الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

الاجتماع الأوَّل بين علماء نجد وعلماء مكة

A A

ذكرنا في الورقة العلميَّة المنشورة في “مركز سلف” بعنوان “اتّفاق عقيدة علماء نجد وعلماء مكة”([1]) أنه في عام ١١٨٤هـ أرسل الشيخ محمدُ بن عبد الوهاب والإمامُ عبد العزيز بن محمد بن سعود الشيخَ عبد العزيز الحصين إلى والي مكة الشريفِ أحمد بن سعيد -بطلب منه-، ولم نبيِّن هل كان هذا أول اجتماع بين علماء نجد ومكة، أم أن هناك اجتماعًا آخر سبقه؟ وما نتيجته؟

تشير الروايات التاريخيَّة إلى أنه قدم إلى مكة أيام الشريف مسعود ثلاثون عالِمًا سلفيًّا من نجد للدعوة إلى التوحيد الخالص بين أصحاب العلم في مكة([2]).

فقد روى أحمد زيني دحلان وقائعَ ذلك اللقاء، وقال: “وكانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعةً من علمائهم ظنًّا منهم أنّهم يفسدون عقائد علماء الحرمين، ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب والمين، فلمّا وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملَّكوا به؛ ردَّ عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقَّق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم ضُحكة ومسخرة؛ كحمر مستنفرة فرَّت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملةً على كثير من المكفّرات، فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجَّة عند قاضي الشرع بمكة تتضمَّن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم، فيعلم بذلك الأول والآخر، وكان ذلك في مدَّة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة وألف، وأمر بحبس أولئك الملحدة، فحبسوا وفر بعضهم إلى الدرعية”([3]).

وذكر دحلان عددَ الذين قدِموا من نجد فقال: “وأرسلوا قبل ذلك ثلاثين من علمائهم ظنًّا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين، ويدخلون عليهم الكذب والمين”([4]).

وفي كلا الاجتماعين الأوَّلين (أيام الشريف مسعود ثم الشريف أحمد بن سعيد) يروي دحلان أن علماء مكة حكموا على علماء نجد بالتكفير! حيث يقول: “فلمَّا مضَت دولة الشريف مساعد، وتقلَّد الأمرَ أخوه الشريف أحمد بن سعيد؛ أرسل أمير الدرعية جماعة من علمائه، كما أرسل في المدة السابقة، فلما اختبرهم علماء مكة وجدوهم لا يتديَّنون إلا بدين الزنادقة، فأبى أن يقرَّ لهم في حمى البيت الحرام قرار، ولم يأذن لهم في الحجِّ بعد أن ثبتَ عند العلماء أنهم كفَّار؛ كما ثبت في دولة الشريف مسعود”([5]).

وهناك اختلافٌ في المصادر حولَ الطريقة التي وصلت بها أخبار الدعوة الإصلاحية النجدية إلى الحجاز، وما ذكره دحلان يحتاج إلى مناقشة، فعدد العلماء الذين قال: إنهم أوفدوا من المستبعدِ أن يكونَ حقيقيًّا؛ لأن الدعوة كانت حينذاك في بدايتها، ولا داعي لإكثار العدد إلى هذا الحدِّ على أيِّ حال.

ولو أُرسل وفد من هذا النوع -مهما كان عدد أفراده- لما ترك ذكره ابن اغنام الذي كان يحرص كلَّ الحرص على تدوين ما له علاقةٌ بالأمور الدينية من حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته.

أمَّا المؤرِّخ التركيّ سليمان عزي فيذكر في حوادث سنة 1163هـ أن شريفَ مكة أخبر السلطنة العثمانية بظهور الشيخ ابن عبد الوهاب في نجد، وأنه سمع أن العلماءَ في جهته بدؤوا يتّبعونه، وأنه استشار علماءَ مكة بشأنه، فأشاروا عليه أن يحاول إقناعَه بالعدول عن رأيه، فإن رفضَ ذلك فيجِب قِتاله، وعندما لم يردَّ ابن عبد الوهاب على رسالة الشريف قبض على ستين رجلًا من جماعته في موسم الحج، ونكَّل بهم، ثم نفاهم إلى بلادهم([6]).

وواضح من رواية عزي أن معلوماتِ شريف مكة عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مغلوطةٌ مبنيَّة على السماع، وفي رواية دحلان أيضًا ما يؤيِّد ذلك، وهذا ينطبق مع ما هو موجود في تاريخ ابن غنام عن الدور الذي قام به بعض العلماء النجديِّين المعارضين لدعوة الشيخ من تشويهٍ لحقيقتها في الحجاز؛ ولذلك فإنه من المرجح أن تلك الدعوة قد وصلت إلى الأشراف أولَ الأمر مشوَّهةً عن طريق خصومها في نجد. ورواية عزي تفيد أيضًا أن الذين سجَنهم شريفُ مكة لم يكونوا وفدًا من العلماء، وهذا ما تؤيِّده رواية ابن بشر من أن ذلك الشريف سجن حجاجَ نجد سنة 1163هـ.

وهذا المؤرخ النجديُّ يقصد بطبيعة الحال أن المسجونين كانوا من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن المحتمل أنه كان من بين أولئك الأتباع من دفعهم حماسهم للدعوة إلى الجهر بمبادئها في موسم الحج. ولعلهم كانوا غير مؤهَّلين من الناحية العلمية لإزالة الصورة القاتمة التي سبق أن بثَّها في الحجاز معارضو الدعوة من النجديين، فلم يكن غريبًا إذًا أن يتَّخذ الشريف حيالهم ما اتخذه من إجراءات ظالمة([7]).

نتيجة اللقاء الأول:

ومهما صحَّ من هذه الروايات فإنَّ الظاهر من حال الدعاة الذين قدموا إلى مكة أنهم أرادوا أن يخبروا عن حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالحكمة والموعظة الحسنة في بداية أمرها؛ كما صرح بذلك دحلان، وكانت النتيجة أن جوبهوا بالعرض على القضاء والحكم بكفرهم وحبسهم بالسلاسل والأغلال([8]).

وتبقى جملة من التَّساؤلات: هل حُكمهم على الدعاة الذين عرضوا عليهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتكفير كان حكمًا صائبًا أم لا؟ وبماذا كُفروا؟ وما الناقض الذي ارتكبوه حتى حُكم عليهم بالردة؟ هل كان هؤلاء الدعاة يدعون إلى الشرك أم إلى التوحيد؟!

والجواب عن هذه الأسئلة كلها نجدها واضحة جليَّة في الاجتماعات التي تلتها، وهي أجوبة صريحة حدَّدت معالم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حتى قال الإمام الشوكاني عن أحد تلك الاجتماعات: “وقد رأيتُ كتابًا من صاحب نجد -الذي هو الآن صاحب تلك الجهات- أجاب به على بعض أهل العلم، وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده، فرأيت جوابه مشتملًا على اعتقاد حسنٍ موافق للكتاب والسنة، فالله أعلم بحقيقة الحال. وأمَّا أهل مكة فصاروا يكفِّرونه ويطلقون عليه اسم: الكافر، وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة، فناظر علماء مكة بحضرة الشريف في مسائل تدلّ على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين”([9]).

بل إن الغلبةَ لعلماء نجد في قضايا التوحيد معروفة؛ إذ هي دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، نقل فتح الله الصايغ في رحلته إلى الدرعية لقاءه بالإمام عبد الله بن سعود، وكان مما ذكر: “وعنده علماء عارفون بأمور ديانتهم، وربما بلغَك -أيها القارئ- أن الوهابيَّ كان أرسل قديمًا عالما مجادِلا للشام، وغلب علماء الشام جميعهم، وهذا شيء مشهور عند كافة الناس”([10]).

ويقول شارل ديدييه في رحلته إلى الحجاز: “تقدّم الوهابية للبدو مفاهيم أكثر صحة عن الألوهية، وعن مصير الإنسان على هذه الأرض، وعن واجبات الإنسان تجاه الإنسان. لقد فتحت أذهانهم على أفكار أكثر نبلًا، وقلوبهم على خلق أكثر سموا”([11]).

فالفطرة تميل إلى هذه الدعوة، وهي الظاهرة على غيرها بالدليل النقلي والعقلي، وهذا سرُّ قوتها، وسرعة تأثيرها على المدعوِّين، وهو مصدر خوف كثير من مناوئيها؛ لذا استخدموا أسلوب الترهيب لإخافة الناس من متابعتهم.

والحال في أساليب تعامل أهل البدع، وكيف يروِّجون لبدعتهم، كما يقول الإمام اللالكائي (ت418ه): “ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر، أو بشيطانٍ معاند فاجِر، يضلّ الناس خفيًّا ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه، أو يستميل قلبه بماله ليضلَّه عن سبيل الله؛ حمية لبدعته، وذبًّا عن ضلالته؛ ليردَّ المسلمين على أعقابهم، ويفتنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعًا وكرهًا”([12]).

تأثير الحكم القضائي عليهم بالتكفير:

ذكر المؤرِّخ التركي سليمان خليل العزي أن الشريف مسعود أرسل إلى السلطان محمود الأول بأن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ملحِدون لا دينيّون، وطلب المساعدةَ بالمال للقضاء عليهم.

وقد استجاب السلطان لطلب الشريف مسعود المدعَّم بالحكم القضائي، وأرسل له خمسة وعشرين كيسًا من المال لتجهيز العساكر لمقاتلة هؤلاء الخارجين عن الدين.

ويقول إسماعيل حقي: “لقد أرسل الشريف مسعود عريضة إلى الحكومة في 1162هـ/ 1749م، أشار فيها إلى وجود شخص من أهالي العيينة -وهي إحدى قرى نجد- يدعى محمد بن عبد الوهاب يصدر اجتهادات. وقد ردَّت الحكومة على عريضة الشريف بكتاب جوابي في سنة 1163هـ، طلبت منه فيه إقناع هذا الشخص، وأمرت والي ولاية حبش ومتصرف جدة وشيخ الحرم المكي عثمان باشا بأن يعمل بنشاط مع أمير مكة المكرمة بهذا الخصوص”([13]).

ودولة الدعوة في ذلك التاريخ المذكور لم تتجاوز حدودها الدرعية، ولم يصل شريف مكة ولا الدولة العثمانية منها أَذًى سوى عدد من العلماء جاؤوا لعرض ما يرونه على علماء مكة ومناقشتهم، فجوبهوا بحكم قضائي بالتكفير وبالحبس، وقال بعض المؤرخين: بل تم الحكم بقتلهم.

والعجب من هذا السلطان الذي يرسل أكياس الأموال لمقاتلة أهل الدعوة، ودولته لم ترسل يومًا قبل ذلك جنديًّا واحدًا لضمّ ديار نجد إليها، ولم ترسل كيسًا واحدًا لمساعدة أهل نجد على ما كان يصيبهم من اللأواء والمساغب والمجاعات.

وقد وصلت الأموال للشريف مسعود، لكنه لم يقم بشيء مما كُلِّف به حتى مات، مما يوحي بأنه إنما استصدر الحكم القضائي على دعاة الدولة السلفية وأرسل إلى السلطان من أجل أن يحصل على هذا المال([14]).

وختامًا نقول:

1- لم يفصل أحمد دحلان في مضمون المسائل التي حصل النقاش حولها بين علماء نجد وعلماء مكة أيام الشريف مسعود، كما أنه لم يسمِّ أحدًا منهم، وإنما اكتفى بذكر أن ثمة حكمًا قضائيًّا صدر بتكفير علماء نجد!

2- كان لوجود أحمد دحلان في مكة أثرٌ قويّ في رواج مفترياته وشبهاته عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حتى صارت الحجاز بعد سقوط الدرعية سنة 1234هـ مركزَ دعاية ضدَّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته، بعدما أقصَت الوهابيين قوات محمد علي باشا حاكم مصر آنذاك على إيعاز من الحكومة العثمانية، وأضحت تنتشر في الحجاز -فيما يتصل بالشيخ- أمور مستهجنة، إن سمعها مسلم فإنه لا يكره شخصَه فحسب، بل يعتبره أكفر الكافرين في العالم كلِّه.

وبما أن الحرمين الشريفين هما مركز المسلمين الروحيّ والدينيّ ومهد الدعوة الإسلامية ومنتجع الحجيج من المسلمين في العالم كله، يختلف إليها المسلمون ولا سيما في مناسبة الموسم، ساعد كل ذلك على انتشار كل ما يحاك فيهما ضد الوهابيين، أو يدور حولهم في المحافل والنوادي، أو يقال ويكتب في المؤلفات، ساعد على انتشاره في طول العالم وعرضه([15]).

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) وهذا رابطها في موقع مركز سلف:

      https://salafcenter.org/2622/

([2]) ينظر: صفحات من تاريخ مكة، سنوك (1/ 274).

([3]) فتنة الوهابية (ص: 10-11).

([4]) خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام (ص: 299).

([5]) خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام (ص: 300).

([6]) انظر: تاريخ عزي (ص: 207).

([7]) انظر: تاريخ المملكة العربية السعودية، عبد الله العثيمين (1/ 123-125).

([8]) انظر: خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام (ص: 300).

([9]) البدر الطالع (2/ 6-7).

([10]) رحلة فتح الله الصايغ الحلبي (ص: 264).

([11]) رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي (ص: 239).

([12]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 15).

([13]) أشراف مكة في العهد العثماني (ص: 179).

([14]) انظر: نموذجان تاريخيان لابتلاء السَّلَفية بالتكفير والعدوان، د. محمد السعيدي، موقع مركز سلف للبحوث والدراسات، على هذا الرابط:

      https://salafcenter.org/44/

([15]) انظر: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص: 51)، دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، محمد منظر النعماني (ص: 26، 27).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017