السبت - 21 جمادى الأول 1446 هـ - 23 نوفمبر 2024 م

الأمانة العلمية لدى السلفيين.. نشر كتب المخالفين نموذجًا

A A

يتعامَل السلفيّون مع ما يصدُر من أيِّ مسلم -وخصوصًا من العلماء- تعاملًا شرعيًّا، فلا يوجَد لدَيهم موقفُ رفضٍ مطلَق أو قبول مطلَق، وإنما المعامَلة مع الأقوال -سواء كانت للسَّلفيين أو مخالفيهم- تخضَع لقانون الشَّرع الذي يقِرُّ مبدأ الحقّ ويردُّ الباطل؛ ولذلك تعاملوا مع الإنتاج الفقهي بنظرةِ تحكيمِ الدليل وتقويم المنتَج، فما كان مِن هَذا التراثِ خادمًا للسنَّة وللوحي عمومًا فلا يصدُّهم عنه مخالفةُ صاحبه لهم في المنهج أو في المعتقد؛ فإنهم يقدِّمون هذا التراثَ ويخرجونه للناس؛ خدمةً للشَّرع ووفاءً للحقّ، ولم تمنعهم أشعريَّة أشعريٍّ من تقديم إنتاجِه العلميِّ للناس كما هو، وكما تركه صاحبه، من غير تحريف ولا تبديل، والواقعُ خير شاهدٍ على هذا.

والعجيبُ أن يدَّعي بعضُ الناس على السلفيين الانغلاقَ المعرفيَّ، وهذا المدَّعي نفسُه يأمر بمصادرةِ كتبِهم وحرقِها، وله في ذلك تاريخٌ طويل، فهم يعترفون ويصرِّحون بضرورة عدم نشر كتبِ السلفيين وردِّها، وإن كان ولا بدَّ من ذلك لأسبابٍ تجاريَّة فلا ينشرونها إلا بأسماء مستعارة، فهذا الكوثري في ردِّه على محبِّ الدين الخطيب يفخَر بأن كتبَ السلفيِّين لم تكن تنشر من طرف المطابع، وإن كان ولا بد فبأسماء مستعارة([1]). وفي المقابل لم يكن النشاط السلفيُّ العلميُّ منغلقًا على ذاته في هذه الناحية، فقد نشر كلَّ علم مفيدٍ، سواء كان هذا العلم إنتاجًا سلفيًّا أو غير سلفيّ، ودونك نماذجُ من نشر السلفيِّين لكتب المخالفين وخدمتها:

تحقيق كتُب الحديث والتفسير:

فهذا كتاب “فتح الباري” للحافظ ابن حجر العسقلاني، فقد طُبع بتحقيق العلامة ابن باز رحمه الله، ولم تُغيَّر فيه كلمةٌ ولا حرف، ولا أحدٌ ادَّعى ذلك، فقد أبقَى على الكتابِ بجميع ما فيه، سواء ما وقع فيه الحافظ ابن حجر من التأويل وهو الأقلّ، أو ما نقل عن أهل التأويل ولم يتعقَّبه، فلم يمنع السلفيِّين مخالفتُهم لمؤلِّف الكتاب في بعض المسائل من أن يقرُّوا بفضله وعلمه وأهمِّيَّة كتابه، فحقَّقوه وطبعوه وقدَّموه للناس.

وهذا الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله، قام بتحقيق عدَّة كتب لم تخلُ من مخالفةٍ له في المنهج، لكن هذه القضية لم تكن داعيةً إلى تركِها، ولا إلى تغيير كلام أصحابها، فمن هذه الكتب:

1- زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي، في 9 مجلدات، ومعلوم ما عند ابن الجوزي من تخليطٍ في بعض مسائل الاعتقاد، وهو حنبلي مخالفٌ للحنابلة في بعض تقريراتهم العقدية، وقد بلغ به إنكار مسائل الصفات مبلغًا بعيدًا، حتى عرَّض بالإمام ابن عبد البر المالكيِّ وهو في أقصى المغرب([2])، وهو مضطرب في هذا الباب، وهذا ظاهر في تفسيره.

2- جامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لابن الأثير الجزري، استغرق عمل الشيخ فيه خمسَ سنوات كاملة، ومعلوم أنَّ تعليقات مؤلِّف الكتاب لم تخلُ من تأويلٍ لأحاديث الصفات، لكن كلّ ذلك كان في مأمن من أيّ تغيير أو تبديل أو تحريف، بل نَظَرُ المحقِّق -رحمه الله- كان منصبًّا على أهمية الكتاب وقيمته العلمية وتقريبه للقارئ، وقد أخَذ تحقيق الكتاب من عُمر الشيخ سنوات، وهو ما يأبى مناوِئو السلفية أن يفعلوه بِكتب مخالفيهم، ولو قارنَّا بين هذا العمل الجبَّار وبين التحريف الذي طال كتبًا أخرى مثل “تفسير ابن كثير” من أسماء معروفة في الفضاء العلمي لتبيَّن الفارق الكبير في الأمانة العلمية.

تحقيق كتب الأصول:

وهذا إمام الأشعرية ومنظِّرهم الأوَّل وصاحب الفضل في تقرير مذهبهم محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم القاضي أبو بكر الباقلاني المالكيّ، قد تولَّى السلفيَّون طباعة كتابه “التقريب والإرشاد”، فقد قام بتحقيقه أحد شيوخ السَّلفية وهو الدكتور عبد الحميد بن علي أبو زنيد([3])، وتحقيقه من أجود تحقيقات الكتاب، وهو متداول معروفٌ في الأوساط العلميَّة، فأين مثل هذا الإنصاف والخدمة للتراث عند خصوم السلفية وهم من يسعون لمحو تراثها ومصادرة إنجازاتها؟!

وكتاب “التقريب والإرشاد” يُعَدّ عمدةً في الأصول على طريقة المتكلمين، وصاحبُه معروف بأشعريَّته ونصرةِ مذهبهم، ومَع ذلك لم يحسده السلفيّون، ولا سعوا إلى نزع كتابه من الوجود أو تركه تحت أتربة النسيان أو حرقِه كما يفعل خصوم ابن تيمية مع نفائس كتبِه.

وحقَّق الدكتور الأصولي عبد الحميد بن عليّ أبو زنيد أيضًا كتاب “الوصول إلى الأصول” لابن برهان، وابن برهان هذا كان متأثّرًا بأبي الوفاء ابن عقيل الحنبليِّ، فأخذ عنه بعض مسائل الاعتزال وعدم الالتزام بظواهر النصوص([4])، وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد أن الكفَّار لا يخلدون في النار كما قال عنه الذهبي([5]). ولو رأيت ترجمة المحقِّق للمؤلف وثناءَه على شيوخه لعلِمت أنه أنصفَه، بخلاف تلك المقدِّمات التي عوَّدنا عليها بعضُ مناوئي السلفيَّة من الرمي بالتجسيم وإثبات الأحكام قبل استقرار البيِّنات أو ثبوت الدعوى.

وهذا نظمُ “مراقي السّعود” في أصول الفقه، وهو لمؤلِّفه سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلويّ، وهو كسائر أهل بلده كان منتسبًا للأشعريَّة، وقد قرَّرها في شرحه لنظمه([6])، وأصل الكتاب هو “جمعُ الجوامع” للسُّبكي، ولم يكن “المراقي” معروفًا في المشرق ولا حتى بالمغرب، حتى شرحه العلامة محمَّد الأمين الشنقيطي السَّلفي، وقد طبع شرحُه بتحقيق الشيخ الدكتور علي العمران حفظه الله ورعاه.

نشر الكتب المطبوعة وتوفيرها:

نشَر السلفيّون كتبًا كثيرة للمخالفين، مِن خلال المكتبة الوقفية والمكتبة الشاملة التابعة لمكتب التعاون للدعوة، وهي مشاريع يقوم عليها سلفيّون، وقد قامت بنشر ما أمكن من الكتب الإسلامية وتوفيرها بالمجان وتسهيل وصولها للناس، فكثير من الكتب المعتمَدة في الفنون المختلفة حقَّقها سلفيّون وطبعوها، بغضّ النظر عن موافقتهم أو مخالفتهم لأصحابها، وقد ضربنا المثال بكتب الحديث أساسًا وبالأصول؛ لأن في هذه الكتب يظهر الخلاف بين المدارس الفقهية والعقدية.

تنبيه:

إذا كانت كتب أئمَّة الأشاعرة والمعتزلة في أخصِّ علوم الاستدلال -وهو أصول الفقه- أخرج كثيرًا منها إلى النور السلفيون، فكيف يُدَّعى بعد ذلك عليهم عدم الأمانة العلمية؟! فكل من يطالب بمصادَرة كتب السلفية من الجامعات ويدَّعي عليها عدمَ الأمانة العلمية لو رجَع إلى نفسه لوجد أنَّ بعض المذاهب التي ينتسب إليها بعضُ خصوم السلفية اليوم لولا السلفية المعاصرة ما خرجت هذه المذاهب للنور، فقد كانت منزوية، يوصف أتباعها بالقلَّة، حتى قيَّض الله لها السلفيين، فخدموها ونقَّحوها، وأخرجوا كتبَها للناس، ويسَّروها، وترجموا لأئمَّتها، وشرحوا منها ما كان غامضًا، فعجَبٌ أن يأتي بعد ذلك من ينتسب إلى هذه المذاهب ليزايد على السلفيين في عمَلهم، ويتنكَّر لفضلهم، مع أنَّهم سوَّوا في الخدمة للعلم بين المخالف لهم والموافق، وبذلوا جهدَهم بنفس الدرجة، ولم يسكتوا على أيّ تزوير للتاريخ أو للعلم لمن قام به ولو كان محسوبًا منهم، فالسجال العلميُّ بين المحقِّقين منهم وخدمةُ العلم خير شاهد على ما نقول، وكما سَلَف فإننا اقتصرنا على أمثلةٍ ونماذج من خدمة السلفيين للتراث، لا نريد من خلالها الاستقصاء، وإنما التمثيل الذي يستدلُّ به على غيره، وينقض دعوَى المدَّعي من أصلها، وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق.

والحمد لله ربِّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) لمزيد من المعلومات حول الموضوع ينظر: النشاط الأشعري المعاصر (ص: 131) وما بعدها -فقد تتبَّع هذه القضية عندهم-، وصفعات البرهان على صفحات البهتان لمحمد زاهد الكوثري (ص: 50) وما بعدها.

([2]) صيد الخاطر (2/ 26).

([3]) تنظر ترجمته في هذا الرابط:

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=292533

([4]) ينظر ترجمة المحقق للمؤلف في مقدمة كتاب الوصول إلى الأصول (1/ 22).

([5]) سير أعلام النبلاء (8/ 124).

([6]) ينظر: نشر البنود (1/140).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017