الثلاثاء - 14 ربيع الأول 1446 هـ - 17 سبتمبر 2024 م

نَمُوذجان تاريخيان لابتلاء السَّلَفية بالتكفير والعدوان

A A

حين يكون التاريخُ سلاحَك وسلاحَ خصمك في محاولة كلٍ منكما الانتصار لقضيته، فهذا يعني أنكما قد قررتما سلفًا عدم الوصول إلى توافق، ذلك أن التاريخ كثير الأحداث وكل حدث قابلٌ لعدد من التفسيرات، كما أنه قابل للانتحال فما من قضية تاريخية مفصلية إِلَّا وتجد أن الثابت المروي في أحداثها مُختَلِطٌ بالمنحول المُفْترَى؛ لدرجةٍ جعلت علم التاريخ من أعسر العلوم لمن أراد أن يقوم بحَقِّه كما ينبغي له من أهل الاختصاص فيه، وقليل ما هم.

ومن القضايا المفصلية التي لم تتعرض لكثير من الانتحال وحسب، بل تعرضت للتعمية وسوء التفسير والانتقائية المقيتة: تاريخ العلاقة الفكرية بين دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين سائر الفرق والطوائف الإسلامية، منذ نشأة الدَّعوَة عام 1158ه -وهو تاريخ وصول الشيخ محمد رحمه الله تعالى إلى الدرعية- حتى يومنا هذا، وكذلك العلاقة العسكرية بين الدولة السعودية وبين الدول المجاورة، منذ نشأة الدولة في عهدها الأول حتى يومنا هذا.

ولا شك أنني لن أتمكن في مقال واحد من مناقشةِ كل ما تم انتحاله على الدَّعوَة والدولة، أو إبرازِ كل ما تم تجاهله والتعامي عنه من أحداث، ولكنني سأخصص المقال لضرب الأمثال وحسب، وعلى من كان محبًّا للإنصاف راغبًا في الوصول إلى الحقيقة الرجوع إلى الكتب المفردة التي اعتنت بهذه القضايا وأطالت فيها الحديث، وأعترف آسفًا أنها من الجانب المناصر للدعوة والدولة قليلة جدًا قياسا إلى حجم الهجمة وأهمية الموضوع بالنسبة إليهم.

فأعظم ما اتُّهمت به دعوة التجديد هو تكفيرها للمسلمين، ولن أناقش هنا حقيقة موقف الشيخ محمد -رحمه الله- وعلماءِ الدَّعوَة من التكفير، بل سأذكر وقائع تاريخية تُثْبِتُ أن خصوم الدَّعوَة هم من بدأوا بتكفيرها من حين ظهورها، وقبل أن ينتشر أمرها، وقبل أن ترفع الإسلام في قتال أحد.

وبيان ذلك أنه من المُستقر تاريخيًا: أن اللقاء والحلف التاريخي بين الدولة والدَّعوَة تم في عام 1157ه، وظلت دولة الدَّعوَة منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1187هـ ولم تتجاوز حدودها قرى ما يعرف في ذلك اليوم وحتى يومنا بالعارض وبعض بلدات الوشم والعُرض، وغالب هذه البلدات خضعت لدولة الدَّعوَة سلمًا.

ومع ذلك ابتدأها الآخرون بالتكفير والعدوان، أما التكفير فيرويه أحمد زيني دحلان في كتابه فتنة الوهابية، قال: “و كانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنًا منهم أنّهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب و المين فلمّا وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملّكوا به، ردّ عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقّق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم ضحكة ومسخرة كحمر مستنفرة فرَّت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضى الشرع بمكة تتضمّن الحكم بكفرهم بتلك العقائد؛ ليشتهر بين الناس أمرهم فيعلم بذلك الأول والآخر، وكان ذلك في مدّة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة وألف، وأمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا وفرَّ بعضهم إلى الدرعية” فانظر كيف أرسل القائمون على الدَّعوَة من يخبر بحقيقة دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة في بداية أمرها كما صرح بذلك دحلان، وهو ما قبل وفاة الشريف مسعود عام 1165، وكيف جوبهوا بالعرض على القضاء والحكم بكفرهم وحسبهم، بل انظر إلى غطرسة دحلان وهو يقول: وجدوهم ضحكة ومسخرة!

وذكر المؤرخ التركي سليمان خليل العزي: أن الشريف مسعود أرسل إلى السلطان محمود الأول بأن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ملحدين لا دينيين، وطلب المساعدة بالمال للقضاء عليهم.

وقد استجاب السلطان لطلب الشريف مسعود المدعم بالحكم القضائي، وأرسل له خمسة وعشرين كيسا من المال؛ لتجهيز العساكر لمقاتلة هؤلاء الخارجين عن الدين كما ذكر ذلك إسماعيل حقي في كتابه أشراف مكة في العهد العثماني، وكان ذلك تحديدًا سنة 1162هـ ودولة الدَّعوَة لم تتجاوز حدودها الدرعية، ولم يصل شريف مكة ولا الدولة العثمانية منها أَذًى سوى عدد من العلماء جاءوا لعرض ما يرونه على علماء مكة ومناقشتهم فجابهوا بحكم قضائي بالتكفير وبالحبس، وقال بعض المؤرخين بل تم الحكم بقتلهم.

والعجب من هذا السلطان الذي يرسل أكياس الأموال لمقاتلة أهل الدَّعوَة، ودولته لم ترسل يوما قبل ذلك جنديًا واحدًا لضم ديار نجد إليها، ولم ترسل كيسًا واحدًا لمساعدة أهل نجد على ما كان يصيبهم من اللأْوَاءِ والمساغب والمجاعات.

وقد وصلت الأموال للشريف مسعود لكنه لم يقم بشيء مما كُلِّف به حتى مات، مما يوحي بأنه إنما استصدر الحكم القضائي على دعاة الدولة السَّلَفِية وأرسل إلى السلطان من أجل أن يحصل على هذا المال.

وهناك من يَزعم أن دولة الدَّعوَة هي من اعتدى على الدولة العثمانية في العراق، وهي من ابتدأ أهل كربلاء بالقتل دون أي سبب سوى التكفير الذي يسعون جاهدين لإلصاقه بهذه الدَّعوَة المباركة، وقائل هذا إن كان جاهلًا فإنه في حاجة لسماع بقية القصة.

فحينما لم تقم إمارة مكة بما طُلب منها، أرسلت الدولة العثمانية جيشًا من العراق بغرض القضاء على دولة الدَّعوَة، وذلك سنة 1201هـ بقيادة ثويني بن عبد الله شيخ قبائل المنتفق، ومعه آلاف المقاتلين من قبائله ومن شمر وطيء والخزاعل سنة وشيعة، وتوغلوا في أراضي دولة الدَّعوَة، الدولة السعودية حتى وصلوا إلى بريدة وحاصروها، لكن الأنباء السيئة عن بلاد ثويني جعلته يفك الحصار ويعود أدراجه.

وكان رد الإمام عبد العزيز بن محمد على هذه الحملة: أن أرسل رسالة إلى والي بغداد تتضمن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب إلا أنَّ الوالي ردَّ عليها ردًا سيئا.

واستمرت قبائل العراق بمختلف انتماءاتها المذهبية تدعم الخارجين على الدولة السعودية وتؤوي المنشقين عنها مما اضطر الإمام عبد العزيز إلى شن غارات تأديبية على تلك القبائل.

وأعاد والي العراق إرسال القبائل العراقية بمختلف انتماءاتها الطائفية من جديد لإسقاط الدولة السعودية بقيادة ثويني مرة أخرى، وكانت هذه الحملة كبيرة جدًا وخطيرة إلا أن الله وقى شرها حيث قُتِل ثويني من قِبَل بعض جنوده، وتفرقت الحملة وطردتها قوات الإمام عبد العزيز حتى أوصلتها للعراق.

ولم تكتف الدولة العثمانية بهذه الهزائم، بل أرسلت سنة 1213هـ حملتين برية وبحرية مكونة أيضا من المكونات المذهبية العراقية، كانت البرية بقيادة علي الكيخيا، وحاصرت الهفوف والمبرز إلا أنها انهزمت واضطرت للانسحاب، وقابلتها قوات الإمام عبد العزيز بقيادة ابنه سعود، وكان بوسعها استئصال حملة الكيخيا إلا أنها آثرت السلم، ووقَّعت مصالحة بين الطرفين، فعادت قوات الكيخيا إلى العراق سالمة.

إلا أن شيعة العراق تسببوا في نقض هذا الصلح؛ حيث قامت فئات من شيعة العراق بالإغارة على ثلاثمائة من تابعي الدولة السعودية، ومحاصرتهم قرب النجف وقتلهم عن بكرة أبيهم، ولما وصل الأمر إلى الإمام عبد العزيز أرسل إلى والي بغداد يطلب ديتهم فقط، ويطلب معاقبة الجناة، إلا أن والي بغداد لم يستجب لذلك، فما كان من الدولة السعودية إلا أن أرسلت قواتها إلى جنوب العراق، وقاتلت كل من قاتلها وكان ذلك هو سبب ما عُرف تاريخيًا بوقعة كربلاء.

نعم كان رد الإمام عبد العزيز أليمًا وقويًّا، إلا أننا لا يمكن أن نلومه دون أن ننظر إلى الخلفيات التي انطلق منها، كما أنه ليس لنا أن نروي ما حدث في كربلاء دون نروي بواعثها.

أعود لأقول إن هذا المقال لم يأتِ ليروي كل شيء، لكنه جاء ليقول إننا حين نصر على جعل التاريخ حَكَمًا، ثم ننتقي منه أحداثًا وأقوالًا دون أن نتأمل سياقها وبواعثها، فهذا يعني بحق أننا لا نريد الوصول إلا إلى مزيد من الخصومة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

لماذا أحرق أبو بكر وعمر الأحاديث؟

تمهيد: يلتفُّ بعض فرق المبتدعة حول الحداثيين والعلمانيين، ويلتفُّ العلمانيون ومن نحى نحوهم حول هذه الفرق، ويتقاطع معهم منكرو السنَّة ليجتمعوا كلّهم ضدَّ منهج أهل السنة والجماعة في تثبيت حجية السنة والأخذ بها والعمل بها والذبِّ عنها. وبالرغم من أنّ دوافع هذه الفرق والطوائف قد تختلف، إلا أنها تأخذ من بعضها البعض حتى يطعنوا في […]

هل كان ابن فيروز وغيره أعلم من ابن عبد الوهاب بمنهج ابن تيمية؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يعتمد المخالفون على أن مناوئي الدعوة -من الحنابلة- كانوا معظِّمين لابن تيمية وابن القيم، بل وينتسبون إليهم أيضًا؛ كابن فيروز وابن داود وابن جرجيس، ويعتبرون ذلك دليلًا كافيًا على كونهم على مذهب ابن تيمية، وعلى كون الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدًا عن منهج الشيخين ابن تيمية وابن القيم. […]

ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته (محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته([1]) محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية   اسمه ونسبه: هو محدث الحرمين الشريفين الشَّيخ الدكتور أبو ميْسُون عُمر بن حسن بن عثمان بن محمد الفُلَّاني المدني المالكي، المعروف بـ(عمر حسن فلاته)([2]). مولده: ولد الشَّيخ في المدينة المنورة […]

ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده.  وبعد: فهذه ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخذتها من كتاب زعماء الإصلاح للكاتب والأديب المصري الراحل أحمد أمين، وقد ضمنتها بعض التعاليق التي تبين الوجهة الصحيحة من الشيخ وما في زمانه من أحداث، وتتميز […]

أسانيد الأمة عن الأشاعرة ووجود فجوة بين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب (دعوى ونقاش)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الدعاوى التي يروّجها كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين القولُ بأن أسانيد علوم الإسلام نُقلت من خلالهم، مثل علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم التفسير والأصول، فنقَلَةُ الدين في العصور المتأخرة من الأشاعرة، أو على الأقل من المتأثرين بهم، وحتى فقهاء الحنابلة لم يسلَموا من تقريرات الأشاعرة في كتبهم. ثم […]

فتوى الشيخ عبد الرحمن بن عبدِ الله السُّويدِي (1134- 1200هـ) في فَعاليَّات الدَّرْوَشة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله. هذه فتوى لأحدِ علماءِ العراق في القرن الثاني عشر الهجري -وهو الشيخ عبد الرحمن السويدي الشافعي ت 1200هـ- في الأعمال التي يقوم بها المتصوّفة من أكل الحيات ودخول النيران، وضرب الصدور بالحراب وغير ذلك. وقد اشتهرت هذه الأعمالُ عن أتباع الطريقة الرفاعية منذ دخول التتار إلى بغداد […]

إيضاح ما أَشكَل في قصة موسى عليه السلام وملك الموت

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: إن حديثَ لطم موسى عليه السلام لملك الموت من الأحاديث التي طعَن فيها المبتدعةُ منذ وقتٍ مبكِّرٍ، وتصدَّى العلماءُ للردِّ عليهم في شُبهاتهم. وقد صرّح الإمامُ أحمد رحمه الله لما سئل عن هذا الحديث بأنه: (لا يدَعُهُ إلا ‌مُبتَدِع أو ضعيف الرأي)([1])؛ ولذلك ذكر الأئمة الإيمان بهذا الحديث […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017