الخميس - 26 ربيع الأول 1447 هـ - 18 سبتمبر 2025 م

مبدأ قبول الآخر بين السلفية والثقافة المعاصرة

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

تنظر الثقافة الغربية لمبدأ  “قبول الآخر “باعتباره أهم مفاخر منتجاتها القيمية، والثقافية، وتعبر مع مجموعة القيم الأخرى عن مضمون الديمقراطية الغربية.

ومع اتساع نطاق “العولمة”سعت القوى الغربية لفرض منظومة قيمها بكل الوسائل والطرق؛ حتى صارت هذه المنظومة قانونًا عالميا ملزما لكافة الدول ، بغض النظر عن اختلاف سياقها الثقافي والديني .

تلقف الداخل-المنهزم حضاريا تحت وقع الانهزام المادي-المصطلح المصدر، وعمل على تأصيل المفاهيم الغربية الحديثة داخل المرجعية الثقافية والتراثية الإسلامية، لكي يبرهن بذلك على أصالة الدخيل !وأن له جذوراً، إن في ديننا وشرعنا، أو على الأقل في تراثنا بشكل عام، وهو ما أسماه المفكر المغربي محمد عابد الجابري في إحدى محاضراته  بـ”تبيئة المفاهيم الحديثة في ثقافتنا”١،وقد وجد”الجابري” ضالته في تجذير التسامح وقبول الأخر ،  في مفهوم”العدل”عند المعتزلة، و”الحرية”عند “القدرية”ومفهوم الإيمان عند “المرجئة”.٢، باعتبار هذه المفاهيم هي الأسس الفكرية لمفهوم التسامح ونبذ التعصب .[وهي أطروحة غريبة جدًا تتجاهل حقيقة هذه الفرق وتعسفها مع المخالف بل وتكفيرها له ، ولكن لسنا بصدد مناقشتها ].

 

في السنوات الأخيرة، تجاوزت حالة الدعاية للقيم الغربية النخب والمثقفين، الذين شكل خطابهم النخبوي حاجزًا بينهم وبين الجماهير ،لتروج هذه المفاهيم بطريقة شعبوية مبسطة، مستهدفة قطاعات عرضية واسعة من الشباب المسلم ،عبر سلسلة من المناشط الثقافية التي تركز جل جهودها على ثقافة “قبول الآخر”بشكل مثير للانتباه، أفلام وروايات وكارتون أطفال ومؤتمرات وورش عمل ، كلها عن “قبول الآخر”!

يحكي بعض الأصدقاء، ممن حضروا أحد هذه المناشط في بعض البلدان العربية، أنه وزع على الحاضرين استبيان في بداية الدورة، حول من تقبل أن يكون في دائرة أصدقائك؟ ضمت القائمة المثلي، والملحد، اليهودي، المسيحي ،الزانية  !أغلب الحاضرين رفضوا في البداية كل هؤلاء باستثناء المسيحي. بعد ثلاثة أيام من المحاضرات وورش العمل ، تم إعادة الاستبيان وكانت النتيجة بالإجماع: أننا وإن رفضنا بعض هذه التصرفات ؛ إلا أننا لا نمانع من كونهم في دائرة أصدقائنا ومعارفنا ! . هذا هو ملخص فكرة قبول الآخر التي يروج لها .

 

ولا يقتصر الأمر على دعاة الليبرالية، بل يشاركهم في ذلك بعض الدُعاة، ممن يقدمون خطاباً ليبروإسلاميا، حتى كتب بعضهم كتابا يصف فيه إبليس أنه أول من رفض الآخر، بخلاف الملائكة التي تقبلت الآخر !،وهو يبين مدى السخف الذي يمكن أن يصل إليه العقل المشبع بالتقليد الأعمى، ومحاولة إنتاج مفاهيم في غير سياقها الموضوعي أو التاريخي.

برز مفهوم التسامح وقبول الآخر، في منتصف القرن السادس عشر ، أثناء الصراع المشتعل بين الكاثوليك الذين كانوا يكفرون البروتستانت، ويرونهم هراطقة، خارجين عن الدين.

حاولت أوروبا  التغلب على صراعاتها المذهبية عن طريق إحياء التسامح وقبول الآخر. وتطور هذا المفهوم عبر مراحل عدة ، حتى وصل في زمننا إلى دعوة البابا فرنسيس لقبول الملحد والمثلي !، ورغم كل هذا ظل هذا الآخر مقبولاً شريطة الذوبان في “الأنا” الغربي . وأما خارجه فظلت فلسفة “هيجل” بجدليته الشهيرة”السيد والعبد” هي المسيطرة على”السيد”الغربي ، الذي لا يرى في الآخر المسلم والعربي إلا مجموعة من البرابرة الهمج، يجب على السيد احتلالهم والتحكم في مقدراتهم .ورغم ذلك  لم يستطع الغرب -حتى الآن-التغلب على موجات رفض الآخر في داخل مجتمعاتهم ، ولو كان آخر في لونه ، فضلا أن يكون مهاجرا مسلما !ويمكن النظر إلى الحالة الأمريكية ، حيث يلقى المرشح المتطرف “ترامب” تأييدا شعبويا كبيراً رغم خطابه الإقصائي الرافض لأي آخر في العرق، أو اللون، فضلاً عن الدين .

من الواضح إذاً اختلاف السياق الذي تم فيه إعادة إنتاج المصطلح، فالثقافة الإسلامية لم تعرف عبر تاريخها، اعتبار المخالف في اللون، والجنس، والعرق مكون آخر، وتعاليم الإسلام واضحة في نفي الأفضلية إلا بالتقوى . ولم تبرز إشكالية “قبول الآخر” ولو في الدين،  كمفرز داخلي، بل تم استيرادها-كعامة المفاهيم المستوردة-وإيجاد المشكلة حولها، لتبرير تقديمها بكثافة.

كل ما سبق، لا يعني رفض المفهوم لمجرد كونه دخيلا، ولكن يبقى الإشكال دوما، أيهما يكون معيارًا يحاكَمُ إليه ؟ هل نحاكم الشرع وفق معيارية “قبول الآخر”فنرد، أو نتأول ما يخالف المعيار المخترع؟ أم نجعل الشرع حاكما على كل الثقافات، والمفاهيم، والفلسفات الوافدة مهما كانت سطوتها؟ هذا ما يحتم علينا أن نضع بعض المحددات التي من خلالها ننظر: من هو الآخر؟ وما معنى قبوله ؟ ومدى توافق أو تصادم المفهوم مع الشريعة .

 

-قبول الآخر والنسبية : اكتوت أوربا عبر تاريخها، بالحروب المذهبية، والدينية، وقد كرست هذه الخلفية ثنائيات كثيرة في البنية المعرفية الغربية، ما يهمنا في موضوعنا،  ثنائية  المطلق والتعصب ، والنسبي وقبول الآخر؛ فادعاء احتكار الحقيقة المطلقة في الدين سيؤدي للتعصب ضد المخالف، ورفض وجوده، والحل -من وجهة النظر الغربية -في النسبية. ٣، بل يرفض بعض المثقفين الليبراليين كلمة التسامح، لأنها تنطوي على موقف استعلاء “حيث يوجد المتسامح في مستوى أعلى والمتسامح معه في مستوى أسفل”٤ . ولا توجد هذه الثنائية في الثقافة الإسلامية ، فالمسلمون الذين يعتقدون اعتقادًا مطلقًا بصحة دين الإسلام، وبطلان ما سواه ، شهد لهم خصومهم أنهم كانوا في غاية التسامح مع غير المسلمين ، وهي شهادات مشهورة .وأما اللون والجنس والعرق فلم يعتبره المسلمون من المكون “الأنوي”؛ ومن ثم فلا آخر من الأساس، بل هو نفس المؤمن، كما التعبير القرآني الفريد في أكثر من موضع{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ }الحجرات (١١)وقوله تعالي {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ  }النساء (٢٩).

 

-الولاء والبراء والتسامح :يخلط البعض بين هذين المقامين، إن من الإسلاميين أو الليبراليين ، فالولاء والبراء مجاله العقائد، التي لا مجال للمداهنة فيها، بخلاف التسامح فإن مجاله المعاملة .والله تعالى الذي قال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)}الممتحنة  هو -سبحانه-الذي قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}المائدة ، وغيرها من الآيات الكثيرة جدًا، ولا تعارض ؛فمعاني الولاء تدور حول المودة القلبية، والرضا بدينه ، وتصحيح دينهم ، والنصرة له على ذلك ، وطاعتهم فيما يأمرون به من الكفر والصد عن سبيل الله ، والتشبه بهم في عباداتهم وعاداتهم الخاصة المميزة لهم ،ونحو ذلك من المعاني التي تدور حول ما ذكرنا . وأما البر والإقساط فيتعلق بأمور المعاملات التي تؤدي للتعايش السلمي، كالبيع والشراء، والإجارة، والإهداء إليه وقبول هديته، وزيارة مريضه ، وتعزيته ، ونحوها من مظاهر المعاملات التي تحقق التعايش بين أبناء الوطن الواحد وإن اختلفت أديانهم .  بل ذهب الإسلام لما هو أبعد من كل هذا فأجاز زواج المسلم من الكتابية العفيفة ، وتحقق التعايش السلمي واقعا حيا في المدينة لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وقت أن كان العالم لا يعرف شيئا عن هذه  المعاني . وإشكالية بعض المثقفين العرب، بل وبعض الإسلاميين هو الترويج لفكرة “قبول الآخر”غير المسلم  دون بيان حدود التقبل لهذا الآخر، هل هو تصحيح دينه؟ أو الرضا به ؟ أو اعتبار الدين أمرًا نسبيا لا يضر الخلاف فيه؟ أم يريدون به التعايش الذي قدمنا صورًا منه آنفا ؟ لاشك أن الإجمال في مثل هذا يؤدي للخلط المعيب .

 

-النهي عن المنكر الصادر من الآخر :

النهي عن المُنكَر، مما لا يروق لدعاة “قبول الآخر”وهو يمثل إشكالية ضخمة بالنسبة لهم ، فقطعيته من الدين لا تحتمل عبثًا اعتادوه باسم التأويل والتفسير ، وهو في أدنى صوره “الإنكار بالقلب”يتصادم مع أدنى درجة في “قبول الآخر”وهو التقبل لحقه فيما يعتقد أو يعمل، فضلا عن الإنكار باللسان الذي يعتبره البعض “وصاية “مرفوضة ، فضلاً عن التغيير باليد -ولو من الدولة-الذي يعتبره البعض تدخلاً في الحرية الشخصية . ومما يجب التنويه له، أن هذه الشعيرة العظيمة قد وضع لها الفقهاء ضوابط كثيرة ، لما لها من خصوصية في احتمال تحولها إلى أداة فتنة إذا خرجت عن هذه الضوابط، فيصير الإنكار في ذاته منكرًا يجب النهي عنه، ولا تحمل تبعاته للشريعة . ٥

 

-الحرية الدينية وحد الردة :منح الإسلام حق الاختيار وعدم الإكراه في الدين {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }البقرة (٢٥٦)وطبق المسلمون هذا في واقعهم عبر التاريخ ؛ فلم يكرهوا اليهود ولا النصارى ولا غيرهم على تغيير دينهم، ولا يستثنى من هذا إلا حالة واحدة وهي “حالة الردة”التي جاء فيها الحديث الصحيح (من بدل دينه فاقتلوه )٦ التي يظهرها صاحبها ويفشيها في المجتمع ،وهو ما يماثل “الخيانة العظمى” في الدولة الوطنية؛ فالأمر لا يتعلق بحريته، وحق اختياره للدين، بقدر ما يتعلق بالحفاظ على المجتمع من البلبلة . وما المانع إذا فتح الباب على مصراعيه أن يدعي قوم الإسلام كذبا ثم يخرجون منه بدعوى لم نقتنع ؟!وقد حدثنا القرآن عن طائفة من اليهود كانت تمارس هذه الحرب النفسية ضد المسلمين {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)}آل عمران . ومع ذلك وضع العلماء للحكم بالردة ضوابط صارمة، تمنع التساهل فيه، ولم تجز للحاكم عقد محاكم التفتيش على العقائد المضمرة، ولا ما استتر من الأقوال والأفعال ، ولعل هذا أحد أسباب عدم إقامة النبي صلى الله عليه وسلم حد الردة على من علم نفاقه عن طريق الوحي ، أو عدم وجود بينة ونحو ذلك ، واكتفى صلى الله عليه وسلم بظواهرهم ووكل سرائرهم إلى الله .

وهذه النقاط التي سبقت تمثل مسارات تصادم بين فكرة التعايش في الإسلام ، و”قبول الآخر”في الثقافة الليبرالية ، وهذا لا يمنع من وجود مساحات اتفاق ؛ فلا إنكار في الخلافيات التي لا تصادم النصوص ، ومعاملة غير المسلمين بالسماحة والبر والإقساط، ومساواة الجميع أمام القانون، وتقرير حرية التدين، وعدم الإكراه في الدين ، ونفي التفضيل إلا بالتقوى، وإلغاء اعتبار الجنس أو اللون أو العرق كأساس  للاضطهاد، ورفض الوجود ؛ كل ما سبق مسارات اتفاق ، وإن كانت على أساس مختلف .

 

ومن هنا يتبين لنا خطأ من “شحن الألفاظ القرآنية بالمحتوى الثقافي الأجنبي لتمريره في الداخل الإسلامي “وهو مسلك قديم حذر منه شيخ الإسلام رحمه الله في مثل قوله “يعبرون بالعبارات الإسلامية القرآنية عن الإلحادات الفلسفية واليونانية “وقوله “ولا ريب أن القوم أخذوا العبارات الإسلامية القرآنية والسنية ، فجعلوا يضعون لها معاني توافق معتقدهم “٧

 

————————–

١-التراث وسؤال التسامح ، إبراهيم أعراب ، مجلة (فكر ونقد )العدد (٢٨).

٢-انظر في ذلك كتابه ، المثقفون في الحضارة العربية ص (٤٤)مركز دراسات الوحدة العربية .

٣-انظر في تفصيل هذه النقطة أكثر “نقد التسامح الليبرالي”لمحمد مفتي ، دار البيان .

٤-الحرية الدينية حق من حقوق الإنسان أم قدر الإنسان لمحمد الطالبي، المجلة العربية لحقوق الإنسان، تونس العدد الأول ١٩٩٤، ص٤٤.

٥-انظر في ذلك “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”للغزالي ، وقواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبدالسلام

٦-رواه البخاري في صحيحه ،باب استتابة المرتدين .

٧-سلطة الثقافة الغالبة لإبراهيم السكران ص ٩ دار الحضارة .

 إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

 

 

ردان على “مبدأ قبول الآخر بين السلفية والثقافة المعاصرة”

  1. يقول عبدالأعلى:

    اشكالية خطيرة وبدأت تنتشر حاليا بين بعض الشباب “الملتزم” .

  2. يقول عبدالله العبيد:

    المفكر محمد عابد الجابري رضع تحليلات المستشرقين المتجنية على الإسلام بنفسية المنهزم أمامهم وتلقى طعونهم بإذعان , فالافكار التي يقدمها للمستهلك العربي انما هو ماستقاه من دسائس المستشرقين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة https://salafcenter.org/wp-content/uploads/2025/09/وصف-القرآن-بالقدم-عند-الحنابلة.-قراءة-تحليلية.pdf مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017