الثلاثاء - 29 ربيع الآخر 1447 هـ - 21 أكتوبر 2025 م

كلمة مركز سلف حول اعتراف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني

A A

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

في مساء الأربعاء السابق أنفذ الرئيس الأميركي ” ترامب ” ما وعد به أثناء حملته الانتخابية ، وصدّق على القانون الذي أصدره الكونغرس الأميركي في 23 أكتوبر 1995م ، والذي  يسمح بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمةلإسرائيل، وأعطى الحرية للرئيس بالتوقيع عليه لإقراره. وقد أعطى القانون الرئيس الأميركي سلطة تأجيل تنفيذه لمدة 6 أشهر، وإحاطة الكونغرس بهذا التأجيل، وهو ما دأب عليه الرؤساء الأميركيون المتعاقبون .

و يأتي قرار ” ترامب ” في هذا التوقيت استغلالاً لحالة الضعف والتشرذم وتناقض المصالح بين كثير من الدول الإسلامية المؤثرة ، وهو ما يكبل اكثرها – وربما جميعها – عن اتخاذ ردود أفعال ترقى لتطلعات وطموحات الشعوب المسلمة التي تشعر بالمراراة من هذا الصلف والاستكبار الأميركي والصهيوني .

و كالمتوقع ، تتابعت ردات الفعل على المستوى الدولي والإسلامي والعربي ؛ نظرًا لما تمثله قضية القدس والمسجد الأقصى من قداسة – خصوصًا عند المسلمين – بحيث  لا يمكن المساومة عليها أو مقايضتها .

و انطلاقًا من واجبنا تجاه قضايانا الإسلامية ، يتعين علينا التذكير ببعض المحاور الرئيسة حول هذه القضية .

1-قداسة وعدالة القضية :

لم يرد ذكر المسجد الأقصى وبيت المقدس في كتاب الله تعالى إلا موصوفًا بالقداسة أو البركة ، قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الإسراء :1] قال ابن كثير في تفسيره : ” وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء ، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل؛ ولهذا جمعوا له هنالك كلهم، فأمهم في محلتهم ، ودارهم “.

و في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر لما سأله : ” أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى ، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة ” .[ رواه مسلم، رقم (520)] . وهذا يدل على ان عمارة المسجد كانت على يد إبراهيم عليه السلام أو إسحق أو يعقوب أو هم جميعًا ؛ لأن الثابت أن إبراهيم عليه السلام هو من بنى الكعبة ، والفارق بينهما أربعون عامًا . وقد بُني المسجد على التوحيد والإسلام دين إبراهيم وإسحق ويعقوب ، ووصيتهم لأبنائهم من بعدهم .

والمسجد الأقصى –كالمسجد الحرام- ميراث الأنبياء لأهل التوحيد والإسلام على مر العصور والأزمان ، بغض النظر عن النسب والعرق . وقد زالت أحقية بني إسرائيل منها لما كفروا وبدلوا وأفسدوا في الأرض، وانتقلت وراثتها إلى أهل الإسلام أتباع إبراهيم على الحقيقة . وكان التنبيه على ذلك منذ فجر دعوة الإسلام ، فأُمِر  المسلمون بالتوجه إلى بيت المقدس في الصلاة أول أمرهم، وأسرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم إليه ، وجمع الله له الأنبياء ، وصلى بهم إماما ، ليبين  إمامة النبي صلى الله عليه وسلم وانتقال القيادة له ولأمته ؛لاستكمال مسيرة الأنبياء .

فالقدس بدأت إسلامية وستعود -بموعود الله- إسلاميةً، ولو كره الكافرون .

وما كان بهذه القداسة فإنه – كما أسلفنا- ليس محلاً للمقايضة او المفاوضة ، بل يظل حقًا سليبًا يجب على المسلمين السعي لاسترداده .

2- طبيعة الصراع :

لا يمكن إدارة صراع بشكل ناجح دون فهم أبعاده ودوافعه . والقرآن العظيم بيّن لنا ذلك بيانًا شافيًا ، فقال تعالى { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [ البقرة : 217] وبين عز وجل انهم لا يرضون عن المسلمين حتى ينسلخوا من دينهم تمامًا ، فقال تعالى : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [ البقرة: 120] .

والمشروع الصهيوني قائم في أصله على أساس ديني ، فالقدس عندهم ، بل من النيل إلى الفرات هي وعد الله لهم ،  ففي سفر التكوين ، الاصحاح 15، الاية 18 : ” في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلًا لِنَسْلِك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ” . و بينما يربي اليهود أبنائهم على ذلك ؛ يجتهد العلمانيون العرب في إضعاف القوة المحركة للمسلمين ، والباعثة لمكامن طاقاتهم ، وتضليل المسلمين عن طبيعة هذا الصراع .

وهذا النص الذي يحتج به الصهاينة من توراتهم المحرفة ، إن صح ، فليس فيه دليل على ما يزعمونه ، فإن العرب هم نسل إبراهيم وقد بقوا في هذه الأرض منذ تفرق عنها بنو إسرائيل في الآفاق ، ثم دخلوها مع عمر بن الخطاب ولازالوا أهلها حتى اليوم .

أما يهود اليوم فأقل القليل منهم ينتسوبون حقاً إلى بني إسرائيل وفي ذلك أبحاث كثيرة تثبت ذلك من علم التاريخ وعلم السلالات ؛ والشاهد من ذلك : أن نص توراتهم لو صح فهو مرتد عليهم .

3- التحالف البروتستانتي الصهيوني :

كذلك يدعم الأمريكان الكيان الصهيوني دعمًا مطلقًا ؛ انطلاقًا من عقيدة دينية  بروتستانتية ، تؤمن بعودة المسيح المخلص ليحكم العالم ، وقبل ذلك لا بد من حشر اليهود في أرض فلسطين، وإقامة دولة صهيون، وهدم المسجد الأقصى ، وإقامة كيان اليهود مكانه . ومن هنا قام هذا التحالف الاستراتيجي ، وهذا الدعم المطلق .

وقد أكد هذه الحقيقة عدد من الباحثين الأمريكيين منهم جورج بوش الجد في كتابه “إحياء رميم إسرائيل” وبول فندلي في كتابه”من يجرؤ على الكلام”

4- هل يمثل القرار خطرًا ؟

يحاول البعض التهوين من شأن الأمر بحجة أن القدس محتلة بالفعل ، فلا جديد في الأمر . وهذا غير صحيح ؛ فهذه الخطوة تمثل اعترافًا من أكبر دولة في العالم بأحقية اليهود للقدس ، وهو ما ينافي الوضع القانوني الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة منذ عام 1967م . وفرق  بين باطل معترف ببطلانه ، وشرعنة هذا الباطل والاعتراف به . ثم إن القرار سيدفع لتتابع دول العالم على مثل ذلك ، وهو ما يرسخ اعتبار القدس عاصمة للصهاينة ومن ثَمَٓ إخراجها من أي سياق تفاوضي مرتقب .

فالقرار يمثل خطوة كبيرة في عملية تهويد القدس بل وهدم المسجد الأقصى وإقامة الكيان المزعوم .

5- واجب الأمة : يتنوع الواجب بحسب القدرة والعجز ، والمسؤولية التي يتولاها الشخص . فما يخاطب بها الحكام غير ما يخاطب به العلماء ، وما يخاطب به عموم المسلمين ، والكل مأمور على حسب طاقته ، فمن ذلك :

-السعي لجمع كلمة المسلمين ، وإزالة أسباب الشقاق، فإنه ما استهان العدو بنا إلا بالتنازع المفضي للفشل وذهاب الريح والقوة .

-العمل على إنهاء حالة الفوضى التي دبت في كثير من بلاد المسلمين ، وكان المشروع الرافضي، والتكفيري الخارجي من أكبر عوامل هدم حواضر وبلاد أهل الإسلام ، وانشغال البقية بما نتج عن ذلك .

-المقاطعة السياسية للكيان الصهيوني ، وإيقاف أي كلام حول عملية سلام في ظل مصادرة ركن القضية الأساسي .

-الضغط السياسي والقانوني والاقتصادي ، وللأسف يمتلك المسلمون من ذلك أوراقًا كثيرة ولكنهم لا يجيدون استخدامها .

-تذكير المسلمين بحقيقة الصراع، وإحياء القضية في نفوسهم بشتى الوسائل والفعاليات المشروعة .

-الحذر من الخطاب الانهزامي الذي يبث روح الإحباط في نفوس الأمة وشبابها ، فالهزيمة النفسية هي الهزيمة الحقيقية . والتاريخ يثبت أن الامة تمرض ولكنها لا تموت بفضل الله تعالى . وقد مرت على المسلمين سنون ومحن أشد مما يجري الآن ، وقامت الأمة بعد ذلك من رقدتها . فالتبشير بوعد الله تعالى وبث الثقة في نفوس المسلمين مما يتعين خاصة في مثل هذه الأزمات ، وقد أمر الله تعالى موسى عليه السلام زمن تسلط فرعون علي قومه بالتبشير ، { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }[يونس: 87] .

-الإنكار لهذا الأمر بكل الوسائل الممكنة، وإظهار بطلانه للعالم ، وإظهار مدى غضب المسلمين من ذلك ، وأنهم لا يمكنهم قبوله ، وهذا يدخل ضمن الإنكار باللسان ، وهو واجب، خاصة لمن عجز عما فوقه . ولا يصح الاستخفاف أو الاستهزاء  بمشاعر الشباب الذين يظهرون غضبهم على مواقع التواصل بحجة ان هذا لا يفيد ، فإن أكثرهم لا يستطيع أكثر من ذلك ، ومن يستخف بهم غالبا لا يفعل شيئًا كذلك .

-ويبقى الواجب الحقيقي اللازم لكل فرد من أفراد الامة ، وهو العودة إلى الله ، وتحقيق الإيمان والعمل الصالح والدعوة إلى الله تعالى بكل الطرق الممكنة والمتاحة ، والسعي في الإصلاح بحسب الممكن والمتاح ، فإن هذا طريق التغيير الحقيقي ، والذي به يتحقق موعود الله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[ النور: 55 ] .

3 ردود على “كلمة مركز سلف حول اعتراف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني”

  1. يقول عدنان العسيري:

    بحث رصين، كتب ربي أجركم وزادكم توفيقا وتستديدا ..
    وما تقومون به هو من الجهاد في سبيل الله، بارك ربي عملكم وأيامكم وأموالكم وأولادكم ونفع بكم.

  2. يقول عدنان العسيري:

    بحث رصين، كتب ربي أجركم وزادكم توفيقا وتسديدا ..
    وما تقومون به هو من الجهاد في سبيل الله، بارك ربي عملكم وأيامكم وأموالكم وأولادكم ونفع بكم.

  3. يقول سعيد القرني:

    بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017