الخميس - 18 رمضان 1445 هـ - 28 مارس 2024 م

دولة بني أمية والسنة النبوية [الجزء الثالث]

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

تحدثنا في الجزء الثاني من هذا المقال عن العلماء وروايتهم للسنة في عهد بني أمية ، واختصاصها بالذكر أبو هُريرة رضي الله عنه كمثال تتجلى من خلاله الحالة بأسرها ، إذ ناله رضي الله عنه من الافتراء في كتم السنة أكثر مما نال غيره من الصحابة الذين أدركوا العهد الأموي ، وها نحن نستكمل الحديث:

أبو هُريرة رضي الله عنه وحديث الوعاءين:

روى  البخاري في صحيحه  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ” كتاب العلم ١٢٠.

 

وقد استدل به كثير من أهل الباطل على باطلهم، وأنه من العلم المكتوم ، فاستدل به الشيعة على زعمهم بإمامة أهل البيت ، وأنه مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وكتمه الصحابة كأبي هريرة ، ويستدل به الصوفية على الحقيقة المختص بها الأولياء دون عوام الناس المكلفين بالشريعة ، ويستدل به الطاعنون في السنة ورواتها كأبي رية ومن أخذ عنهم من المستشرقين

والجواب عن ذلك :

 

–  أن أبا هريرة رضي الله عنه ليس ممَن يكتم العلم لأجل الناس ولو كانوا أهل سلطان ، فقد كان من أكثر الناس رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وفسَّر هو بنفسه ذلك الإكثار بأنه حرص على نشر العلم وخوف من الله من كتمانه ، روى البخاري (2350) ومسلم (2492 )عنه رضي الله عنه  قَالَ : “يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ ، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ ، وَيَقُولُونَ : مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أَحَادِيثِهِ ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي ، فَأَحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ ، وَأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ … إلى أن قال : وَاللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا أَبَدًا : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)”.

فكيف يستقيم مع هذا أن يكتم شيئا تتعلق به مصلحة المسلمين ؟!

فإن قيل : حمله على ذلك الخوف كما يدل عليه قوله “لقطع هذا البلعوم”

فالجواب : أن كتم العلم الذي ينبني عليه عمل عِبادي لا يجوز ولو كان الحامل عليه الخوف ، وقد رأينا :أن إنكار أبي هريرة على بني أمية مشهور في أحاديث قد سبق ذكر بعضها ، في أمور يتعلق بها عمل ، كإنكاره على مروان في التصوير ،مما ينفي تهمة الخوف عنه رضي الله عنه، لأن من لا تمنعه سطوة السلطان من بث علم يتعلق بالتصوير ، كيف يقال إن سطوة السلطان تمنعه من بث علم يتعلق بأصول العقيدة ، كما يزعمه الشيعة من كتم أمر الإمامة ، والمتصوفة من كتم أمر الحقيقة.

 

فوجب أن يُحْمَل تركُ بثه هذا الذي صرح رضي الله عنه بأنه لم يبثه على معنى آخر  ، وهو ما بينه غير واحد من أئمة الإسلام:

قال ابن بطال رحمه الله: “قال المهلب ، وأبو الزناد : يعنى أنها كانت أحاديث أشراط الساعة ، وما عَرَّف به صلى الله عليه وسلم من فساد الدين ، وتغيير الأحوال ، والتضييع لحقوق الله تعالى ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( يكون فساد هذا الدين على يدى أغيلمة سفهاء من قريش ) ، وكان أبو هريرة يقول : لو شئت أن أسميهم بأسمائهم ، فخشي على نفسه ، فلم يُصَرِّح . وكذلك ينبغي لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يُعَرِّض . ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وَسِعَهُ تركها ، لأنه قال : ” لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم” ، ثم يتلو : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ] البقرة /159″ انتهى “شرح صحيح البخارى” لابن بطال (١/١٩٥)

فابن بطال يستنتج من قول المهلب وأبي الزناد : أن ما كتمه أبو هُريرة ليس من أحاديث الحلال والحرام ، بل من أحاديث الفتن وأشراط الساعة ما قد يكون في عدم الإخبار بها فقها ووعيا ، لأن الكثيرين حين تأتي إليهم هذه الأحاديث يتخبطون في تنزيلها على واقعهم ، لربما حدث من ذلك شر عظيم .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :

 

“ولقائل أن يقول : كيف استجاز كتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال :

 

(بلغوا عني) ؟ وكيف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما إذا ذُكِرَ قُتِلَ راويه ؟ وكيف يستجيز المسلمون من الصحابة الأخيار والتابعين قتل من يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

 

فالجواب : أن هذا الذي كتمه ليس من أمر الشريعة ؛ فإنه لا يجوز كتمانها وقد كان أبو هريرة يقول : ” لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم ” وهي قوله : (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) فكيف يظن به أن يكتم شيئا من الشريعة بعد هذه الآية وبعد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه ؟ وقد كان يقول لهم : ( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وإنما هذا المكتوم مثل أن يقول : فلان منافق ، وستقتلون عثمان ، و(هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش) بنو فلان ، فلو صرح بأسمائهم لكذبوه وقتلوه ]انتهى .

 

“كشف المشكل من حديث الصحيحين” (ص/1014) .

 

ويقول الإمام الذهبي رحمه الله :

 

“عن مكحول ، قال : كان أبو هريرة يقول : رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه – يعني : من العلم -.

 

قلت – أي الإمام الذهبي – : هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع ، أو المدح والذم ، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه ، فإنه من البينات والهدى . وفي صحيح البخاري : قول علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله . وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي ، بل لقتل ، ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة ، فله ما نوى ، وله أجر وإن غلط في اجتهاده ” انتهى.

” سير أعلام النبلاء ” (2/597)

 

إذاً فكلام العلماء في شرح مراد أبي هُريرة يدور حول ذكر الفتن التي سوف تحدث لاحقا ،وأمراء السوء وأشراط الساعة ، وما يحدث في آخر الزمان ، وهي أمور مضى بها القدر ، ولن يغير إخبار أبي هُريرة بها شيئاً من الأمر ، إذ إن وقوعها من أعلام نبوة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فسواء أخبر عنها أبو هُريرة أم لم يخبر ، فإنها واقعة لا محالة ، بخبر المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام ، وليس فيها كما قال العلماء شيء من ذكر أحكام العبادات ، ومثل هذا _إن كان في إعلانه مثاراً لمزيد من الفتن ، أو كان في بثه ما يجلب الخطر على راويه _ فكتمه حِينَئِذٍ  مطلوب بل قد يكون واجبا ، وهذا من دقيق فقهه رضي الله عنه ، ويشهد له من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ،لما أخبره بفضل الشهادة وأن الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقال معاذ (أفلا أبشر الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا تبشرهم فيتكلوا ) ( متفق عليه )

وجه الاستدلال : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى معاذاً رضي الله عنه أن يُبَشِّر الناس ، ويخبرهم بهذا العلم العظيم ، لأن الأمة حينذاك حديثة عهد برسالة نبيها ، وكانت أحوج ما تكون إلى العمل الذي يربي الناس على القرب من الله تعالى والصبر والبذل وينمي فيهم تلك الصفات التي تحتاجها الأمة في قدواتها ليكونوا مؤهلين لما اختارهم الله تعالى له من نشر الإسلام وفتح الآفاق وإعزاز كلمة الله تعالى ، وهو ما تم ولله الحمد على أيديهم ، وربما كان إخبارهم بهذا العلم ذريعة للتقصير في العمل ، فكان من حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم إذاعة هذا العلم ، واختصاص فَقِيه من فقهاء الصحابة به كي يبشر به متى ما كان الوقت مناسبا ، وهو ما كان من معاذ رضي الله عنه حيث أخبر به قبل وفاته ، بعدما كثر الناس واتسعت الفتوحات وبارك الله في العمل .

ونحن لا نشك أن حال بني أمية ليس كالخلفاء الراشدين -كما سبق بيانه – وأنه قد نقص الحال ، ولكن كان كبار الصحابة وفقهاؤهم ينهون عن إثارة الفتن ويأمرون الناس بالصبر التزاما منهم بالسنة الواردة في ذلك ، وإدراكا منهم للمآلات التي يمكن أن تفضي إليها الفتن .

ومن تأمل ما ثار في زمنهم وما ترتب عليها أدرك عمق نظرة أبي هريرة وغيره من الصحابة والتابعين ، فإن بثَّ هذه الأحاديث على العوام يشغلهم بالقيل والقال والجدل الذي لا ينفعهم ، ويشغلهم عما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، وكتم مثل هذا مطلوب بكما سبق وفي الأثر ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة )( رواه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه )

وأما أن يُظَن أن أبا هريرة كتم أحاديث فضائل أهل البيت فيكذبه أنه رضي الله عنه أحد رواة هذه الأحاديث التي امتلأت بها كتب السنة فهي مشهورة ومذاعة وأكتفي باثنين منها  لهما دلالة لا تخفى:

– عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحَبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُمٍّ ما سمع، لما قام، فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للناس: ((أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟))، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ((من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه))؛ رواه الإمام أحمد في مسنده (19302)، والنسائي في السنن الكبرى (8424)، وابن حبان في صحيحه (6931)، وهو حديث صحيح ورد عن عشرة من الصحابة، وهم: علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وقد جمع هذه الروايات الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1750).

 

– و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة، وهذا مرة، حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله، إنك تحبهما، فقال: ((من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني))؛ رواه أحمد في مسنده (9673)، والحاكم في المستدرك (4777) في باب مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2895).

 

فانظر بإنصاف كيف روى أبو هريرة هذين الحديثين وغيرهما كثير مما امتلأت به كتب السنة حتى تعلم فرية من يتهم الصحابة ورواة الأحاديث أنهم كتموا أحاديث فضائل أهل البيت مجاملة أو خوفا من بني أمية !

 

 

وكذا الحال في التابعين كسعيد بن المسيب ، وأخباره مشهورة وما جرى بينه وبين بعض حكام بني أمية من سجن ومحنة معروفة وغيره كذلك فكيف يظن أن أمثال هؤلاء الأئمة يضعون الأحاديث مجاملة لأحد ؟!

 

إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [قيد التأسيس]

رد واحد على “دولة بني أمية والسنة النبوية [الجزء الثالث]”

  1. […] التصنيف: إصدارات مركز سلف, المقالات « دولة بني أمية والسنة النبوية [الجزء الثالث] […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

دعاوى المابعدية ومُتكلِّمة التيميَّة ..حول التراث التيمي وشروح المعاصرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في السنوات الأخيرة الماضية وإزاء الانفتاح الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي والتلاقح الفكري بين المدارس أُفرِز ما يُمكن أن نسمِّيه حراكًا معرفيًّا يقوم على التنقيح وعدم الجمود والتقليد، أبان هذا الحراك عن جانبه الإيجابي من نهضة علمية ونموّ معرفي أدى إلى انشغال الشباب بالعلوم الشرعية والتأصيل المدرسي وعلوم […]

وثيقة تراثية في خبر محنة ابن تيمية (تتضمَّن إبطالَ ابنِ تيمية لحكمِ ابن مخلوف بحبسه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمةً للعالمين، وبعد: هذا تحقيقٌ لنصٍّ وردت فيه الأجوبة التي أجاب بها شيخ الإسلام ابن تيمية على الحكم القضائيّ بالحبس الذي أصدره قاضي القضاة بالديار المصرية في العهد المملوكي زين الدين ابن مخلوف المالكي. والشيخ كان قد أشار إلى هذه […]

ترجمة الشيخ المسند إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق بن سفر علي بن أكبر علي المكي. ويعُرف بمولوي إعزاز الحق. مولده ونشأته: ولد رحمه الله في عام 1365هـ في قرية (ميرانغلوا)، من إقليم أراكان غرب بورما. وقد نشأ يتيمًا، فقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فنشأ […]

عرض وتعريف بكتاب: “قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: (قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية). اسـم المؤلف: الدكتور سلطان بن علي الفيفي. الطبعة: الأولى. سنة الطبع: 1445هـ- 2024م. عدد الصفحات: (503) صفحة، في مجلد واحد. الناشر: مسك للنشر والتوزيع – الأردن. أصل الكتاب: رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف […]

دفع الإشكال عن حديث: «وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من أصول أهل السنّة التي يذكرونها في عقائدهم: السمعُ والطاعة لولاة أمور المسلمين، وعدم الخروج عليهم بفسقهم أو ظلمهم، وذلك لما يترتب على هذا الخروج من مفاسد أعظم في الدماء والأموال والأعراض كما هو معلوم. وقد دأب كثير من الخارجين عن السنة في هذا الباب -من الخوارج ومن سار […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017