كلمة مركز سلف على استهداف الدعاة من الخليج في غرب إفريقيا
أجمل ما في الدهر عموم نوائبه، فلا تكاد تُكْلَم الأمة في عظيم من أبنائها إلا ونال الشامتين مثلُ ذلك وأشد، فالأشباح تروح وتجي، والآجال تمسي وتغتدي؛ لكن الأقدار لا تريد استنزاف المدامع، ولا إيلام المواجع؛ وإنما هي سنة الله في خلقه.
لقد وصلنا في مركز سلف نبأ اغتيال الداعية الدكتور عبد العزيز بن صالح التويجري رحمه الله في غينيا كناكري، ومن رأى الطريقة التي اغتيل بها يظنه طريد جنايات قد يَتَّمَ الولدان وأَيَّمَ النسوان حتى استحق على قاتليه أن تطيب أنفسهم بقتله غدرا دون رحمة ولا شفقة، والحق خلاف ذلك، فقد كان الرجل داعية رحمة ينشر النور الذي أنزل على محمد، ويفك عن الناس قيود الوثنية، وأغلال الخرافة ويخرجهم من ظلمة ديانات الكفر المحرَّفة وضلال الباطنية المخرِّفة إلى نور الإسلام وهداية القرآن ورشدالعقل والايمان ، ويشهد لهذا آثاره التي بقيت بعده، فما من دولة في القارة الإفريقية مسلمةكانت أو غير مسلمة إلا وله فيها أياد بيضاء وصنائع معروف تشهد له، وقد فاجأنا خبر اغتياله ولا نملك إلا التسليم لقضاء الله وقدره، وتعزيتنا لأنفسنا وأمتنا أن يخلف الله عليها خيراوأن يتقبله في الشهداء ويجزيه إحسانا وفضلا.
وتعليقا على الحدث بعد التسليم لقضاء الله وقدره، فإننا نقول وقد تابعنا ما يحدث في إفريقيا منذ سنوات: إن استهداف الدعاة السُّنَّيِّين خصوصا في غرب افريقيا، أمر قد دبر بليل، واجتمعت عليه قوى الشر في العالم، فليس اغتيال الداعية الدكتور عبد العزيز التويجري بأول قارورة تكسر لأهل السنة في هذه البلدان، فقبله قتل أخواه في بركينا فاسو: الشيخ وليد العلي والشيخ فهد الحسين، وقبل ذلك بلغ مجموع الدعاة المغتالين لعام 2015 قرابة العشرة وهم من خيرة الدعاة المؤثرين في إفريقيا والمحسوبين على أهل السنة، وهذه السلسلة من الاغتيالات المُنظَّمة والمستهدفة للقطاع السني بالخصوص معروفة المنشأ والتمويل، فقد اقتسمها المفسدون في الأرض من المؤسسات الاستعمارية، والأيادي الخفية الصفوية، والسذج من الخرافيين الذين تلقوا وعدا بالتمكين لهم من طرف عصابات الشر في العالم، وقد صرح كبراؤهم بذلك في أكثر من محفل دولي، وكل هذا تم من أجل تقليص الضياءالسني، وتأخير انتشاره وقطع طريق المحجة البيضاء على الناس وترويع سالكيها.
وعليه فإننا نوصي الهيئات الدعوية بتوخي الحذر، مع عدم التواني في المثابرة وابتغاء الحكمة في العمل، ونبشرهم بأن سياسة الاغتيال دليل على فقدان الحجة وانسحاب الضمائر معرفيا أمام الدليل، فلا مناص من أن يتبنى أصحابها خُلُقَ الأولين من أسلافهم {قَالُوا حَرِّقُوهُوَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِين} [سورةالأنبياء:68].
ونحتسب أخانا: الدكتور عبد العزيز التويجري وإخوانه شهداء عند الله ونتمثل في فقدانهم قول القائل:
مضى ابن سعيد حيث لَمْ يَبْقَ مَشْرِقٌ وَلَامَـــــــغْرِبٌ إِلَّا لَـــــــــــــهُ فِيــــــــــــــــــهِ مَادِحُ
وَمَـــــا كُنْتُ أَدْرِي مَا فـــــــَوَاضِلُ كَفِّــــــــــــهِ عَلَى النَّاسِ حَــــــتَّى غَيَّــــــــبَتْهُ الصَّفَائِحُ
وَأَصْبَحَ فِي لَحْدٍ مِنَ الْأَرْضِ ضَــــــــــــــيِّقا وَكَانَتْ بِهِ حيا تضيق الصحاصــــح
سَأَبْكِيكَ مَا فَاضَتْ دُمُوعِي فَإِنْ تَغِضْ فَحَسْبُكَ منى ما تجن الجوانـــــــــــــــــــــــــح
فما أنا من رزئي وَإِنْ جَلَّ جَازِعٌ وَلَا بِسُرُورٍ بَعْدَ مَــــــــــوْتِكَ فَــــــــــــــــــــارِحُ
كَأَنْ لَمْ يَمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ عَلَى أَحَدٍ إِلَّاعَـــــــــــــلَيْكَ النّـــــــــــــــَوَائِحُ
لَئِنْ حَسُنَتْ فِيكَ الْمَرَاثِي وَذِكْرُهَا لَقَدْ حَسُنَتْ مِنْ قَبْلُ فِيكَ الْمَدَائِح
اللهم أجزل الثواب لدعاة دينك وناشري سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، واجعلهم من المجاهدين فيك ،وتقبل من سقط منهم في ميدان الدعوة إليك شهيداً في سبيلك .
الله يتقبلهم شهداء فقد قتلوا الانبياء قبلهم عليهم السلام فنصرة الدين يكون بالنفس والمال والعلم فالصحابة رضوان الله عليهم قد حاربوا الاباء والابناء تحت بريق السيوف من أجل هذا الدين فنشروا الإسلام في بقاع الأرض فهدئ الله بهم العباد فأهل السنة أعلئ الله مقامهم سائرون علئ هذا النهج يحاربون البدع والضلال بأقلامهم وافواههم وأنفسهم محتسبين الأجر وأسال الله أن يمكن لأهل السنة في بقاع الأرض وينصرهم ع أهل البدع والضلال والمنافقين اللهم آنين
ارتقوا إلى ربّهم ….كتبهم الله عنده في زمرة الشهداء وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يقف وراء عمليات الاغتيال هذه .