الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

الهجوم على السلفية.. الأسباب والدوافع

A A

في عصر المادَّة واعتزاز كلِّ ذي رأيٍ برأيه وتكلُّم الرويبضة في شأن العامَّة لا يكادُ يوجد أمرٌ يُجمع عليه الناسُ رَغمَ اختلاف ألسنتهم وألوانهم وعقائدهم سِوى الهجوم على السلفيَّة، ولكي تأتي بالنَّقائص وتختصرَها يكفي أن تذكرَ مصطلح السلفيَّة ليجرَّ عليك المصطلحُ بذيله حمولةً سلبيَّة من الرمي بالتكفير والتفجير والتبديع والتفسيق، ولتعَضّك السيوف وتنهشك كلاب الديار وتتسلَّط عليك أقلامُ السوء.

وقد يتساءل السلفي البسيط الذي لا يرى من نفسِه ولا معتقده مصداقًا لما يقوله الناس عنه: لماذا كلُّ هذا العداءِ؟! وما الذي صنَع حتَّى استحقَّ كلَّ هذا الشنآن؟!

لا شكَّ أنه لن يجدَ جوابًا موضوعيًّا يناسب تصرُّفات المخالفين تجاهَه، لكنه إن فكَّر وقدَّر قد يجِد مسوِّغات معيَّنةً دعَت لكلِّ هذا العداء، ولا بدَّ أن يغضَّ النظر عن موضوعيَّتها، فهي دوافع دفَعت بأهلها إلى عدائِه، لكنها قد لا تكون شرعيَّةً ولا مقبولة موضوعيَّة، والكلام عنها مجرَّد حكاية حالٍ، ويمكن تلمُّس هذه الأسباب والدوافع في الآتي:

أولًا: العداء بين الحق والباطل، وهو سنَّة كونية شرعية لا يمكن تبديلها ولا تحويلها، وقد تحدَّث عنها القرآن وأكَّدها، فقال سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة: 217]، وقال سبحانه: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير} [البقرة: 120].

فكل دعوة ممانِعَة ضدَّ الباطل لا تقبَلُه ولا تؤيِّده وإنما تعتز بما شرع ربها؛ فإنها لا تلقى ترحيبًا مِن أهل الباطل بشتَّى أصنافهم وألوانهم.

ثانيًا: تمسُّكُ السَّلفيِّين بالوحي في مقابل الثقافة الغربية وطغيان المادة، وقناعتهم بذلك، وعدم المساومة على القضايا العقدية، وعلى هويَّة الأمة العقدية والتشريعية؛ أدَّى بالنظام العالمي إلى مناصبة العداء للسلفيَّة.

ثالثًا: التشويه الإعلامي وهو فرع عن النقاط الأولى، فالغربُ حين عادَى السلفيةَ جعل من عدائها مشروعًا ثقافيًّا أمميًّا، وجيَّش له القنواتِ والصحفَ والمواقعَ، وبثَّ عداءه من خلالها حتى استحكم في عقل المغفَّلين والحياديِّين ممن وصلهم صوت الباطل ولم يصلهم صوت الحقِّ، أو وصلهم مشوَّشًا.

رابعًا: تبنِّي بعض الأنظمةِ لخصوم السلفيَّة وتقديمهم بدائلَ عنها، والخصوم التقليديون هم المتكلمون والمبتدعة من المتصوفة، فطفق هؤلاء يذمُّون السلفيةَ ويشهدون بما شهد به إعلام الغرب وأَعلامُ الضَّلال من الشرق، وكرَّروه على مسامع الأمَّة وبلغتها، وألبسوه لبوس دينِها لتقبَلَه وتتفهَّمه، وحاولوا جعلَ السلفية في مواجهة العالم بأسره، وليست في مواجهة تيار تغريبيٍّ تخريبيٍّ يحاول مسخَ هويَّة الأمة ودينها.

خامسًا: انتشار المنكرات واستساغتها واستسهالها حتى صار المنكِر لها المبيِّن للحقِّ فيها غاليًا متشدِّدًا، ومن أمثلة هذه المنكراتِ الظاهرة تبرُّج النساء واختلاطهنَّ بالرجال وإذابة الحواجز الشرعية بينهنَّ، ونشر الفسوق والمجون، وترك الشرع واستسهال أمره، واستبعاد حكمه بين الناس في شؤون حياتهم.

سادسًا: انتشار البدع وتبني بعض طوائف الأمة لها؛ مما يجعل من يريد ردَّ الأمة إلى الأمر الأول يقع في عداء مع هذه الطوائف؛ لأن هذه البدع شاب عليها الكبير، وشبَّ فيها الصغير.

سابعًا: البرامج التعليمية التي دبِّرت بليل، وتمَّ دمجها تدريجيًّا من أجل فصل الأمة عن سلفها، وعن كلِّ دعوة إصلاحيَّة جادَّة، وقدَّمت المجدِّدين من وجهة نظر علمانيَّة، فحصرتهم في كلِّ متفهِّمٍ آخذٍ من الثقافة الغربيَّة رافضٍ لجوانب التصادُم بين أحكام الشرع ودعوات الثقافة الغربية ومبادها، وقد تعمَّدت هذه البرامجُ المزجَ بين عقيدة الإسلام وتاريخ المسلمين، وبين أقوال الفقهاء في الشرع وبين آراء الطوائف الكلامية؛ من أجل زيادة الشبهة والتعمية على الأمة.

ثامنًا: المراكز البحثية المتخصِّصة في نقد الدين عمومًا، وفي الهجوم عليه وتقديم الخطَط والبرامج الإستراتيجية في محاربته، وقد كثَّفت جهودها ووحَّدتها وخصَّصت جزأَها الأكبر لمحاربة المنهج السلفيِّ وإثارة أكبر كمّ من الإشكالات والتساؤلات حوله.

تاسعًا: توجُّه النظام العالميّ لمحاربة السلفيَّة التي يَرى في انتشارها تناقضًا مع قِيَمِه ومبادئه، وهذا التوجُّه كان هو السبب الرئيس في توسيع دائرة الصراع؛ لأنه فرض على أكثر من جهة أن تنحاز له؛ إمَّا انحيازَ مصالح وعقائد، وإما انحياز خوفٍ وطمعٍ، كما فرض على الإعلام والأنظمة دمج موادَّ تناقض المنهجَ السلفيَّ وتكرِّس الصراعَ معه.

عاشرًا: بعض أبناء المنهج السلفي الذين تربَّوا في مدارس أجنبيَّة عن البيئة السلفيَّة، ولم يتخلَّصوا من موروثهم العلميِّ ورواسبهم الفكريَّة، فإنَّهم نقَلوا إلى المنهج السلفي بعض كوامن الصراع في الاتجاهات الأخرى، فتبنَّى بعضُهم الجرح والتصنيف والكلام في الناس والجماعات  وجعلوه منهجًا، ووقفوا أنفسهم بوابين لرحمة الله، فأخرجوا طوائف كثيرة من دائرة الحقّ، وفتنوا أخرى بسبب سوء أخلاقهم، واستعدَوا الناسَ على الحقِّ رغم ضعفهم، ووجد أعداء السلفيَّة في تصرفاتهم وسلوكهم ضالَّتهم، فاتَّخذوا ذلك سبيلا للصدِّ عن سبيل الله، وآخرون رفعوا شعار المنهج وحملوا السَّيف على أمَّة محمَّد، فقاتلوا كلَّ برٍّ وفاجِر، ولم يفُوا لصاحب عهدٍ بعهدِه، وجيَّشوا الأمَّة على المنهج؛ لأنهم خالفوا شرع الله باسمه، ففتنوا المؤمنين والمؤمنات.

الوسائل الفعَّالة لأعداء السلفية في حربهم على المنهج السلفيّ:

أولًا: إسقاطُ الرموز بدءًا بالصحابة كأبي هريرة وعمر وعثمان وعلي، وانتهاء بأكابر المحدثين كالإمام أحمد والبخاري وغيرهم.

ثانيًا: التشكيك في المحكمات الشرعية بما في ذلك أصول الاستدلال؛ كأصول الفقه والمصطلح وعلوم القرآن، بالإضافة إلى التشكيك في مصادر التشريع من كتاب وسنة وأجماع وإثارة الشبهات حولها.

ثالثًا: إنكار بعض أحكام الشرع والدندنة حولها من أجل الطعن فيه، وجعلها خصوصية للمنهج السلفي، ورمزا للتشدُّد؛ كالحدود الشرعية وبعض الأحكام التعبدية المحضة كرمي الجمرات والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والتيمم بالتراب وغيرها من شعائر الإسلام التي هي فرع الإيمان وحقيقة العبودية لله عز وجل.

رابعًا: تحريف الشرع عبر تسييس عقيدة الولاء والبراء، والطعن في أحكام الشرع المتعلقة بالأسرة من ولاية وقوامة وطلاق وإرث، والدندنة حول ذلك، وجعله أم القضايا التي إن حرفتها الأمة التحقت بركبِ الأمم السابقة لها ماديا.

خامسًا: تبني المتراجعين عن المنهج، والنفخُ فيهم، وجعل تراجعهم نتاجَ قراءة موضوعية وأسباب عميقة أدت بهم إلى رفض المنهج جملةً وتفصيلا، وكلَّما كان الناكص أكثر وقاحة كان الانفتاح الإعلاميُّ عليه أكثر والترحيبُ به أوسعَ.

وخلاصة القول: إنَّ الحرب على المنهج السلفي أعمق مما يتصوَّره السُّذَّج من عامة الأمّة، ومما يتصوره بعض أتباع المنهج، فهي حرب كونيَّة لم يتخلَّف عنها منافق ولا مداهنٌ، فقد أجلب النظام العالمي على المنهج السلفي بخيلِه ورَجِله، ولا يريد غيرَ استئصاله إن استطاع إلى ذلك سبيلا، وخُصوم المنهج بعدَدِ أنفاس أهل الباطل، فقد اشترك في الحرب عليه أهلُ الكفر وأهل الأهواء والبدع، لا يريد أحد منهم أن يظفَر عليه صاحبه بخصلة القضاء على المنهج.

والله ناصرٌ دينَه، ومُعلٍ كلمتَه، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017