الأربعاء - 06 شعبان 1446 هـ - 05 فبراير 2025 م

ليلة القدر ..بين تعظيم الشرع واعتقاد العامة

A A

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عظم الشرع بعض الأوقات لمعنى أو لمصلحة أودعها فيها، وهذا المعنى وهذه المصلحة هما قصد الشارع من التعظيم، فينبغي مراعاة قصد الشارع من جهة الشرع لا من جهة اعتقاد المكلف؛ لأن الشرع جاء لمخالفة الإنسان داعية هواه والتزامه بالشرع، وأحيانا يتوارد المعنى الشرعي مع اعتقاد المكلف وقصده لكن ينبغي للمكلف أن يخلص الفعل لقصد الشارع ويلغي هواه، وهذا يقع كثيرا في المعاني التي يحمد عليها الإنسان من كرم وشجاعة وحلم، فهي ممدوحة شرعا مستحسنة عقلا لكن الثواب لا يكون عليها لمجرد استحسانها بل لفعلها وفق مراد الشرع.

ومن الظروف التي عظمها الشارع شهر رمضان بأكمله، وعظّم فيه العشر الأواخر، وجعلها أفضل الليالي، وعظّم في العشر ليلة خاصة وهي ليلة القدر؛ فجعلها خيرا من ألف شهر.

ويمكن تلمس تعظيم هذه الليلة في الشرع من خلال ما تميزت به ومنه:

  • أ‌- أنها أنزل القرآن وهي خير من ألف شهر قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر} عن ابن عباس قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا، فجعل في بيت العزة، ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة”([1]).

وقيل إن ابتداء النزول كان في ليلة القدر، وهذا قول الجمهور([2]) {ليْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر} [سورة القدر:3]. عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالَى: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: ٣] قال: “خير من ألف شهر، ليس فيها ‌ليلة ‌القدر”([3])

  • ب‌- أن مقادير الخلائق تنزل فيها وتفصل قال تعالى: {فيهَا يُفرَقُ كُل أَمر حَكيم} [سورة الدخان:4]. “قيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: بلى، قيل: فما معنى ليلة القدر؟ قال: سوق المقادير إلى المواقيت، وتنفيذ القضاء المقدر. وقال الأزهري: “ليلة القدر”: أي ليلة العظمة والشرف من قول الناس: لفلان عند الأمير قدر، أي جاه ومنزلة، ويقال: قدرت، فلانا أي عظمته. قال الله تعالى: “وما قدروا الله حق قدره” أي ما عظموه حق تعظيمه”([4]).
  • ت‌- أنها خير كلها لقوله تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر} [سورة القدر:5]. قال قتادة: من كل أمر سلام “أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر”([5])
  • ث‌- ميزة الشهر كله اجتمعت فيها قال عليه الصلاة والسلام: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”([6]).
  • ج‌- هي في الشرع مبهمة غير محددة ولا معلومة ولكن مظنتها هي العشر الأواخر قال عليه الصلاة والسلام: “أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر”([7]). قال أبو بكر بن العربي بعد أن حكى الخلاف فيها:” فهذه ثلاثة عشر قولًا الصحيح منها أنها لا تعلم، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم -، قد حض على رمضان وحض بالتخصيص العشر الأواخر، وكان -صلى الله عليه وسلم -فيها يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر، وصدق -صلى الله عليه وسلم -أنها في العشر الأواخر وفي الأحاديث دليل. بين على أنها منتقلة غير مخصوصة بليلة لأن رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم -، خرجت في عام ليلة إحدى وعشرين، واستفتاه رجل ليختار له عند عجزه عن عموم الجميع فاختار له ليلة ثلاث وعشرين، وما كان عليه السلام ليبخس المستشير حظه منها”([8])
  • ح‌- كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف التماسا لها قال عليه الصلاة والسلام: ” إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت، فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ” فاعتكف الناس معه، قال: «وإني أريتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء” فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر”([9]).

هذه ليلة القدر في الشرع تحيا بالصيام والقيام والدعاء والاعتكاف في المساجد على الهيئة الشرعية المعهودة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحين سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله إن أدركت ليلة القدر ما تقول فقال لها: “قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”([10]).

بعض ما يفعل فيها أو يعتقد وهو خطأ أو ببدعة:

وقد خلط العامة فيها خلطا عجيبا وابتدعوا فيها بدعا ما أنزل الله بها من سلطان واعتقدوا فيها عقائد لم ينزل الله بها كتابا ولم يرسل بها رسولا .

  • ومن ذلك اعتقادهم أنه يطلق فيها الجن من السماء، وأنه يلزم أن يختم القرآن في تلك الليلة ولا يتعداها، ويطيل الإمام في الدعاء المسجوع ويفصل في الحوائج ويلحن بالدعاء ورفع الصوت به. وكل ذلك ليس من هدي السلف، فالأصل في الدعاء هو الإجمال والتضرع والخفية، فعن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده”([11]) .
  • ومن البدع كذلك قيامها على هيئة مخصوصة لم تؤثر عن النبي صلى الله عليه مثل أن تخص الليلة التي يزعم العامة أنها ليلة القدر بمائة ركعة. وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن هذا الفعل هل الممتنع عنه مصيب أم مخطئ؟ فقال: ” الحمد لله، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها والذي تركها، فإن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، بل هي بدعة مكروهة باتفاق الأئمة، ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين، والذي ينبغي أن تترك وينهى عنها”([12]).
  • ومن الاعتقاد الخطأ فيها جمع آيات السجدات وقراءة الإمام بها والتسبيح من المأمومين. قال ابن الحاج: “وينبغي له أن يتجنب ما أحدثه بعضهم من البدع عند الختم وهو أنهم يقومون بسجدات القرآن كلها فيسجدونها متوالية في ركعة واحدة أو ركعات، فلا يفعل ذلك في نفسه وينهى عنه غيره إذ إنه من البدع التي أحدثت بعد السلف. وبعضهم يبدل مكان السجدات قراءة التهليل على التوالي فكل آية فيها ذكر لا إله إلا الله أو لا إله إلا هو قرأها إلى آخر الختمة، وذلك من البدع”([13]).

فينبغي لأهل العلم، والمصلحين إرشاد الناس لفضل هذه الليلة كما أخبر الشرع وأن يتجنبوا ما يخلطه العامة من اعتقاد لهم سببه الجهل ومسايرة الأكابر، وطاعة الطغام من الناس في غير الحق والله الموفق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) شرح البخاري لا بن بطال (4/150).

([2]) تفسير ابن عطية (5/68).

([3]) تفسير عبد الرزاق (3/445).

([4]) تفسير البغوي (8/482).

([5]) تفسير الطبري (24/535).

([6]) البخاري (2014).

([7]) البخاري (2015).

([8]) القبس (ص537).

([9]) مسلم (1167).

([10]) سنن الترمذي (3513).

([11]) البخاري (2830).

([12]) مجموع الفتاوى (23/122).

([13]) المدخل لابن الحاج (2/298).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017