالبًا ما تكون نتيجتها الانتحار.

يقول الأديب القاصّ الدكتور نجيب الكيلاني عن الحضارة الغربيّة: (وفي ظل هذه الحضارة تضعضعتِ القِيَم الروحيةُ للإنسان، وعاش الإنسان قَلِقًا حزينًا، وهو الذي تقلَّب على فراش مِن حرير!)([5]).

وهذا جون فوستر دالاس -وزير الخارجية الأمريكي الشهير في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور وصاحب كتاب (حرب أم سلام)- خصص فصلًا من كتابه بعنوان: (حاجتنا الروحية) بيَّن فيه ما ينقص أمريكا، فقال: (إن الأمر لا يتعلق بالماديات، فلدينا أعظم إنتاج عالمي في الأشياء المادية، إنَّ ما ينقصنا هو إيمان صحيح قويٌّ، فبدونه يكون كل ما لدينا قليلًا. وهذا النقص لا يعوِّضه السياسيون مهما بلغَت قدرتهم، أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتُهم، أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم، أو القنابل مهما بلغت قوتها)([6]).

إن العدالة وحقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب لا يمكن أن تتحقَّق بدون مخاطبة الروح وتأنيب الضمير، فالإنسان القويّ بطبعه قد يعتدي على الضعيف دون رادع، وقد يُهلك الحرث والنسل، فالطغيان يفعل الأفاعيل، يقول د. طه جابر العلواني: “رغم أن الفكر الغربيَّ نجح في التقدم العلمي، فإنه قصّر في مخاطبة الجوانب الإنسانية في المجتمع، وأصبحت الحضارة الغربية قائمةً على صراع القوي ضد الضعيف”([7])، ويقول العلامة المجدد ابن باديس رحمه الله: “المدنيّة الغربية هي مدنيّة مادّيّة في نهجها وغايتها ونتائجها، فالقوة عندها فوق الحقِّ والعدل والرحمة والإحسان”([8]).

لذا لا يمكن وصف من ملك هذه القوة والترسانة الحربية والتقنية الذكية بالصلاح دون الإيمان، فأي صلاح دون الوحي؟! يقول أبو الحسن الندوي: “إن فتوحات العلم الحديث لا يسع أي إنسان إنكارها، ولكنه عاجز تمامًا عن إنشاء أفرادٍ صالحين مؤمنين، وهذا أكبر هزائم الحضارة الغربية”([9])، وقال علي عزت بيجوفيتش في كتابه (الإسلام بين الشرق والغرب): (المادية تؤكد دائمًا ما هو مشترك بين الحيوان والإنسان، بينما يؤكد الدين على ما يفرق بينهما)([10]).

ولعلّ من أكبر أسباب الخلل عندهم خطأهم في مفهوم السيادة: يقول مارسيل بوازار: (إن السيادة حسب المصطلح الغربي تعني: سلطة وحيدة لا يعلَى عليها، تجمع كل النـزعات والقوى داخل المجتمع، وأما في العقيدة الإسلامية فإن الله هو المصدر الأسمى لهذه السيادة، والتعبير عن إرادته ماثل في القرآن، وليس للنبي([11]) ولا خلفائه والرؤساء الدينين أي سلطة إلا بالتفويض. ولما كانت الشريعة مفروضةً على الجميع فإن كل مؤمن هو خليفة الله في الأرض. وأولو الأمر في المجالين الروحي والزمني -الديني والدنيوي- لا يملكون سلطة مطلقة، وإنما هي في خدمة الجماعة لتنفيذ أحكام الشريعة، وليس في وسعهم أن يدَّعوا أي عِصمة في تفسير التوجيهات الإلهية؛ لأن هذه العصمة تكمن في إجماع الأمّة. إن الجماعة المسلمة لم تنشِئ أبدًا -لا نظريًّا ولا عمليًّا- حكومة دينية ثيوقراطية، كما زعموا ذلك في أكثر الأحيان بغير حق في الغرب. إن المصطلح ذاته -حكومة دينية- فيه مفارقة، فالخليفة ليس رئيسًا دينيًّا، وفوق هذا لم يحدث أبدًا أن حكمت المجتمع الإسلامي طبقة كهنوتيّة؛ لسبب واضح وهو أن الكنيسة مؤسسة غريبة عن الإسلام. فالحكومة الإسلامية ليست حكومة دينية حيث إن صلاحيتها الوحيدة هي تطبيق الشريعة الموحى بها. وهكذا تتميز السلطة هنا عن النظام الديمقراطي الغربي بالمعنى المتعارف عليه بوجه عام؛ لأنها تفرض نظريًّا بعض المؤسسات، كما تفرض عمليًّا عددًا من المعايير الأخلاقية. بينما تسمح الديمقراطية ذات الطابع الغربي أن يختار الناس المؤسسات والمعايير حسب الاحتياجات والرغبات السائدة في عصرهم)([12]).

ومن أسباب ابتعادهم عن المعاني الروحيّة وانهماكهم في الماديّة توقّع معاداة الدّين للدنيا:

يقول الفيلسوف البريطاني برتراند رسل في مقال له بعنوان: كيف أعاقت الكنائس التقدم: (قد تظنُّ -أيها القارئ- أنني أذهب بعيدًا عن الواقع إذا قلت لك: إن هذا لا يزال واقعَ الحال، فهناك طرق كثيرة جدًّا تتبعها الكنيسة في الوقت الحاضر لإنـزال البلايا وصنوف من العذاب التي لا داعي لها بمختلف أنواع البشر، وذلك بإصرارها على ما قد اختارت أن تسمِّيَه: الأخلاقيات. وكما نعلم جميعًا، فإن الكنيسة لا تزال في أغلبها تعادِي التقدُّم وكلَّ ما من شأنه تخفيف معاناة العالم، فهي قدِ اعتادَت أن تطبعَ مجموعة من قواعد السلوك المتزمِّت والتي لا علاقة لها بسعادة الإنسان، بما تسميه: الأخلاقيات. يجب علينا أن ننهض ونتدَّبر واقعَ أمر العالم، إن العالم المليء بالخير يحتاج إلى المعرفةِ ورقّة العواطف والشجاعة، إنه يحتاج إلى نظرة جسورة وإلى عقلٍ حرّ، إنه يحتاج إلى أملٍ في المستقبل. لقد عارضت الكنيسة جاليليو، وفي الأيام التي بلغت فيها أعظم سلطانها فإنها ذهبت إلى أبعدِ مدى في معارضة حياة العقل والتفكير، فلقد كتب البابا جريجوري الكبير (590م-604م) إلى أحد أساقفته رسالة يقول فيها: لقد وصلَنا تقرير لا نستطيع تذكّره دون حمرة الوجه خجلًا: ذلك أنك تشرح قواعد اللغة –اللاتينية- إلى بعض الأصدقاء)([13]).

لماذا يتقدّمون على المسلمين إذًا؟

بقاء القيادة والريادة عندهم اليوم هو بسبب أن غيرهم لم يأخذ بأسباب السيادة والريادة، وهذا تفسير وتحليل في منتهى الدِّقة، وهو من مفهوم قول الله تعالى: {وَلَنْ يجْعلَ اللَّهُ لِلكافِرِينَ عَلَى الْمؤْمِنينَ سَبِيلًا} [النساء: 141].

فلم يتسلَّط الكفار في كثير من العقود على المسلمين إلا بسبب تقصيرهم، وقد استظهر العلامَة الطاهر بن عاشور رحمه الله ما يتبادر إلى الذهن من أوّل وهلة من تعارض هذه الآية مع واقع المسلمين اليوم، فقال رحمه الله: (فإن قلت: إذا كان وعدًا لم يجز تخلفه، ونحن نرى الكافرين ينتصرون على المؤمنين انتصارًا بيّنًا، وربما تملَّكوا بلادهم وطال ذلك، فكيف تأويل هذا الوعد؟! قلت: إن أريد بالكافرين والمؤمنين الطائفتان المعهودتان بقرينة القصة فالإشكال زائل؛ لأن الله جعل عاقبة النصر أيامئذ للمؤمنين، وقطع دابر القوم الذين ظلموا، فلم يلبثوا أن ثُقفوا وأخذوا وقتلوا تقتيلًا، ودخلت بقيتهم في الإسلام، فأصبحوا أنصارًا للدين. وإن أريد العموم فالمقصود من المؤمنين المؤمنون الخُلَّص الذين تلبسوا بالإيمان بسائر أحواله وأصوله وفروعه، ولو استقام المؤمنون على ذلك لما نال الكافرون منهم منالًا، ولدفعوا عن أنفسهم خيبة وخبالًا)([14]).

ختامًا: يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (ومعلوم أنَّ طغيان المادة على الروح يهدِّد العالم أجمع بخطر داهم وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن، وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السماوات والأرض; لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبدًا)([15]).

ومصداقًا لما قاله الشيخ رحمه الله ننقل عن حياة الغرب اليوم ونحن مع مطلع عام 2021م:

كتب أحد الفضلاء عن ظروف العيش في أمريكا عام 2020م بعد أن انتشرتِ المظاهراتُ الغَاضبةُ في جميعِ ولاياتِ أَمْريكا، وفقدان أكثر من 40 مليون أمريكي لوظائفهم، وأن أكثر من 2,5 مليون ونصف أمريكي تقدَّموا بطلبات معونةٍ من الحكومة الأمريكية في خلال أسبوعٍ واحدٍ، ناهيك عن حَجْمَ الخَرابِ والتدمير والتحريق والتكسير والنهب والسرقة والقتل والفساد والبلطجة، فيقول للمغترين بالغرب: تَعالَ لترى شَعْبًا قد أثقلتْهُ الديون، ويعيش على المعونات، تَعالَ لترَى حجْمَ المدْمنينَ والسّكَارى والمتسكِّعينَ، تعالَ لتقْعدَ مع القَاعدينَ، تعالَ لتعيشَ عالةً على مساعدات الحكومة. تعالَ لِترى طبيبًا ومهندسًا ومدرسًا وموظفًا محترمًا يعملون في المطاعم وبعض الحرف -ولا أحبُّ ذكرها حتى لا يَظُنَّ ظانٌّ أنني أعيبُ حِرْفةً ما- تعالَ لترى آلافًا من الأسر المسلمة تنتظر القيمة المالية في كارد الولفير والميديكيت كلَّ شهرٍ لشراء الاحتياجات اليومية.

لا تظُنَّنَّ أنَّ شهادتك الجامعيةَ ستُساعدُك على الحصول على وظيفةٍ ومرتبٍ كبيرٍ في غمضةِ عينٍ، لو كان الأمرُ كذلك لكانَ أبناءُ أمريكا أحقَّ بها وأَهْلَهَا.. تعالَ لترى عشراتِ الآلاف من خريجي الجامعات الأمريكية لا يجدونَ وظائفَ.

سَلْ مَنْ تعرفه ممَّنْ يعيشون في أمريكا عن راتبه الذي يتقاضاه وعن قيمة إيجارِ شقَّةٍ صغيرةٍ -غرفة واحدة وصالة فقط تبدأ من 1300$ إلى 1800$ في إيجار شهري ويعيش فيها 6 أفراد وأحيانًا أكثر من ذلك بكثير، وبعضهم يبيتُ في المطبخ أو يفترشُ الأرض في مدخل الشقة أو ينام بين السريرين- وقيمة فواتير الكهرباء والغاز والتليفون والتأمين ومصروفات أُخرى كطعام وغيره وكم يتبقى له من المرتب؟!

سلْ وابحثْ عن عدد مرضى الاكتئاب والأمراض النفسية بسبب ضيق المعاش وقلةِ المالِ؛ لترى حجمَ الكوارث التي يعيشُها أبناءُ أمريكا وأوروبا.

لا تَغْترَّ بما يُكْتَبُ في الجرائد عن ثراء تلك الدول… لا تنظرْ إلى زخارفها وزينتها… وسلْ أهلَها: كيف يعيشون؟!

إنها شُعوبٌ عاشتْ لشهواتها وملذَّاتها، يأكلون ويشربون كما تأكلُ وتشربُ الأنعامُ، وليس لهم همٌّ ولا مأْربٌ آخر؛ لأنهم لا يَعرفون رَبًّا ولا دِينًا([16]).

والحمد لله على نعمة الإسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/ 505).

([2]) الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة (ص: 101).

([3]) مقدمات العلوم والمناهج (4/ 224).

([4]) أخرجه البخاري (2887).

([5]) الإسلامية والقوى المضادة (ص: 50).

([6]) انظر: مقال: التاريخ تقرره الأفكار لا الأسلحة، د. حسين آل بكر، مجلة مقاربات، العدد (5).

([7]) مجلة المجلة، العدد (829)، عام 1996م.

([8]) ابن باديس.. حياته وآثاره، عمار الطالبي (1/ 356).

([9]) الإسلام والغرب (ص: 27).

([10]) موسوعة نور الحكمة، د. جهاد علي (ص: 295).

([11]) لا يصحّ قرن النبي صلى الله عليه وسلم بالخلفاء والرؤساء في هذا السياق؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يوحى إليه من ربه، وطاعته تابعة لطاعة الله تعالى، فله السلطة المطلقة بإرسال الله تعالى له.

([12]) M. Boisard: Ľ humanisme de l’ Islam, pp. 14 -150.

([13]) Bertrand Russel: why I am not A Christian? pp. 15-18.

([14]) التحرير والتنوير (5/ 238).

([15]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/ 505).

([16]) كتبه الشيخ محمد فاروق الحنبلي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 20 يونيو 2020م.

رد واحد على “ماذا خسر الغرب حينما كفر بنبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟”

  1. يقول أبو بشار:

    نفع الله بك وبعلمك وزادك علما وعملا وإيمانا وصعودا ورفع قدرك في الدنيا ورزقك من فيض نعيمه في الآخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017