الأربعاء - 06 شعبان 1446 هـ - 05 فبراير 2025 م

براءة الصحابة والتابعين من التفويض

A A

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد، فإن مذهب السلف قاطبة هو إثبات صفات الله تعالى، وإجراؤها على ظواهرها([1])، ونفي الكيفية والتشبيه([2]) عنها؛ إذ الأصل: “أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، ويُحتذَى في ذلك حَذْوَه ومِثاله”([3])؛ فإذا كان معلومًا أن إثبات الباري سبحانه إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف([4]).

إذا ثبت هذا: فإن تأويل صفات الله تعالى هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها، وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف -كربيعة ومالك وغيرهما-: “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة”([5]).

ومعنى “الاستواء معلوم”: أنه يُعلم معناه، ويُفسَّر، ويُترجَم بلغة أخرى، وهذا من التأويل الذي يعلمه الراسخون في العلم.

ومعنى “الكيف مجهول”: أن كيفية ذلك الاستواء وغيره من صفات الله تعالى من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى([6]).

وإنما كان السؤال عن الكيفية بدعة؛ لأنه سؤال عمَّا لا يعلمه البشر، ولا يمكنهم الإجابة عنه؛ إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف، وهو فرع له وتابع له([7]).

وقد تواتر هذا المعنى عن السلف الكرام -رضي الله عنهم- من الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الناس هذا، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها؛ يقول ابن الماجشون (ت 164 هـ) والإمام أحمد (ت 241 هـ) وغيرهما من علماء السلف: “إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، وإن كنا نعلم تفسيره ومعناه“([8]).

لذا فإنك لا تكاد تجد أحدًا ممن يدعي أن تفويض معاني الصفات هو مذهب السلف([9]) يأتي بمثال واحدٍ عنهم ينفي إثبات المعاني عن صفات الله تعالى.

وقد عجز جميع من ناظر شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ) منهم أن يأتي بمثالٍ واحدٍ؛ عندما قال لهم شيخ الإسلام وفي حضور الملأ: “قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين، فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة -التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((خير القرون القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))([10])- يخالف ما ذكرته، فأنا أرجع عن ذلك، وعليَّ أن آتي بنقول جميع الطوائف عن القرون الثلاثة توافق ما ذكرته؛ من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والأشعرية، وأهل الحديث، والصوفية، وغيرهم”([11]).

وفي هذه المقالة نعرض لجملة صالحة من الآثار عن الصحابة والتابعين تبيِّن براءتهم من التفويض، وفي ذلك رد على مذهب أهل التفويض:

أقوالهم في الحث على تدبر القرآن الكريم:

لقد حثَّ سلفنا الكرام -رضي الله عنهم- على تدبُّر القرآن الكريم وتفهم معانيه، ومنه آيات الصفات؛ امتثالًا لقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، وقوله عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، وهاكم بعض أقوالهم في هذا:

  • يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كان الرجل منَّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن)([12]).
  • ويقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره)([13]).

ولا متمسك لأهل التفويض في قول ابن عباس: (تفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره)؛ فإن الإمام الطبري (ت 310 هـ) بيَّن معناه فقال: “وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية: كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى ابن مريم، وما أشبه ذلك، فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها؛ لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه”([14]).

  • وعن مسروق بن الأجدع (ت 62 هـ) قال: (ما نسأل أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا وعِلمه في القرآن، ولكن علمنا قَصَرَ عنه)([15]).
  • وعن عبد الرحمن السلمي (ت 74 هـ) قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئُون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل)([16]).
  • وعن مجاهد بن جبر (ت 101 هـ): قال: (عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات، أفقه عند كل آية)([17]).
  • وعن عامر الشعبي (ت 104 هـ) قال: (ما ابتدع في الإسلام بدعة إلا وفي كتاب الله عز وجل ما يكذبه)([18]) .
  • وقال الحسن البصري (ت 110 هـ): (ما أنزَل الله آيةً إلا وهو يُحِبُّ أن يُعْلَمَ ما أراد بها)([19]).

تفسيرهم لآيات الصفات:

إن المتتبع لأقوال الصحابة والتابعين المتكاثرة يجد أنهم فسروا القرآن، وعلموا المراد بآيات الصفات، كما علموا المراد من آيات الأمر والنهي([20])، ومن أقوالهم:

  • عن مسروق: أنه كان إذا حدث عن عائشة، قال: (حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سموات). قال الذهبي: “إسناده صحيح”([21]).
  • وعن شريح بن عبيد الله (توفي بعد المائة): أنه كان يقول: (ارتفع إليك ثغاء التسبيح، وصعد إليك وقار التقديس، سبحانك ذي الجبروت، بيدك الملك والملكوت، والمفاتيح والمقادير). قال الذهبي: “إسناده صحيح”([22]) .
  • وعن الربيع بن أنس (ت 139 هـ) في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] يقول: (ارتفع إلى السماء)([23]).
  • وقال أبو العالية (ت 90 هـ): {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}: (ارتفع)([24]). قال ابن أبي حاتم: “وروي عن الحسن والربيع بن أنس مثله”([25]) .
  • وقال مجاهد بن جبر: {اسْتَوَى}: (علا)([26]) .

ولو ذهبنا نستقصي أقوالهم لطال بنا المقام، وحسبنا ما ذكرناه.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) في مركز سلف مقالة بعنوان: “وجوب التمسك بظواهر النصوص في العقيدة”، وهذا رابطها: https://salafcenter.org/351/

([2]) لا تلازم بين إثبات ظواهر النصوص والتشبيه؛ وفي مركز سلف مقالة بعنوان: “دفع توهم التلازم بين اعتقاد ظواهر نصوص الصفات والتشبيه”، وهذا رابطها: https://salafcenter.org/2485/

([3]) في مركز سلف ورقة علمية بعنوان: “قاعدة: القول في صفات الله تعالى كالقول في الذات – دراسة وتحليل”، وهذا رابطها: https://salafcenter.org/2356/

([4]) من كلام الإمام الخطابي في رسالته: “الغنية عن الكلام وأهله”، وهذه الرسالة مفقودة، وقد نقل السيوطي جزءًا منها في كتابه “صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام” (1/ 137- 147)، وقد قامت دار المنهاج بالقاهرة بطباعة هذا الجزء سنة (1425هـ – 2004 م).

([5]) ينظر: التدمرية لابن تيمية (ص: 44).

([6]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 36- 37).

([7]) ينظر: التدمرية (ص: 44- 45).

([8]) الصواعق المرسلة لابن القيم (ص: 745).

([9]) في مركز سلف عدة مقالات حول موضوع التفويض وبيان بطلانه، ومنها:

حقيقة التفويض وموقف السلف منه، وإليك رابطها:

https://salafcenter.org/210/

من لوازم القول بالتفويض في معاني صفات الله عز وجل، ورابطها:

https://salafcenter.org/287/

من أدلة القائلين بالتفويض وشيء من المناقشة، ورابطها:

https://salafcenter.org/293/

([10]) أخرجه البخاري (2651)، ومسلم (2535)، عن عمران بن حصين رضي الله عنه بلفظ: ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)).

([11]) مجموع الفتاوى (3/ 169).

([12]) أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 80)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه عليه.

([13]) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 253)، والطبري في تفسيره (1/ 75).

([14]) تفسير الطبري (1/ 74).

([15]) أخرجه القاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص: 96).

([16]) أخرجه أحمد (23482)، وابن أبي شيبة (29929)، والطبري في تفسيره (1/ 80)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1450)، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري، وحسنه الشيخ شعيب في تعليقه على المسند.

([17]) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1866)، وابن أبي شيبة (30287)، والدارمي (1160)، والطبري في التفسير (1/ 90)، والحاكم في المستدرك (3105)، وصحح إسناده محقق سنن الدارمي.

([18]) أخرجه الخلال في السنة (3/ 547).

([19]) ينظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 208)، والصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 924).

([20]) ينظر: الصواعق المرسلة (3/ 924).

([21]) العلو للعلي الغفار (ص: 121- 122).

([22]) العلو للعلي الغفار (ص: 122).

([23]) أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 429).

([24]) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (308)، وعلقه البخاري (9/ 124) عنه بصيغة الجزم.

([25]) تفسير ابن أبي حاتم (1/ 75).

([26]) علقه البخاري (9/ 124) عنه بصيغة الجزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017